حذرت الخبيرة السعودية في مجال البيئة الدكتورة ماجدة أبو راس نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية إن ارتفاع مستويات التلوث البيئي في المدن الخليجية والعربية والعالمية في الآونة الأخيرة يشكل تهديدا كبيرا لصحة المرأة و الأطفال وحياة الناس .مشيرة إلى أن هناك عدد كبير من الأطفال يموتون بسبب الأمراض المتصلة بالبيئة كل عام.
وشددت الدكتورة ماجدة بمناسبة قرب افتتاح أول ورشة بيئية على مستوى العالم موجهة للمرأة والطفل تحت شعار “نحو منزل صحي بيئي” بحضور الأميرة لولوه الفيصل بنت فيصل بن عبد العزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت- ومعالي أمين جدة الدكتور هاني أبو راس وألف مشارك خلال الفترة من 8 إلى 12 محرم القادم والذي يعد أكبرَ حدث بيئي على مستوى المملكة والشرق الأوسط والعالم تشهده مدينة جدة في فندق حياة بارك
على ان العالم يمكنه تجنب هذا العدد من الوفيات باستخدام أدوات منخفضة التكلفة ومستدامة وإستراتيجية لتحسين البيئة متى ما كثفت الجهود واستطاع القائمون في القطاعات العامة والخاصة على اتخاذ التدابير الوقائية التي تمنه هذا الأمر
وقالت الدكتورة ماجدة أبو راس ان الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية أوضحت انه يمكن تجنب 13 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم فقط من خلال تحسين البيئة لافته إلى ان التقليل من التلوث البيئي في بعض البلدان يخفف ثلث الأعباء التي تتحملها الحكومة بسبب انتشار الأمراض.
وأوضحت إن الدراسة التي قامت بها منظمة الصحة العالمية سوف تساعد البلدان على اختيار الأساليب المناسبة لحل مشاكل تلوث البيئي. حيث كشفت الدراسة التي أجريت في 23 بلدا ان أكثر من 10 في المائة من الوفيات تنجم عن المياه الملوثة (بما في ذلك سوء مرافق الصرف الصحي ومياه غير نظيفة) وتلوث الهواء داخل المباني ، خاصة عند استخدام الوقود الصلب في الطبخ.
وأفادت أبو راس ان تلوث الهواء في المدن بسبب حرق الفحم الملوثة للغاية وانبعاث السيارات أصبحت من المشاكل الكبيرة ولك ان تتخيل ان بلد ما يبلغ عدد السيارات يتجاوز 5 ملايين سيارة في المدينة الواحدة
وأضافت الدكتورة ماجدة أبو راس ان الدول النامية التي يشكلها الأطفال ما يقرب من نصف سكانها، معظم الوفيات تتمركز في الأطفال التي تقل أعماره عن 5 سنوات ، وهذا لا يدفعنا إلى معالجة العوامل البيئية فقط، بل أيضا تنفيذ إجراءات التدخل من اجل ان تكون البيئة نظيفة تحمي الأجيال القادمة من هذا الخطر
وبينت ان العوامل البيئية لا تزال تؤثر على صحة الأطفال من مرحلة نمو في رحم الأم إلى مرحلة الطفولة والمراهقة. وإن الأطفال أكثر عرضة من البالغين لعوامل بيئية بسبب عدم تطوير جهازهم المناعي أوجهاز التخلص من السموم بشكل كامل. وإن التدخل سواء كان على مستوى المجتمع المحلي أم على المستوى الدولي ، يمكن تحسين البيئة بشكل كبير من خلال تعزيز معالجة المياه وتخزينها والحد من تلوث الهواء. على سبيل المثال ، الحد من تلوث الهواء وحده يمكن ان ينقذ ما يقرب من 1 مليون شخص كل سنة.
وشددت أبو راس ان هناك ما يقرب من 450 مليون طفل معرضون خلال الخمسة عشر عاماً القادمة للموت إذا لم يتخذ العالم الإجراءات اللازمة للحد من مشكلة سوء التغذية التي تواجه شعوب الدول الفقيرة، وذلك وفق تقرير وضعته المنظمة الخيرية البريطانية بعنوان “أنقذوا الأطفال” (Save the Children).
وقال خبراء في مجال البيئة ان هناك ما يقرب من 300 طفل يموتون كل ساعة في العالم بسبب نقص المواد المغذية في طعامهم بينما من يبقون على قيد الحياة يعانون بشدة في حياتهم الصحية الأمر الذي يكون له تأثير سلبي على اقتصاديات الدول التي يعيشون بها.
وعددت أبو راس الأسباب والتي من أبرزها تقلبات أسعار الطعام وعدم الاستقرار الاقتصادي والتغيرات المناخية والتلوث البيئي والتحولات السكانية
ولاحظن نائب رئيس مجلس إدارة جمعية البيئة السعودية على ان العالم حقق تقدما كبيرا في تقليل أعداد وفيات الأطفال من 12 مليون طفل إلى 7.6 مليون كل عام، و أن هذا الإنجاز معرض للتوقف إذا ما فشلنا في التغلب على مشكلة سوء التغذية”. ووجود الغذاء الصحي
ولفت الخبراء إلى ان الأطفال الذين يعانون سوء التغذية والملوثات البيئة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
وحذر الخبراء ان أكثر من 100 مليون شخص سيموتون بسبب تدهور البيئة وأن النمو الاقتصادي العالمي سينخفض بنسبة 2ر3 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2030، إذا فشل العالم في التصدي للتغير المناخي والبيئي
وقدر الخبراء أن خمسة ملايين حالة وفاة تحدث سنويا نتيجة تلوث الهواء والجوع والأمراض جراء تغير المناخ والاستخدام الكثيف للكربون وأن الحصيلة ربما ترتفع إلى ستة ملايين سنويا بحلول العام 2030 إذا استمرت الأنماط الحالية لاستخدام الوقود الأحفوري.
وبين الخبراء إن ، الآثار البشرية والاقتصادية للتغير المناخي على 184 دولة ستظهر بنهاية 2030م .
وقال التقرير “من المقدر أن تودي أزمة مجمعة للمناخ والكربون بحياة 100 مليون شخص من الآن وحتى نهاية العقد المقبل”.
وأضاف الخبراء أن تأثيرات التغير المناخي خفضت الناتج العالمي بنسبة 6ر1 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي أي حوالي 2ر1 تريليون دولار سنويا، وأن الخسائر قد تزيد إلى 2ر3 بالمائة من الناتج العالمي بحلول العام 2030، لافتين إن البلدان الأكثر فقرا في العالم هي الأكثر عرضة للخطر؛ لأنها تواجه مخاطر متزايدة تتمثل في الجفاف ونقص المياه والمحاصيل والفقر والأمراض.