تعرف الإدارة على أنها ( صناعة واتخاذ القرارات التي تتعلق بكيفية الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمادية لتحقيق النتائج المخطط لها وإرضاء عملاء المنظمة الداخليين والخارجين عن طريق تطبيق واستحداث مجموعة من النظم المتقدمة فنيا وإداريا وماليا وتكنولوجيا واجتماعيا وبيئيا وقانونيا في أطار قانوني وعلمي موحد ) ولان الإدارة صناعة فان المدير الناجح قد ساهم بقوة في تطور المجتمعات المتقدمة وكان للمدراء الفضل الكبير بعد الله في تنمية الموارد البشرية وتحديث الأنظمة والسباق مع الزمن في وضع الخطط المستقبلية والتدريب المستمر وتوزيع المهام والمشاركة في المسؤولية والبناء والتطوير واتخاذ القرار وتميزوا المدراء في تلك المجتمعات بالإبداع وخدمة المجتمعات وتحمل المسؤوليات والتعامل مع الإدارة على أنها مسؤولية تصل في البعض منهم إلى تقديم استقالته في حال شعر بالتقصير او عدم الرضاء عنه .. ولقد اختلفنا عن تلك المجتمعات في ( المفهوم الحقيقي للإدارة ) وبدأنا في تحصيل الشهادات ( كوسيلة للحصول على الوجاهة ) من خلال المناصب الإدارية ومن أوائل اهتمامات المدير لدينا التصفيق والمديح وكبت المهارات والبشت والشماعة والموقف الخاص بالسيارة وأصبحت تلك هي الثقافة الدارجة لدينا في علم الإدارة فالمدير قبل ثلاثين عاما هو المدير اليوم وكل ماتغير هو اكسسوارات المكتب وأنواع القهوة بل تطور في مفهوم الاتيكيت وتنويع المداخل المادية أما الإدارة فبقيت هي الإدارة شكلا ومضمونا ويقضي المدير لدينا كامل خدمته وهو يجتهد في محاربة وتطفيش كل من يشكل خطرا عليه واستغلال منصبه في مصالحه الخاصة وترضيخ منهم تحت إدارته للانصياع لأوامره وتشكيل شبكة جاسوسية من ضعفاء النفوس في جميع الأقسام التابعة
ويخرج بعد عمر طويل منها دون أحداث أي جديد وتتعاقب الأجيال جيل بعد جيل وإداراتنا مكانك راوح ومفهومنا لازال المنصب والمكانة الاجتماعية ولو خرج مديرنا مرة واحدة من عتبة المكتب إلى الميدان لجاب العيد .. ( والوزير ماهو بشمس شارزة )