كلنا نعلم أن حُبِّ الوطنِ كحبِّ النّفسِ والمالِ ولترسيخ هذا المبدأ , أطلقت وزارة التعليم برنامج (بلدًا آمنًا ) ويهدف البرنامج إلى عدة أهداف منها , التصدي لعناكب الفكر الإرهابية و أهمية الحوار والمناقشة مع العقول العظيمة والعقول التافهة . ومنها المحافظة على أمن الوطن و استقراره و إمداد الفكر والسلوك بالمواد الثقافية التي تبني في المجتمع الانتماء للوطن. ومنها التعريف بمعنى الآدمية لأن الرسول أكد على وحدة الأصل الإنساني , وأكد على مبادئ الإسلام وقيمه النبيلة ، المتمثلة في الرحمة والشورى والتسامح . ومنها المسؤوليات الكبيرة الملقاة على كل فرد في المجتمع لوقاية أبناء الوطن من الانحرافات الفكرية من خلال تفعيل القيم والمهارات التي توحد الصف . ومنها محاربة الفكر الذي يُخالف القيم الأخلاقية للمجتمع ، ويُخالف الضمير الإنساني ، ويُخالف المنطق والدين ، ويؤدي للتطرف والغلو الذي يُضر بعقيدة الأمة ، بما يحمله من أفكار مُخالفة ومُنافية ؛ والخروج عن الاعتدال والوسيطة ، مما يُشكّل خطراً على أمن ونظام الدولة و يسبب تشويه لسمعة الإسلام والتنفير من الدخول فيه واعتناقه . فلابد من تربية الأبناء على حب الوطن لأنها من أهم الأعمال في هذه الزمن ولابد للآباء والمربون أن يعتنوا به أشد عناية لأنه يولّد عند الأبناء الولاء والانتماء للأرض والعمل الحقيقي لنهضة الوطن . فحب الوطن ليس كلمات تكتب , بل واجبات ومسؤوليات يجب علينا أن نفهمها ونعمل لها معًا . قال الجاحظ: "كانت العرب إذا غزَتْ، أو سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملًا وعفرًا تستنشقه". فالوطن عند العرب قديمًا ليس حبًا فقط بل عشقًا .. والآن خونة الوطن والمتآمرين عليه يتعاونون مع الدول المعادية وخاصة في أوقاتِ الشدة لاضطراب الأمن واستقراره , فخيانة الوطن ذنبًا لا يغفر . فمن لا يملك انتماءً للأرض التي يسكنها ويتمنى سقوطها، لا يملك الحق لأن يحمل جنسيتها و يعيش على أرضها ويتنفس هوائها ويأكل من خيراتها . فالوطن الذي نسكنه وطن إسلامي , لذا وجب علينا المحافظة على أمنه واستقراره فالأوطان من حولنا تنهار .