الفرق بين الأسباب في عدم تقبل النقد للقصيدة واضح جداً لاسيما في زمن فتح باب القبول لذلك وإعطاء الفرصة الكافية للشاعر والمستشعر والتشهير بالنقد والملاحظات مما يثير اشمئزازاً وإحراجاً لكاتب القصيدة.
وقد لايقبل الكثير من الشعراء النقد الوارد من أية شخص يحاول أن يفرض رأيه الشخصي قبل أن يسأل عن ما لديه من آراء وملاحظات لغرض لفت الأنظار وإبراز نفسه للشهرة بكل ثقة عمياء .
ولاشك أن هناك كثير من السلبيات والإيجابيات في ما يتعلق بالنقد الهادف البناء والنقد الفاشل الذي لا يستفاد منه إطلاقاً.
يرى البعض أن الشاعر ليس بالضرورة أن يكون ناقداً حتى وإن كان ذا إبداع وتصوير جمالي في المفردة الشعرية وإن من المحتمل أن يكون هناك ناقداً لا يجيد كتابة الشعر ويتميز بموهبته الدقيقة ، إلا أنني أختلف معهم في وجهات النظر جيداً وأرى أن كلا الموهبتين تتكرس في المبدع الذي يجمع بين الشعر والنقد في نفس الوقت ويصعب على من لا يمتلك هاتين الموهبتين أن يكون شاعراً أو ناقداً وإنما يكتفي بلقب متذوق للشعر فقط .
ومن المتعارف عليه انتقاد الشاعر لقصيدته بعد الانتهاء من كتابتها أو أثناء الكتابة قبل أن يسعى لنشرها ويتسنى لغيره نقدها بكل بساطة .