المتابع للحملة الإعلامية والاستعدادات التي تعمل عليها أمانات المناطق وفروعها في أقسام البلديات وقبلها وزارة الشؤون البلدية والقروية للتعريف بأهداف المجالس البلدية في دورته الثالثة والتي تدعوا المواطنين ذكوراً وإناثاً من خلال حملاتها المتنوعة بضرورة المشاركة في صنع القرار ، يظن للوهلة الأولى أن عضو المجلس البلدي سيغير من خارطة طريق الخدمات المتعرجة الى أخرى ذات مواصفات ومقاييس عالمية تتحول معها القرى والمدن إلى واحة مستنسخة من وصف الجنّة .
لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين ! الدورتين السابقتين للمجالس البلدية كشفت للجميع سطحية وهامشية دور عضو المجلس البلدي الذي لا يتجاوز طرح التوصيات فقط دون أن يكون له أو للمجلس برمته الاطلاع على عقود المشاريع والموافقة أو الاعتراض عليها ، أو سحب المشروع المتعثر من مقاول وعرضه على مقاول آخر ، وكل ما يمكن أن يقدمه توصيات لا أكثر ، وقد تقبل وغالباً ترفض !
هناك خيبة آمل كبيرة ، وهناك فجوة حقيقية وعدم ثقة بين الناخب والمرّشح وحتى المُعيّن ، فالوعود التي يطلقها المرشحون من خلال حملاتهم تتجاوز قدراتهم وإمكانياتهم وصلاحياتهم ! خلافاً لذلك ، فمن يتم اختياره غالباً ليس لكونه جدير ، بل لأن ( القبيلة ) فرضت حضورها وطغت العنصرية على المصلحة العامة ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فجلّ أعضاء المجالس البلدية إما بمؤهلات علمية متواضعة أو أن مجال دراستهم وتخصصهم بعيداً كل البعد عن المشاريع الهندسية والعمرانية التي يفترض أن تكون في عضو المجلس البلدي .
لا أتصور أن شخصاً يحمل الكفاءة المتوسطة أو الثانوية العامة يمكن أن يكون قادراً على مناقشة البلدية في مشاريع هندسية أو يستطيع أن يقيّم مشروعاً أو يقدم تصوراً لمشروعٍ ما ! ولا أتصور أن يكون خريج شريعة أو رياضيات أو تربية بدنية ، قادراً هو الآخر على مجادلة البلدية في مشاريع هندسية أو يمكنه اكتشاف عيوب هندسية في مشروع أياً كان نوعه وحجمه ؟
على وزارة الشؤون البلدية والقروية أن تضع ضوابط وشروط لعضوية المجالس البلدية بحيث تتوافق مؤهلاتهم العلمية وإمكانياتهم وقدراتهم العملية من المشاركة فعلياً في صنع القرار ، يجب أن يحمل عضو المجلس البلدي مؤهل جامعي فما فوق في كافة التخصصات الهندسية ، المدنية والمعمارية والكهربائية وحتى الزراعية وغيرها من التخصصات المماثلة التي يمكنها خلق بيئة عمل مؤهلة ومنسجمة تستطيع تحقيق النجاح واقعا وليس على الورق .
في الدورة الحالية سُمح للعنصر النسائي بالمشاركة كناخب ومرشح !!؟
لست متفائلاً ؟ ليس لكون العنصر النسائي أقل كفاءة أو جدارة ، بل ليقيني أنهن سيهمشن ولن يُلقى لهن بال وسيجدن الكثير من العراقيل والمنغصات !؟ ومع ذلك لن نستبق الأحداث فالأيام القادمة ستحمل لنا الكثير من الأنباء .
على صمان
إعلامي وكاتب
Somman11@hotmail.com
التعليقات 1
1 pings
ابو محمد
28/08/2015 في 5:11 م[3] رابط التعليق
قال انفخ يا شريم قال ما من براطم
هذا حال أعضاء المجالس البلدية
فاقد الشيء لا يعطيه فماذا ننتظر منها ؟
(0)
(0)