الحمد لله أولاً وآخراً ، والحمد لله على فضله وكرمه وإحسانه ، قدر الله وما شاء فعل ، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لأمره . أسأل الله العلي القدير أن يتقبل اموات تدافع مشعر منى في الشهداء ويرفع منزلتهم ، كما نسأله سبحانه أن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل وأن يوفقهم لإكمال نسكهم ويعيديهم إلى أهاليهم وذويهم سالمين غانمين . لك العزة ولك الفخر ولك الشرف ياوطني المملكة العربية السعودية ، ولنا نحن قيادة وشعباً مزيداً من الفخر أن شرفتا ربنا بخدمة أقدس وأطهر بقعتين على وجه الأرض وزادنا شرف على شرف بخدمة ضيوف بيت الله من حجاج ومعتمرين . حادثة تدافع منى ، حضر فيها القضاء والقدر ، وحضر الإيمان والتسليم ، وحضرت معها أيضا أبواق نشاز وأصوات مرجفة ونوايا خبيثة وتأويلات لا حصر لها ، كلٌ يفسر من الباب الذي يرى منه حسب ما تمليه عليه أهواءه ومصالحه . شهادتي في وطني وما تقدمه حكومتنا الرشيدة من خدمات جليلة للحرمين الشريفين وخدمة ضيوفهما مجروحة ولا شك في ذلك . لا ضير ، فالمنصفون الذين يلمسون تلك الخدمات لا ينكرونها ، والمليارات التي تنفقها الدولة في كل عام لتطوير المشاعر المقدسة والوصول الى أقصى درجات الكمال هي أيضاً محل تقدير من يلمس ويستفيد من تلك المشاريع العملاقة على أرض الواقع ، فالدولة تنفق عليها بسخاء وباهتمام بالغ كونها تستشعر عظم الأمانة وجسارة المسؤولية وحقوق المسلمين التي يجب توفيرها لهم في هاتين البقعتين الطاهرتين ، مكة المكرمة ، ومدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المدينة المنورة . قبل موسم الحج بأشهر تستنفر الدولة كافة طاقاتها وإمكانياتها المادية والبشرية بكافة أجهزتها المدنية والعسكرية ، استعدادات مبكرة وجهود مضنية وترتيبات مسبقة وأعمال كثيرة لا تكاد تُحصر تبذل من الجهات المدنية والعسكرية بكل إخلاص وتفانٍ بروح طيبة ونفس راضية مبتغين بذلك رضا الله ثم رضا حجاج وزوار الحرمين الشريفين. الكمال لله تعالى ، وأكاد أجزم أن أجهزتنا الأمنية والمدنية التي تعمل في المشاعر المقدسة وصلت بفضل الله وتوفيقه إلى أعلى درجات الإتقان والجودة والتنظيم ، كونها خبرات تراكمية تتكرر في كل عام ويستفاد من الإيجابيات لتعزيزها والسلبيات لمعالجتها وتفاديها . ملايين البشر تتواجد في مكان واحد وفي مساحة محدودة وفي زمن قصير تنتقل من موقع لآخر في مسيرة مليونية تبدأ وتنتهي خلال ساعات ، ومع ذلك نرى تلك الحشود الضخمة تسير وفق خطط منسقة وتنظيم مذهل لا تكاد تصدق أن تلك الحشود الضخمة أنهت نسكها وتنقلها بتلك السرعة والانسيابية . ومع ما يبذل من جهود وما يقدم من خدمات ، لا ندّعي الكمال المطلق ، فهناك أعمال تقدم وجهود تبذل وهناك أيضا مفاجآت ومخالفات تكون سبباً في وقوع أمرٍ ما كما حدث في تدافع مشعر منى مع كثرة الحجاج واختلاف ألسنتهم وتنوع ثقافاتهم ومدى فهمهم ووعيهم وإدراكهم لمسؤلياتهم وواجباتهم في مثل هذه الأمكان . نقص الوعي أو إنعدامه لدى الكثير من الاحجاج يكون سبباً في حدوث الكثير من المآسي والسلبيات والأخطار وتهدم الجهود التي تبذل للمحافظة على سلامتهم . نعم ، خدمة الحجيج شرف لهذه البلاد وسنظل نفخر بهذا الشرف حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، إلاّ أنه يقع على عاتق شركات الحج توعية وتثقيف حجاجها والتنسيق مع الجهات المعنية في كل تحركاتهم وتنقلاتهم . وفي ذات الوقت قد يشترك فيما حدث تقصير غير مقصود وربما سوء تنسبق في لحظات متسارعة تدافع فيها الحجاج على حين غرة ، كل تلك الأسباب اجتمعت ليقضي الله أمراً كان مفعولا ، التحقيقات التي أمر بها سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف - حفظه الله - لا زالت جارية وكل من يثبت تقصيره سيخضع للمحاسبة . إلاّ أننا نؤكد أن ما حدث في تدافع مشعر منى لا يقلل من الجهود الجبارة التي تقدمها وتنفقها الدولة لخدمة الحرمين والمشاعر ، ولا تقلل من الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات الأمنية بمختلف قطاعاتها والمدنية بمختلف أجهزتها ، ولا نلتفت للأصوات النشاز التي تستغل الأحداث لمآربها القذرة وتفسيراتها الخبيثة التي تريد النيل من هذه البلاد . عشت يا وطني ، وسدد الله خطى قادة بلاد الحرمين الشريفين لخدمة الإسلام والمسلمين وسلمت يا شعبنا المضياف الكريم . على صمان إعلامي وكاتب somman11@hotmail.com
- “السياحة والمطاعم” بالصدارة.. “التجارة” تكشف عن نمو الامتياز التجاري خلال 3 سنوات بنسبة 866%
- “الصادق” يعتذر عن الاستمرار في منصب مدير المنتخب الوطني
- احذر ألاعيبها.. “الأمن العام”: لا تشارك بياناتك مع “جهات الفوركس غير المرخص”
- رئيس مركز الفوارة ورئيس البلدية يدشنان بوابة مدينة الفوارة العصرية
- المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تأثيرات الجوانب النفسية والأخلاقية والدينية والثقافية على المرضى
- وزير الاستثمار: الناتج المحلي للمملكة ارتفع بنسبة 50% منذ إطلاق رؤية 2030
- لا تحرموهم منه.. دراسة تكشف تأثير الإنترنت على الصحة العقلية لكبار السن
- عدم الالتزام بوقت العلاج.. “أخطر 4 أشياء تقوم بها عند مرضك” تكشفها “سعود الطبية”
- المرور السعودي: استقبال طلبات إنشاء 9 مدارس لتعليم القيادة مستمر حتى 13 ديسمبر
- “الغذاء والدواء”: منتجات “شبيه الحليب” آمنة ولا تشكّل أيَّ خطورة
- “الضمان الصحي”: الوثيقة الأساسية تغطي تكاليف جراحة السمنة بهذه الحالة
- انتبهوا.. هذه الفيتامينات تحفّز نمو الأورام وانتشارها
- هيئة تطوير منطقة مكة تطلق أعمال المسوحات الميدانية لمحافظات المنطقة
- طقس الإثنين.. توقعات بهطول أمطار رعدية تودي إلى جريان السيول على عدة مناطق
- تعليم الطائف يعتمد الدوام الشتوي للفصل الدراسي الثاني
المقالات > تدافع منى بين الإنصاف والإرجاف !
تدافع منى بين الإنصاف والإرجاف !
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/2967960/