المدينة المنورة - عبدالهادي الرويثي  

تعبر الأعمال المسرحية عن كل ما يجول في خاطر الإنسان ويحيط به وتمثل حالة فنية متكاملة تتفرد بتفاصيلها عبر نص مكتوب يترجم واقع أو يطرح قضية مجتمعية أو يعالج ظاهرة وغير ذلك من الموضوعات ضمن حوار تشاركي لفريق العمل وذلك عبر مشاهد وفصول وتظهر للجمهور بقوالب فنية مختلفة منها الارتجال و التراجيديا و التمثيل الصامت والدراما و الكوميديا وغيرها.
وعند الحديث عن الفن المسرحي بالمدينة المنورة يتصدر النجم الواعد والفنان المسرحي وائل الحربي المشهد بموهبته الفذة وجسمه النحيل وخامة هيئته والتي يطوعها بقدراته لتكون أداة معينة لكل الأدوار التي يتقمصها وتكون إضافة لجماليات العمل.
وجاءت انطلاقة الفنان وائل الحربي مع مسرح الطفل لتشكل منعطفاً مبشراً ببقاء فن المسرح واستمراريته خاصة وأن المدينة المنورة اشتهرت منذ القدم من خلال أناشيد الأطفال وفوازير رمضان الأمر الذي دعا الحربي لإكمال مسيرة سابقيه والتوجه بقوة نحو مسرح الطفل والاهتمام بنتاجه فنال ما تمنى من نجاحات متوالية وشارك في العديد من المهرجانات المسرحية داخل المملكة وخارجها ومن خلال المشاركة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية كما حقق نجاحات من خلال مسرحية سفينة الأحلام والتي حصلت على جائزة أفضل عمل متكامل على مستوى المملكة في المهرجان السعودي الأول لمسرح الطفل إضافة إلى مشاركته في عمل فني بعنوان ( أغسطس) عن العنف الأسري ضد الأطفال من إخراج رامي عاشور وبالتعاون بين منظمة اليونسيف للأطفال وجمعية الثقافة والفنون ، ويعتبر وائل الحربي أعمال مسرح الطفل الأصعب من حيث النص وجميع مكونات العمل المسرحي ،ولذلك قرر سبر أغوار هذا الفن رغم ندرة الكتاب ليصنع مع رفاقه من شباب طيبة مؤلفين ومخرجين وفنانين أعمال مسرحية يشار لها بالبنان.
واستطاع وائل الحربي بموهبته أن يُلفت نظر صنّاع المسرح ويمتع الجمهور بأدائه المتميز على خشبة المسرح عبر فن الأداء التعبيري و ذلك خلال فعاليات عيد طيبة 36 والمشاركة في الحفل الرئيسي بنص ارتجالي حلق من خلاله في سماء المسرح المديني مستعرضاً مسيرة هذا الفن ونجاحاته وختمه برسالة تؤكد ضرورة الاهتمام من المعنيين بهذا الفن الجميل ودعمه ، كما عكس خلال العرض الذي نال استحسان الجميع طموحات جيله ومطالبهم لمواصلة التألق والإبداع.