بين كل فترة وأخرى تظهر في مجتمعنا ,تقليعة جديدة تشغل الناس وتصبح محور اهتمامهم وحديثه الذي لا يعلوه حديث في مجالسهم وحتى في مراسلاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
تقليعة تكافؤ النسب بدأت تتخذ منحى خطير بكل أسف تتنافى مع ديننا وقيمنا وخُلقنا التي أمرنا بها وحثنا على التحلي والعمل بها.
النعرة القبلية برزت في هذا الأمر لتعود بنا إلى زمن الجاهلية ، زمن العصبية المقيتة التي تعلوا بنفسها وتستصغر غيرها بحجة أنهم من علية القوم بينما هم علته ، وأن غيرهم لا يرتقون لمكانتهم ولا يتشرفون بوجودهم بينهم فضلاً عن الانتماء إليهم عن طريق المصاهرة والنسب .
رسولنا وقدوتنا ومعلمنا صلى الله عليه وسلم يقول (( إذا أتاكم مَن ترضونَ خُلقَهُ ودينَهُ فزوِّجوهُ
إلَّا تفعلوا تَكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ )) .
الراوي:أبو هريرة ،المحدث:الألباني المصدر:صحيح ابن ماجه .
في مجتمعنا وصل السفه بأقوام تحدثك نفسك أنهم لا يعرفون من الإسلام إلاّ اسمه
فقط ، وأن في انتمائهم لهذا الدين شك وريبة ، وأن عقولهم يخالطها الجهل بل
هم الجهل بعينه .
نسمع عن قضايا كثيرة تتعلق بتكافؤ النسب في العديد من المحاكم ونشاهد في مقاطع فيديو خطب وكلمات مغلظة تهدد وتتوعد وتزبد وتعربد إن لم يطلق فلان عديم الحسب والنسب والذي لا يسوى في نظرهم ( بصلة )
فلانه بنت الرجال المطانيخ وأخت الرجال المناطيح ، لتسمع الناس بحرب ضروس تصنف معها داحس والغبراء في مرتبة مضاربة بزارين !؟
شاهت وجوه من كان هذا نطقهم ومنطقهم ، أضاعوا تعاليم الدين بسفه عقولهم وسنوا بين الناس بدعة وضلال لا يعقبها إلاّ فساد وشرّ عظيم .
قبل أن يستفحل الأمر وتصبح الخناجر في الحناجر ، يجب أن يكون للدولة موقف حازم وللدعاة الشرعيين حضور ملفت عبر الكلمة والموعظة وخطب الجوامع ، وعلى الإعلام بكافة وسائله أن يتبنى هذا الأمر ويدعمه دون ملل أو كلل ، على الكتاب أن يسخروا أقلامهم لهذه القضية فهي أكثر أهمية من الكتابة عن حقوق
المرأة التي حصروها في قيادة السيارة بينما تضطهد في المحاكم وبين يدي القضاة في ورثها فلا يعيرونها أي اهتمام !
نسبةالإناث في بلدنا على وجه الخصوص تعادل ثلاثة أضعاف الذكور ، إحصائيات المستشفيات تؤكد هذه المعلومة ، ونسبة العوانس تزداد عاماً بعد آخر ، الفتاة تُحرم من حقها الشرعي والعاطفي والاجتماعي فتعيش مكبلة مهمومة ، تخفي حزنها في أنين زفراتها وقلة حيلتها التي استعصت أمام جبروت الجهل والطمع إما بذريعة عدم تكافؤ النسب أو بأنانية والدها أو أخوتها في راتبها إن كانت معلمة أو موظفة .
للأسف مجتمعنا يعيش التناقضات ، وكل منا مع ما تستهويه نفسه ويحقق مصالحه دون اعتبار لمصالح وحقوق الآخرين .
إن لم تكن هناك عقوبات رادعة ومغلظة بحق كل من يثير مثل هذه النعرات ، فابشروا بشرّ مستطر وجهل لا يعلوه جهل ، سنرى الكثير من البدع القبلية تلغي الكثير من تشريعات ديننا وتلقي بظلالها وجهلها على حياتنا ونمط معيشتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض.
سنعود بمحض إرادتنا لزمن الرق والجاهلية ، وقد يبيع بعضنا بعضاً في الأسواق علناً ، لأن كل منا سيتعامل مع الأخر
وكأنه من الجواري والعبيد ؟!
لا أدري ماذا تحمله لنا الأيام من مفاجآت جاهلية كجاهلية تكافؤ النسب !!؟
على صمان
إعلامي وكاتب
somman11@hotmail.com
التعليقات 2
2 pings
المميز
14/11/2015 في 1:52 ص[3] رابط التعليق
من شروط الزواج عندنا تكافؤ النسب و مورث اب عن جد واللي يبي يدق راسه بالجدر
(0)
(0)
فتوى في النسب
14/11/2015 في 2:28 م[3] رابط التعليق
((فائدة)) رقم (7)
(فتوى مهمة جدا في تكافؤ النسب من الناحية الشرعية أرجو نشرها لأكبر عدد ممكن)
تكافؤ النسب ليس شرطا من شروط صحة النكاح وليس عدم وجوده عيبا في النكاح ، فالجزار والصانع والحداد والحجام والدباغ والتوار ، وغيرها من الحرف اليدوية ، ليس فيها عيب شرعي أبدا ولا في أصحابها وينكحون وينكح إليهم ومنهم ، وهم إخواننا وعلى الناس أن يتقوا الله فيهم وقد كان كثير من الصحابة والتابعين لهم هذه الحرف وما عابهم أحد قط!!
وحسبك أن نبي الله داود عليه السلام كان حدادا ، ومن يتنقص هؤلاء المذكورين ففيه لوثة جاهلية! بل وقد أتى بابا من أبواب الكفر وعليه أن يتوب ، إنما العيب في من يسرق أو يمد يديه للناس أو يبيع ماحرم الله ، ثم هل هؤلاء لايرجعون لآدم عليه السلام ! أو جاءوا من كوكب ونحن من كوكب آخر ! سبحان الله أليس الناس كلهم بنو آدم ! .
والكفاءة الصحيحة هي كفاءة الدين فقط.
ومنشأ الخلاف عند العلماء في هذه المسألة يتلخص في هذه النقاط
1 غياب النصوص الشرعية لدى بعض القضاة وأهل العلم
2 إعتمادهم على بعض الأحاديث والآثار الضعيفة كحديث (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس)
3 التأويل والفهم الخاطئ لما صح من النصوص كحديث (تخيروا لنطفكم فأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم) أي في كفاءة الدين فقط
4 قلة من كتب بدقة في هذا الموضوع الحساس ، وقلة المؤلفات في هذا الباب
5 التقليد الأعمى والتعصب للفقهاء من غير روية وعلم وخاصة لدى المتأخرين
6 تسرع كثير من القضاة في فسخ النكاح لهذا الأمر بأدنى سبب دون تريث وتوجيه ونصح وتعليم وإقناع!
لكن إذا أراد الأولياء فسخ النكاح درءا للمشاكل فقط _ لا لما ذكرناه _ فلا بأس وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم (لاضرر ولاضرار)
لكن أيضا ينبغي أن يعلم أنه لا يجب فسخ النكاح! ولا ينبغي تهديد الزوجين بفسخ النكاح! خاصة إذا أراد الزوجان التمسك ببعض ورضي كل واحد منهما بالآخر!
هذا والله الموفق والهادي للصواب .
كتب هذا وأفتى به
(د.أحمد العمودي الغامدي)
1407/6/29 للهجرة.
(0)
(0)