دَمَ الشّهَدَاءِ خَلَّدَهُ الْخَمِيْسُ
جُنُوْدُ الْطّهْرِ أبْطَالٌ وَشُوْسُ
يَدُوْسُوْنَ الْدّعِيَ بِكِلِّ حَزْمٍ
تُسَطّرُ عَزْمَهُمْ حَرْبٌ ضروسُ
سَتَبْقَى أيُّها الجُنْديُ رَمْزَاً
وأمْجَاداً تُسَطّرُها الدُّرُوسُ
وطوبى يا شهيدَ الحقِّ داراً
ففي الفردوسِ حُوْركَ ياعريسُ
سيبقى الأمْنُ مُنْدَاحَاً بأرضي
عَصِيٌّ أن يُعَكِّرَهُ البؤوسُ
أيا أبها مُصَابُكِ هَزَّ وَجْدَاً
مِن الأقصى تُشَاطِرُهُ السُّوَيْسُ
أيَا وطناً تَسَامَقَ في شُمُوْخٍ
فلا لَعْبٌ بأمْنَكَ أوْ مَسِيْسُ
بِلادي يامنارَ الأرضِ فَخْرَاً
على سَاحَاتِها صُفِعَ الجَسُوْسُ
هوَ الإرهابُ لا دِيْنٌ بَرَاهُ
مَهِيْنُ القَدْرِ صاحِبُهُ رَكِيْسُ
خَوَارِجُ مَا رَعوا للهِ قَدْرَاً
فعقلٌ فاسدٌ ويدٌ غمُوسُ
همُ الأعداءُ في فِكْرٍ ونَهْجٍ
لَهُمْ في كلِّ مُبْتَدَعٍ طُقُوْسُ
فَهُمْ عَبْدٌ لأهْوَاءٍ وَسُكْرٍ
وعِرْبِيْدٌ تُحَرِّكُهُ الكُؤوْسُ
حَذُوْا بِالقُذَّةِ العَمْيَاءِ نَهْجَاً
كقطْعَانٍ تُسَيِّرُهَا التّيُوْسُ
فَمَا أخَذُوا عُلُوْماً مِنْ قُرَاْنٍ
ولكنْ نَهْجَهُمْ شَاتٌ وَفِيْسُ
عَرَفْنَا الآنَ ماذا حَلَّ فيْكُمْ
تَكَشَّفَ ذلك الوجْهُ البئيْسُ
فدارُ الخُلدِ لا تُجْنى بِخُبْثٍ
وفِكْرٍ داعشٍ ويَدٍ تَخِيْسُ
ولكنْ بالتُّقَى يزدانُ قلبٌ
فتقوى اللهِ يا نِعْمَ اللبوسُ
هو الكذابُ في أذْنَيهِ وَقْرٌ
فكيفَ لسُنَّةِ الهاديْ يَقِيْسُ
هو الإرهاب فلتُقْطَعْ يداهُ
تُسَيِّرُ فكرَ صاحِبِهِ الفلوسُ
يموتُ بِفِعْلِكُمْ عبدٌ برئٌ
ويَسْلَمُ منكمُ الوغدُ النّجُوسُ
ألا قُبِّحْتَ للإرهابِ عبْداً
تُهاديكمْ إلى البغيِ المجوسُ
فظلمٌ أن تصيرَ الدُّورُ وَكْراً
على ساحاتِها قُتِلَ الجُلوسُ
وتغدو للجهادِ ديارَ خوفٍ
تُفَجَّرُ دونَ حُرْمَتِها الرُّؤوسُ
أيُقْتَلُ خادمُ المحرابِ غدراً
أفازُ الدِّينِ ذا الرجُلُ الونيسُ
فكمْ مِنْ مسلمٍ قتلوهُ ظُلماً
على أكتافِهِ رَقَتِ الفؤوسُ
فكيفَ تَرُوْمُ للجنّاتِ فَوْزَاً
وبالأطهارِ تُجْهِزُ ياتعيسُ
فهذا الجهلُ لا طَالتْ يداهُ
وهذا الكُفْرُ ينعقُ والبؤوسُ
غُثاءً خطّهُ قلمٌ دعيٌّ
وسُمَّاً صاغَهُ الفِكْرُ الدَّسِيْسُ
عقولُ الصِّيدِ تَسْرَحُ في المعالي
ويعبثُ في العِدا عقلٌ عكوسُ
على أفهامهمْ يقتاتُ فكرٌ
تربى دونهُ خَبَثٌ وسوسُ
مِن الإسلامِ يمرقُ كُلُّ خِبٍّ
كسهمٍ مِن رمِيَّتِهِ يهيسُ
ستفْضَحُ فكرَكَ المعتوهَ آيٍ
جوارِ البيتِ إذ خطبَ السُّديسُ
أيا أبها مصابُكِ زادَ فينا
صموداً لا يُكسِّرهُ البخيسُ
حُماةُ الجارِ لا نرضى بضيمٍ
إذا دقتْ عواديْها الجُروسُ
أيا سلمانُ جُنْدُكَ لا نُبالي
على أيِّ الثرى صُرع الدسوسُ
ونجتثُ الرّعَاعَ فلا نُبالي
على أيِّ الثرى حُفِرَ الرّموسُ
فقلْ هبوا تصير الأرضُ صهداً
على أعدائنا يومٌ كبوسُ
فأنتمْ خادمُ البيتينِ فخراً
مقامٌ لا يُطاولُهُ رئيسُ
عسيرٌ ياملاذَ الضّيْفِ مَرْحى
فأرضُ الطُّهْرِ تفْديْها النّفُوسُ
فنحنُ الصِّيْدُ إن دارتْ رِحَاها
ونحنُ الوَقْدُ إن نَعَقَ النَّحُوسُ
ورِثْنَا المجدَ عنْ أبٍّ وَجَدٍّ
وتَصْغَرُ عند نجدتِنا البسوسُ
فإنْ نَهَسَتْ كلابٌ مِنْ عدوٍّ
سيُعْقَرُ ذلكَ الكلبُ النَّهُوسُ
وإنْ فَقَسَتْ بيوضُ الإفْكِ يوماً
سيُنْسَفُ ذلكَ البَيْضُ الفَقِيْسُ
أيَا أبها البهيِّةِ لاتُبالي
فإنَّ الظُّلمَ مأواهُ النّكُوسُ
أيَا أبها بهاؤكِ ليْ سلواً
إذا أعيانيَ الدَّمْعُ الحَبِيْسُ
فيَا غيْداءُ وجْهُكِ زادَ زهْوَاً
يُناغي الحُسْنَ يانِعْمَ العروسُ
على جناتِها شَدَتِ القَمَاري
وقلبيْ في محبتِها مَهُوسُ
وعشقي مُولعٌ يشتاقُ أبها
كما أذكى الهوى ليلى وقيسُ
يَؤمُ نَسِيْمَكِ الفَتَّانَ نَفْحٌ
تمايلَ نحْوَهُ الفَنَنُ الهَمُوسُ
ويُهدي الغيمُ مِنْ خدَّيْكِ شَدْواً
فيَعْزِفُ لَحْنَهُ وَتَرٌ وقوْسُ
يُغَازِلُ قَطْرُهُ وَرْدَاً بَهيَّاً
ويَهْمي للندى زهْرٌ عَنُوْسُ
لكُمْ ياحفْنَةَ الإرهابِ يومٌ
شديدُ الهَوْلِ مَوْرِدُهُ عَبُوسُ
فما مُتمْ أيا أبطالُ كَلّا
فكلٌ في جنائنِهِ جَلِيْسُ
ستَذْكُرُ مجدَكُمْ أرجاءُ نجْدٍ
وجازانٌ وطيبةُ والخميسُ
فإنَّ الحقَّ منتصرٌ متينٌ
وإنَّ الظلمَ يُزْهِقُهُ الطّمُوسُ
فإما نثقفنَّ الرِّجسَ يوماً
ندوسُ على محاجِرِهِ ندوسُ
ونُسْقِيهِ المنيَّةَ كأسَ ذُلٍّ
ونُمْعِرُ وجْهَهُ ,الوغدُ الخسيسُ
أيا وطني لكَ الأرواحُ جُنْدٌ
ويرخصُ دونَ تُرْبَتِكَ النَّفيسُ
فهذي الكعبةُ الغرّاءُ رمزاً
على الأزمانِ وانْدَثَرَ القَليسُ
فمِنْ حَدِّ الطُوَالِ إلى طُرَيْفٍ
إلى نجد تُشَاطِرُكُمْ سُدُوْسُ
فمجدُكَ ناصعٌ ينداحُ نوراً
بسِفْرِ الخُلْدِ سَطّرَهُ الطُّروسُ
فسُوْرُ جزيرةِ الإسلامِ صَلْدٌ
تَصَاغَرَ أن يُطاعَ بها الخَنُوْسُ
فنحنُ القابضونَ على زِنَادٍ
على أصواتها قُتلَ اليئوسُ
ونحنُ الردعُ نُجْهِزُ كُلَّ باغٍ
إذا ما أرْعَدَ الخَطْبُ العَوِيْسُ
فلا وغْدٌ بأرضِ الوحي كَلّا
خلالَ الدارِ يُرْهِبُ أو يَجُوْسُ
نَدُكُّ دواعشَ الإجرامِ ناراً
لها في كُلِّ ناحيةٍ حَسِيْسُ
ففجْرُكِ يابلادي في انبلاجٍ
تُغَرِّدُ دونَ عزَّتِهِ الشُّمُوسُ
تُرَصِّعُ هامةَ الدُّنيا فَخَارَاً
وتاجاً لا يُحَرِّكُهُ النُّكُوْسُ
فَضَرْبٌ للبغِيِّ بِكُلَّ حَزْمٍ
فلنْ يبقى على أرضيْ يَسُوْسُ
فنحنُ لمَأرِزِ الإسلامِ دِرْعٌ
ونحنُ النَّارُ إنْ حَمِيَ الوَطِيْسُ
فلاعِلْجٌ بِتُرْبِكِ يابلاديْ
ولاطاغوتُ يُعْبَدُ أو قَدِيْسُ
فأنتَ مرابعُ الأطهارِ أمْنَاً
بَعيدُ الدَّارِ يشْهدُ والأنيسُ
ونحنُ معاقلُ الأبطالِ عِزَّاً
تُسَطّرُ مجدَنا طَسَمٌ جَدِيْسُ
أخذْنا سنةَ المختارِ نهْجَاً
تَعَضُّ على مآثرِهِ الضُّروسُ
فمِنْ أصقاعِ مكةَ لاحَ نورٌ
إلى الدنيا يُسَطّرُهُ قُبَيْسُ
وينسابُ الهُدَى عذْباً شجيّاً
يُناغيْ طيفَهُ القلبُ الهَمُوسُ
نُذيقُ شراذمَ الأطغامِ بأساً
ويُدفنُ ذلك النَتَنُ اليبوسُ
ستُهزمُ أيُّها الرعديدُ حتماً
ويبقى الأمنُ رفرافاً يميسُ
ويزأرُ مِنْ عرينِ الاُسْدِ شبلٌ
فيُنْحَبُ ذلكَ الوَغْدُ الفَرِيْسُ
ليمضِ رَكْبُ نهضتِنا حثيثاً
يغُذُّ السيرَ ولتجرِ التروسُ
ليبقى موردُ الإسلامِ عذْباً
ويحيا الدِّينُ وليخْسَ المَجُوْسُ
شعر / مطران عياشي
- جازان