الطائف ــ رامي المالكي
رفضَّ أحد المرشدين الطلابيين بإحدى المدارس الابتدائية بمحافظة الطائف مغادرة مدرسته بعد تقديمه للتقاعد ، وآثرَ على نفسه الحضور والدوام لاستكمال برنامج الاسبوع التمهيدي ، والذي أشرف عليه بنفسه ، وقدم هدايا خاصة منه للأبناء من الطلاب المستجدين لهذا العام الدراسي ، وقدمَ لهم العديد من البرامج والفقرات الترفيهية من واقع خبرته التي استمرت في التعليم لما يزهو عن الثلاثين عاماً ، قضاها في نفس المدرسة ، وختمها بتلك الوقفة الغير مُستغربة عن مثل هذه النماذج المميزة التي يزخر بها تعليم الطائف .
المُعلم والمرشد الطلابي “خالد بن سالم الثبيتي” من منسوبي ابتدائية الإمام محمد بن عبدالوهاب بالطائف ، سجلَ نموذجاً تربوياً فريداً ليس هو الأول ولكنه الأبرز ، من حيث اصراره على البقاء بمدرسته رغم تقديمه للتقاعد وإنتهاء فترة عمله التعليمية مع نهاية العام الدراسي الماضي ، حيثُ آثر على نفسه الحضور مبكراً خلال هذا الأسبوع والمُخصص كأسبوع تمهيدي للطلاب المستجدين ، ووقف بنفسه على إنجاحه ، وإنهاء عملية تسجيل الأبناء الطلاب ، مُطالباً مديره بأن يستمر في دوامه حتى الأسبوع القادم حتى يطمئن على سير العملية التعليمية وانتظام هذه الفئة من الطلاب في فصولهم الدراسية وبدء تشكيل مستقبلهم الدراسي .
وكان مُساعد مدير عام التعليم بالطائف عبدالرحمن بن محمد الصخيري ، قد علمَ عن المرشد الطلابي الثبيتي ، وطلب تكريمه لديه في مكتبه ، وقد تم ذلك اليوم الخميس ، عندما وقف مُقدراً وشاكراً تلك البادرة التربوية الأبوية المميزة منه ، وإيثاره في البقاء مع طلابه في المدرسة ، وقال الصخيري في كلماتٍ وجهها له بحضور مدير المدرسة سامي بن محمد الثبيتي : “ما قمتَ به يسجل بماء الذهب في ذاكرة التعليم ، وسيبقى عملك نبراساً للميدان التربوي ، كلنا فخر بذلك العمل والذي يؤكد بأن الميدان التربوي مليء بالنماذج والخبرات التربوية المميزة أمثالك ، لك منا الشكر والذي لا يفي حقك ، وجميع القيادات التربوية بالإدارة تُثمن ذلك الواجب الذي قمت به وتستحق منا أن نُقبل رأسك” .
إثر ذلك وفي نفس المقام صادف ذلك اللقاء وجود مدير إدارة التدريب التربوي بتعليم الطائف مصلح الخشي ، والذي هو الآخر أطلق بعض عبارات الشكر وقال : كنت أتمنى أن يكون أبنائي درسوا تحت يدك ، فأنت مثال للمعلم الأب والقائد والمُربي التربوي الناجح .
هذا وقد كرمَ مساعد مدير تعليم الطائف عبدالرحمن الصخيري المرشد الطلابي خالد الثبيتي ، وشكره على بادرته التربوية المميزه ، متمنياً له التوفيق في حياته ، وأن الميدان التربوي لن ينساه ، وسيبقى ما قام به مثالاً يُحتذى .