افتقدت جماهير الكرة السعودية لذة الاستمتاع في مباريات كرة القدم واصبح التعصب طاغيا على الساحة الرياضية ليس على مستوى المشجعين فحسب بل وصل الى اللاعبين والادارات وحتى الاعلاميين بكافة وسائلهم المقروءة والمسموعة وفي مجالسنا ولقاءاتنا ولم يعد التشجيع وسيلة للترفيه والاحتفاء بفريق فائز او مناسبة رياضية يتشارك فيها جميع اطياف المجتمع بود ورقي واحترام بل ان الامر اصبح خطيرا جدا حتى وصل الى التناحر والفوضى والاقتتال بين الاندية والمشجعين وحتى الاصدقاء والاخوة والزملاء وحينما تقام اللقاءات الرياضية اصبح كل يعد العدة لدحر خصمه والانتقام من الاخر وكاننا في معركة تستلزم النصر ولو سمح لنا باستخدام الاسلحة لرأينا الأعيرة النارية من كل صوب وسالت الدماء وازهقت الارواح ونشبت المعارك وكل يثأر من الاخر باي وسيلة تمكنه من الانتقام فلم تعد الرياضة والتشجيع الا دماء غضب تفوح بها اجسادنا والعياذ بالله ..
ولقد ساهم جهل بعض الاعلاميين في اثارة الفتنة بين الاندية والمشجعين وزادت من وتيرة الغضب والشحناء فيما بينهم وكل ذلك من اجل انجاح برامجهم على حساب ومصلحة الوطن وابناءه وتدمير الذوق العام والاحترام المتبادل ومايقلقنا جميعا ان التعصب وصل الى الاطفال والنشء البريء وكل يستقي من والده او اخيه او اصدقاءه وعلينا جميعا ان نستدرك حجم هذه المشكلة ومن وجهة نظري ان هناك اعداء للوطن وأياد خفية تعمل لاثارة الشباب والوصول بهم الى معترك خطير بدأنا نلاحظه في كثير من الملاعب واللقاءات وحتى في شوارعنا وداخل المدارس والادارات واماكن العمل الرسمية كما اصبح لدينا نزعة الفوز للانتقام من الاخر وليس للاستمتاع او الفرح او الاحتفال وهذا
مؤشر خطير علينا ان نتدارك ابعاده وان نصنع لاجيالنا وشبابنا صورة تضيء بالمحبة والفرح والتساح فيما بيننا وان تكون مسابقاتنا الرياضية فرصة للتعبير عن افراحنا وثقافة مجتمعنا وليس للانتقام وسل السيوف والتناحر والتنابز بالالقاب البذيئة الغير لائقة بنا كأمة مسلم ..
عودوا ابناؤكم على الاستمتاع بحياتهم وتقبل الاخر ان عجزتم في التحكم بانفسكم فغدا ستسألون عنهم ولاتجعلوا للاعداء طريقا علينا فهم يعلمون بان 60 % من نسبة السعوديين من الشباب ويعلمون ميولهم وحبهم لكرة القدم وتشجيعها ولقد اتونا من بوابة خطيرة فان استطاعوا بذر الكراهية فيما بيننا من الان وافتقدنا للاحترام المتبادل فان سمومهم ستستقر باجسادنا لامحالة .
فلنكن يدا واحده وصوت واحد لا للتعصب ..
والسلام عليكم
بقلم : محمد بن عوضه القاضي
التعليقات 1
1 pings
الذواق
17/08/2015 في 11:01 ص[3] رابط التعليق
* مقالة رآئعة.. أيها القاضي.. ولكن ترى العيب فينا.. وليس في غيرنا.. التنشئة تبدأ من البيت.. ثم مدرسة الحي.. ثم جامعة المدينة.. وكلهم يتجهون إلى مدرجات الملعب بسيارة واحدة…… وفهمك يكفي !!!! .
(0)
(0)