الأمن والايمان
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . . وبعد وإني في هذه المقالة أتحدث عن نعمة منَّ الله بها علينا في بلاد الحرمين الشريفين ألا وهي نعمة الأمن ، مذكراً بقول الحق تبارك وتعالى : { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [ النور55 ] . الأمن لا يشعر به إلا من فقده ، ومن تأمل كلمات تلكم المرأة السنية المسلمة في البحرين عندما اتصلت بقناة صفا ، وهي تكاد تموت من السرور ، تغمرها الفرحة عندما رأت قوات درع الجزيرة وهي تدخل البحرين بعد أيام عصيبة من الخوف والذعر ، عندما اعتدت بهائم الشيعة الرافضة على إخواننا أهل السنة في البحرين ، دخلوا عليهم بيوتهم ، ومدارسهم ، وجامعاتهم ، ومستشفياتهم في حملة إيرانية مجوسية فارسية لا تخفى على جاهل أو مجنون ، فضلاً عن العقلاء والفطناء من المسلمين وغيرهم . دخلوا المدارس الابتدائية وبثوا الرعب في أرجائها بل فعلوا الفاحشة بالأطفال ، ولا غرابة في ذلك ، فالشيعة دينهم شهوة ولذة ، لا يعرفون الغيرة على الأعراض ، ومن شب ودأب على ذلك فلا ريب أن تكون فطرته المنكوسة ، وتربيته المعكوسة شهوانية عدوانية . دخلوا جامعات البنات وخلعوا ملابس الطالبات و . . . . ولك أن تتخيل ما ذا حصل ؟ استولوا على المرافق الحيوية في البلاد في تطبيق لمؤامرة الاستيلاء على البحرين وتحويلها إلى جمهورية بدل مملكة ، لتكون محافظة لإيران كما حصل في العراق ، ومعقلاً لأحفاد ابن العلقمي ، ولكن بفطنة الرجال ، وعلمهم بما يحاك ضدهم ، تكاتفت جهود دول الخليج العربي المسلمة السنية لمواجهة مخططات عدو الله الإيراني وأذنابه في كل مكان في العراق ولبنان وغيرها . إن ما فعله الشيعة في البحرين وأبنائها ونسائها لهو أمر خطير جد خطير ، لا يجب أن يمر بسلام ، بل لابد أن يحاكم كل من له يد عظمت أو صغرت وفق شرع الله عز وجل ، لقد اعتقلوا بعض رجال الأمن وعذبوهم واعتبروهم أسرى حرب ، وهذا أمر لا يسكت عليه ، هؤلاء هم الشيعة يا من لا يعرف الشيعة . حقيقة الأمن : الأمن ليست كلمة تقال ، بل أمل منشود تنشده كل أمة على وجه الأرض ، ولك أن تتخيل دولة في غياب أمن ، أنظر إلى القتل الذريع ، والتعذيب والتخويف والتهديد ، إذ لا يأمن الإنسان على نفسه ولا على أهله ولا على ماله ، بل يعيش لحظات الرعب والهلع في كل لحظة ، يخشى مداهمة عدو عليه أو لصوص ، لا يهنأ بطعام ولا شراب ولا نوم ولا أي لذة من ملذات الحياة ، وتلكم المرأة البحرينية التي كانت تبكي فرحاً بعد خوف ، وأمناً بعد هلع ، تخيل لو كنت تعيش في بلد لا أمن فيه ، بل كل من يخرج من بيته ربما لا يعود ، تأمل تلك الدماء التي تراق ، والرقاب التي إلى الموت تساق ، انظر إلى الأشلاء والموتى والجثث في كل مكان في تلك الدول التي تشهد اضطرابات ومظاهرات واعتصامات ما ذا حل بها وأهلها ، اليمن والبحرين ومصر وتونس وليبيا والعراق وسوريا والمغرب والجزائر ، كل هذه المصائب والمصاعب عقوبة من الله بسب البعد عن تحكيم شريعة الله ، بسبب تلك المنكرات والكبائر العظيمة التي تعج بها ، قبور تعبد من دون الله ، وأضرحة تطاف ، وأموات يُدعون من دون الله ، ووجود حكام ظلمة لا يتقون الله ولا يخافونه ، يطبقون القوانين الوضعية من فرنسية وبريطانية وغيرها ، وبينهم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يحكمونها ولا يطبقونها إلا بعض المعاملات كالطلاق والنكاح وغيرها . فمن وقي شر هذه الفتن فليحمد الله وليشكره ، فالأمن نعمة لا مقارنة لها ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا " [ رواه الترمذي وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ] . اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان، واحفظَ على بلاد الحرمين أمنَها واستقرارها، ووفّق ولاة أمرها لكلّ خير، وارزقَهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الحقّ وتدلّهم عليه، وجنّب بلادنا الفتنَ ما ظهر منها وما بطن، إنّك سميع مجيب. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجمعين.
29/10/2015 2:30 م
لا يوجد وسوم
0
55806
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/2973257/