أيها النور المشرق في أفقنا ، والقمر المنير في دربنا، أنت أنت يا رب أسرتنا ، يا بهجتنا، يا عزنا ، يا فخرنا ، ويا عنوان نجاحنا ومجدنا ، يا أبانا الجليل في عيوننا ، العزيز في نفوسنا، والغالي على قلوبنا .
يا نبع الحنان، ومنبع الأمان؛ يا من تبتهج الدنيا معك، وتبتسم الحياة من أجلك، يا من تسعي لإمتاعنا ، وتعمل على إسعادنا، وتصارع الدنيا من أجلنا ، ومن أجل معيشتنا، وتيسير أمور حياتنا.
أنت الذي تهفو أرواحنا لرؤيتك، ويشتعل شوقنا عند غيابك، وتبتهج نفوسنا حال حضورك، وعند وجودك، أنت الذي تغمرنا بحنانك، وتلبسنا عطفك واهتمامك، أنت الذي تجدنا إن تأخرت علينا انتظرناك، وإن خرجت من بيتنا فعند بابه ودعناك، فكل أسرتك هي لك، ومن أجلك ، وفي خدمتك، وتحت طوعك وأمرك .
العمر والنفس واللي عندنا كله فداك
واعرف إنه ربع حقك وانت حقك ما يهون.
أيها العزيز الغالي : إن حقوقك في ديننا عظيمة، ومكانتك في شرعنا كبيرة، وقيمتك في مجتمعنا جليلة، وقد صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام : " لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" .
وكم نحزن كثيراً أيها الصدر الرحيب؛ إن رأيناك مغموماً حزيناً، أو متوتراً قلقاً ، أو مجهداً أليماً ، أو متألماً مريضاً ، سامحنا إن أتعبناك ، أو أشغلناك ، واصفح عنا إن أهملناك ، أو قصرنا في رضاك.
ويا أبانا القدير؛ فكل نظام ترسمه لنا سوف نعمل به، ونسير عليه، وكل حزم تظهره لنا سوف نحترمه وننقاد له، وكل كلمة تمليها هي محل تنفيذ، ومكان تقدير، فأنت العقل الواسع؛ الحريص على مصلحتنا، والمتابع لنشاطنا، والمراقب لحراكنا، والمهتم بإرشادنا إلى أمور ديننا، وإلى كل ما يرفعنا في دنيانا وآخرتنا.
إن واجبك كبير، وحقك عظيم ؛ وهو الطاعة لك، والبر بك، والإحسان إليك، كما يجب أن نقدم لك جزيل الشكر والثناء، وجميل العرفان، وفائق الامتنان، فشكرا شكراً من أعماق قلوبنا؛ بعدد حبات المطر، وعدد أوراق الشجر ، وعدد أنفس البشر؛ على كفاحك وتفانيك، وعلى عطائك وتضحياتك، بل وعلى لومك وانتقادك؛ الذي يطورنا إلى الأفضل ، ويزرع فينا كل شيء أحسن وأبهى وأجمل.
واصل يا حبيبنا في عطائك وحبك ، واستمر في سعيك وجهدك، كافح من أجل تحقيق تطلعاتك، والوصول إلى جميع طموحاتك، سدد الخالق على الخير خطاك، ووفقك وأعانك، وحفظك ورعاك.
د.عبدالله سافر الغامدي ـ جدة