يكرّم اليوم العالمي للعمل الانساني في 19 اب من كل عام العاملين الانسانيين الذين فقدوا حياتهم واولئك الذين يستمرون في تعريض حياتهم للخطر يومياً من اجل تقديم المساعدات الى الاشخاص المحتاجين في كافة أرجاء العالم.
وفي كل عام، تهدد الكوارث الطبيعية والصراعات، وسائر حالات الطوارئ أرواح الملايين من البشر وصحتهم ، وتنوعت تلك الكوارث فمنها ما كان بفعل الطبيعة ومنها ما كان بفعل البشر إلا أنها مجتمعة تركت آثارا سيئة على حياة السكان في الأقاليم التي نكبت من جرائها.
وفي هذا اليوم نستذكر جهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال حيث لم تغب عن تلك الساحات وكانت حاضرة بحزم وقوة من خلال تقديم الإغاثات و مساندتها ودعمها للمتضررين و المنكوبين في مختلف المجالات الإنسانية ، وتميزت مملكة الإنسانية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله ورعاهم- في مجال العمل الإنساني على الساحة الدولية ، بما تقدمه للمتأثرين في الأقاليم المختلفة ببرامجها المتنوعة و الجودة والوصول المبكر للمستهدفين خاصة في أكثر المناطق توترا وأكثرها سخونة .
و تتميز المملكة العربية السعودية بالدعم اللوجستي الذي يعتبر من أهم عوامل النجاح في العمل الإغاثي بحيث تمكنت من الوصول بفترة زمنية قياسية للشعوب المتضررة خاصة وأنها تمتلك مقومات النقل و الترحيل ، وبفضل قيادتها الرشيدة وقفت في مقدمة الدول المانحة و الداعمة لقضايا الشعوب الإنسانية .
كما ان مملكة الانسانية تعتبر واحدة من أهم عناصر المواجهة الدولية لتخفيف آثار الأزمات و الكوارث وذلك بفضل مبادراتها الإنسانية الجريئة والتزامها الأخلاقي تجاه الضحايا و المتأثرين ، فباتت في طليعة القوى الخيّرة في أرجاء العالم وأخذت على عاتقها تحمل مسؤولياتها في صون الكرامة الإنسانية .
وللملكة العربية السعودية بصمات وشواهد في كل مكان.. ونستشهد بآخرها ألا وهو مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الخيرية في اليمن ، اضافة للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا التي كانت حاضرة بقوة في كل موقف بسط اجنحة قسوته على اللاجئين السوريين في كل من الأردن ولبنان وتركيا وحتى في الداخل السوري، كما تشهد للمملكة بصماتها الإنسانية التاريخية في كافة اللجان والحملات الاغاثية السعودية التي تدعم الانسانية في كل مكان من أرجاء العالم ومنها : حملة غزة ، حملة الصومال ، حملة باكستان ، حملة لبنان ، حملة شرق آسيا ، لجنة العراق ، لجنة فلسطين ، وغيرها من الحملات الاغاثية ، حيث تشتمل هذه اللجان والحملات على الدعم العيني والدعم المادي والمعنوي .
لقد أفرزت الأحداث المؤسفة على الساحة العربية والاسلامية مؤخراً العديد من الظواهر السلبية و المآسي الإنسانية التي لم يشهدها العالم من قبل ، فقد تأثرت البشرية وتضررت الإنسانية وتعددت أشكال الاستضعاف وكثرت أعداد اللاجئين و المشردين والنازحين الفارين من بؤر الصراع وهول الكوارث وتفاقمت معاناتهم ، وتكدست أمواج البشر المتحركة طلبا للأمن والسلام على أطراف المدن وفي العراء يعانون قسوة الطبيعة وشظف العيش.
فأنشأت المملكة العربية السعودية مؤخراً مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية الذي يعد تعبيراً حقيقياً وعملياً عن الرغبة في إغاثة المنكوبين في أي مكان في العالم، حيث تتواصل مبادرات مملكة الإنسانية النابعة من التزاماتها الأخلاقية تجاه المناطق المنكوبة ووقوفها مع الإنسان أينما كان بمجرد تعرضه لكارثة ، وأسست نهجا متفردا في هذا الصدد وقامت بتقديم العون و الإغاثة لمستحقيها دون تمييز لجنس أو عرق و دين ، وجعلت الحاجة هي المعيار الوحيد لتقديم المساعدة ، ووقفت بحزم لتقديم العون للدول المتضررة دون منة أو شرط مسبق أو مطالب محددة أخرى على الإطلاق ، وإنما من أجل الإسهام فقط في تخفيف المعاناة وضمان الحياة الكريمة وإشاعة الاستقرار والأمن لشعوب العالم كافة ، وأصبح الهم الإنساني حاضرا باستمرار ضمن أجندة قيادتها الرشيدة ، وسلوكا يوميا يمارسه الشعب السعودي المعطاء في حلهم وترحالهم.
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الخيرية في اليمن:
في اليمن يعاني المواطنون من صراعات وطوارئ تستدعي سرعة التفاف جميع الاطراف لتفعيل العمل الانساني وتطويره و لهذه الغايات النبيلة أنشأت المملكة العربية السعودية مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الخيرية في اليمن ، ووضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حجر الأساس بالرياض للمركز بحضور الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ونائبه خالد بحاح.
والمتتبع لمسيرة المملكة العربية السعودية الإنسانية يجد أنها تواجدت بقوة في اليمن الشقيق وتعمل في الكثير من الاتجاهات والمجالات أملا في تخفيف العبء عن كاهل اليمنيين الذين شاءت ظروفهم أن يكونوا في مهب الريح تتقاذفهم الأهواء وتتجاذبهم وتهوي بهم في درك سحيق حيث يتهددهم الجوع و الفقر وتنهش أجسادهم الهزيلة الأمراض والأوبئة ، نتيجة صراع الميليشيات الدائر في بلادهم.
وأبرزت المملكة عملها الإغاثي في اليمن ، بسرعة تحرك وعمل للبرامج الانسانية كونها تمتلك وجود بنية تحتية لتشغيلها وذلك في وقت زمني بسيط وبكفاءة عالية ، مما أدى الى توالي وصول الطائرات الاغاثية المحملة بالمساعدات لتساهم في تخفيف العبء الذي يتحمله الأشقاء اليمنيون والمآسي التي يعانون منها ، كما لازالت تمد يد العون لهم حتى هذه اللحظة.
الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا.. انموذج للعمل الإنساني :
تعمل الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا بإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الامير/ محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على الحملات الاغاثية السعودية الرائد في العمل الإنساني بمسيرة مليئة بالخير والعطاء ، وبمتابعة مستمرة من معالي مستشار سمو وزير الداخلية ورئيس الحملة الدكتور/ ساعد العرابي الحارثي الذي يتابع بكل دقة ما يتم تنفيذه من برامج اغاثية، كما يشرف على أعمالها وتوزيع المساعدات بشفافية ومساواة في دول الجوار بكل عزم وهمة بما يوازي قدرة ألف رجل الدكتور / بدر بن عبدالرحمن السمحان المدير الاقليمي للحملة في كل من الاردن ولبنان وتركيا .
وجعلت الحملة همها الأول والأهم منذ نشأتها في رمضان 1433هـ وحتى هذا اليوم ، هو إيصال الدعم لمستحقيه من الأشقاء اللاجئين السوريين في كل مكان لجأوا إليه هربا من الصراع الدائر في بلادهم ، واعتمدت لهم العديد من البرامج الاغاثية شملت : برامج إغاثية / برامج موسمية / برامج تعليمية / برامج صحية / برامج غذائية / برامج إيوائية / برنامج الإغاثة العاجلة.
وتَجلّت لُحمة الشعب السعودي مع قيادته الرشيدة في كل المواقف الصعبة ويشهد على ذلك تاريخ طويل من المشاهد التي توحدت فيها المشاعر في مملكة الخير بين شعب العطاء وقيادته الحكيمة ، وظهرت هذه التجليات وسطعت سطوع الشمس في أعمال الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء السوريين.
فالشعب السعودي المعطاء يعتبر أن المساعدات التي يقدمها ضمن الحملة الوطنية السعودية للأشقاء السورين هي واجب ديني واخوي يعكس مدى الترابط والتلاحم ما بين الشعب السعودي والشعب السوري ، وتأتي المساعدات ضمن تبرعات نقدية وعينية يقدمها السعوديون لأشقائهم السوريين ، إيمانا منهم بأن ما توجه به حكومتهم الرشيدة بكل حكمة واقتدار ما هو إلا توجيهات تتماشى مع الدين الاسلامي الحنيف ، فهرعوا لمساعدة أشقائهم اللاجئين السوريين لتصلهم المساعدات في أماكن تواجدهم.
ولذلك أنشأت الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين في الخارج عدة مكاتب لها لتنسيق المساعدات الخارجية لللاجئين السوريين في الدول المجاورة وهي الأردن ولبنان وتركيا وذلك للوصول إلى كافة المستهدفين من الأشقاء السوريين في أماكن تواجدهم إضافة الى وصولها للاجئين في الداخل السوري .
وعملت الحملة على تعزيز مجالات الشراكة التي لابد منها في العمل الإنساني ، فعززت أطر التعاون الثنائي مع الحكومات وهيئات الأمم المتحدة و المنظمات الإنسانية و الصناديق التنموية وقدمت الإغاثات العاجلة في مختلف الصعد ووصلت للاجئين السوريين في كل مكان سواء على الحدود او الداخل السوري او حتى المناطق النائية وكانت بذلك أول من يصل إليهم في معظم المناطق الغير مستهدفة من قبل .
أما في مخيم الزعتري بالأردن فقد شهد المخيم اهتماماً غير عادي من قِبَل الحملة الوطنية لنصرة الاشقاء السوريين ، وباتت الحملة من أهم المنظمات العاملة في مجال اغاثة قاطنيه على مختلف المحاور ، وأصبحت المملكة العربية السعودية هي اول من يتم اللجوء لهم لسد الاحتياجات التي يتطلبها وجود اللاجئين السوريين على الأراضي التي لجأوا إليها من دول الجوار ، سيما في ظل النقص الحاد والتراجع الذي نجم عن نقص التمويل في بعض المنظمات الاخرى ، في حين ما يزال العطاء السعودي يواصل تدفقه بكل قوة.
كما قامت الحملة بضخ العديد من البرامج الاغاثية في الزعتري واحدا تلو الآخر مثلما فعلت في مخيمات دول الجوار ، والتي شملت لبنان وتركيا فاعتمدت البرامج التالية:
1- “شقيقي بيتك عامر” الذي هدف الى استبدال الخيام بكرافانات ليعيشوا فيها بعيداً عن زمهرير الشتاء وحرارة الصيف.
2- “شقيقي صحتك تهمنا” وهو برنامج وقائي يهدف لتحصين اللاجئين السوريين من سكان المخيم عبر برنامج اللقاحات والمطاعيم.
3- “شقيقي نحمل همك” ويهدف لتوفير الدعم المعنوي والعيني عبر وحدة متخصصة بمجال الدعم النفسي.
4- “نمو بصحة وأمان” ويهدف للاهتمام بالأطفال الرضع وتأمين مادة الحليب الصحي لهم.
5- “ولك مثل أجره” برنامج رمضاني هدف الى تأمين سلال غذائية وتوزع وجبات إفطار الصائم الرمضانية على اللاجئين السوريين.
6- “إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ” الذي يعنى بإنشاء وتأثيث المساجد في مخيم الزعتري لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين ومتابعة حلقات القرآن الكريم.
7- “شقيقي قوتك هنيئا” ويهدف لتأمين السوريين بالخبز.
8- “شقيقي بالعلم نعمرها” و يهدف إلى توفير بيئة تعليمية وتدريبية للطلاب السوريين ليتمكنوا من إكمال مسيرتهم التربوية.
9- “زينة الحياة الدنيا” الذي يعنى بالتكفل في حالات الولادة بشقيها القيصرية والطبيعية للاجئات السوريات في الأردن ولبنان.
10- “شقيقي مشاعرنا تدفئك” الذي يتركز خلال فصل الشتاء على توزيع الوقود على اللاجئين السورين في المحافظات اللبنانية.
11- “شقيقي دفؤك هدفي” بجزأيه الأول والثاني والذي اختص بتوزيع الكسوة والمستلزمات الشتوية وتوزيعها في الأردن وتركيا ولبنان والداخل السوري
12- “شقيقي مستقبلك بيدك” برنامج تدريبي للاجئين السوريين ويهدف لتوفير فرص عمل لهم للعيش بكرامة.
13- ” شقيقي مسكنك طمأنينتك ” الذي يهدف إلى التكفل الكامل بتأمين المسكن المناسب للعائلات السورية المصنفة كحالات إنسانية.