ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس كلمةً أمام خادم الحرمين الشريفين مقدماً شكره للقيادة الرشيدة على الدعم والرعاية للحرمين الشريفين وقاصديهما ويهنئ الأمة الاسلامية بهذه المناسبة المباركة.
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين جعل بيته مثابة للناس وأمنا.
الحمد لله موصولا كما وجبا والشكر لله من أعطى ومن وهبا
وصلوات الله وسلامه على سيد الأولين والآخرين ، ورحمة الله للعالمين ، نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم صلى عليه إلهي كلما بزغت شمسُ وما حنَّت الأرواح للحرمِ وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-حفظكم الله وأيدكم بتوفيقه- صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ين عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. أصحاب السمو والفضيلة والمعالي والسعادة أيها الحفل الكريم أيها الجمع النظيم، لشدَّ ما يُسعدني أن أزجي لكم سلاماً عاطرا أرجاً مُضمخا عَبِقاً: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
سلام عليكم كالأزاهير نشره يُطَيِّبُ فيكم منطقي والمعانيا
أما بعد:فيشرفني ياخادم الحرمين الشريفين وأنتم تتفضلون بافتتاح هذه التوسعة التأريخية العملاقة للمسجد الحرام أن أرفع لمقامكم الكريم أسمى آيات الشكر والامتنان والتقدير والعرفان على ما تقدمون للحرمين الشريفين من جليل العناية وفائق الرعاية جعله الله في موازين أعمالكم الصالحة , خادم الحرمين الشريفين إنها لمناسبة إسلامية غراء، وليلة تأريخية بلجاء، وسانحة مباركة تُعانقُ في ألَقِهَا الجوزاء، لَطُفَت حواشيها، وتألَّقت براعيها وواشيها، كيف لا.. وأجواء الإيمان تحفها، ومحاور الشرف تزفها، في شرف المكان والمكانة والزمان والمناسبة وشكر المولى على ملحمة التوحيد والوحدة بتأسيس هذا الكيان الشامخ والبناء الراسخ، وفي رحاب مكة المكرمة لازالت بالبركات منعمة وبالخيرات مفعمة
إنها مناسبة البناء والعطاء والانجاز والوفاء أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البناء وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها وإن أنعموا لاكدروها ولا كدوا
أيها المحفل الكريم : إن من آلاء الله –تعالى- ما أفاءه جل وعلا على بلادنا الغالية –بلاد الحرمين الشريفين-المملكة العربية السعودية من نِعَم لا تُعد ولاتحصى وإن من أولى النعم ، وأعظم المنن أن جعلها سبحانه مهبط الوحي، ومنبعَ الرسالة، وقِبْلَة المسلمين،منها أشرقت أنوار التوحيد والسنة وعَمَّت الأرجاء، وأضاء سناها جميع البقاع والأنحاء.
إلَهي خَصَّهَا وقد اصطفاها وأرسل للبريِة مُصْطفاها
ومنها شَعَّ إسلامُ حنيفُ أنار الأرضَ حتى مُنْتهاها
كما منَّ عليها –سبحانه- بولاة أمر أفذاذ أماجد نبلاء ، أماثل كرماء، تتابعوا في عِقْد وضَّاء، ونجابة شمَّاء، منذ تأسيسها على يد الإمام الملك الصالح / عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه.
بيض الوجوه كريمة أحسابهم شم الأنوف من الطراز الأول
فهم أرومةٌ مباركة، وذؤابةٌ سامية سامقة، من العقود الدُّرِّية ، أصحاب المناقب العلِيَّة.
والمكرمات النديَّة، إلى هذا العهد المُمْرِع الزاهر، الخصيب الباهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله ورعاه- صاحب الهمة العالية، والنفس المتفانية، والقرارات العظيمة الحازمة، والمشروعات العملاقة الجسيمة.
فَعَمَّ الأمن والاستقرار والرخاء، وانتشر الخير والنماء والهناء فالدار عامرة، والأرض زاهرة ، والسبل باهرة ، والسحب ماطرة، والأمن منتشر ، والخير مدرار. فالحمد لله والشكر له على ذلك أولا آخرا وباطنا وظاهرا خادم الحرمين الشريفين –حفظكم الله ورعاكم- لقد اتحفتم الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها بقرارات حكيمة ومشروعات عظيمة ، يأتي في طليعتها وذروتها توسعة الحرم المكي الشريف ، هذا المشروع العملاق الذي يتحدث عن نفسه ويُبْدِي وَسْمَ قِدْحِه ، بيد أنكم -حفظكم الله – أبيتم إلا أن تزيدوا مجدا في معاليه، وتعَطِفوا عليه بِثَانِية ، بهذا الافتتاح المبارك فأثلجتم الصدور وبعثتم السرور ، وأدخلتم عل نفوس المؤمنين البهجة والحبور، وأنفقتم بسخاء وبذلتم بيد معطاء فلا حرمكم الله ثواب المنفقين الكرماء وجعل ما تقدمونه مثاقيل في موازين الحسنات ويابشرى لكم وللمسلمين هذه التوسعة الشاملة ومنظومة الخدمات المتكاملة للمسجد الحرام في سنة أحييتموها وصدقة أجريتموها ، ونفقة مخلوفة بذلتموها,وإذا كان الشرع المطهر قد رتب الهدى والإيمان والتقى والجنان ، لمن بنى لله مسجداً ولو كمفحص قطاه فكيف بالحرمين الشريفين أشرف المساجد وقبلة كل راكع وساجد ، إعماراً وتطويراً توسعةً وتطهيراً
ياخادٍمَ الحرمين عزمك أحزم وتقودُ خَطْوَكَ للعلا أقدارُهَا
أنجزت في الحرمين توسعة الهُدَى فارتاح في أحضانِهًا زُوَّارُهَا
خادم الحرمين الشريفين: لقد وجه سلفكم الراحل الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وغفر له بهذه التوسعة الكبرى التي تُعَد أكبر توسعة غرفها التأريخ للمسجد الحرام ، ووضع رحمه الله حجر أساسها قبل ثلاثة أعوام وقد تم بمتابعتكم واهتمامكم شخصياً -رعاكم الله وأيدكم- سرعة التنفيذ والإنجاز ليتحقق التميز والإعجاز وليكون العمل على مرحلة واحدة مستمرة دائمة مشمخرة، حيث تشمل هذه التوسعة التأريخية بإجمالي المسطحات لكامل المشروع 1.470.000 م2 ويتسع المسجد الحرام لأكثر من 1.600,000 مصلِ, وللمشروع بوابات أوتوماتيكية تدار من غرف خاصة للتحكم بها عن بعد بإجمالي عدد أبواب المشروع 78 باباً بالدور الأرضي تحيط بمبنى التوسعة ويحتوي المشروع على أنظمة متطورة منها نظام الصوت بإجمالي عدد سماعات يبلغ 4524 سماعة, وكذلك نظام إنذار الحريق ونظام كاميرات المراقبة بإجمالي عدد كاميرات يبلغ 6635 كاميرا لكامل المبنى وأنظمة النظافة كنظام شفط الغبار المركزي , ويحتوي المبنى على مشارب مياه زمزم ضمن منظومة متكاملة من مياه زمزم المبردة بإجمالي عدد مشارب زمزم 2528 مشربية – بفضل الله- مما يوفر خدمات مميزة وأماكن للصلاة بالأدوار المختلفة والمناسيب المتنوعة لتأتي متواكبةً مع تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين سيودعون بهذا المشروع التأريخي مشكلة الزحام إلى الأبد إن شاء الله ، وسيكون لهذه الإنجازات التأريخية- بإذن الله- أثرها الإيجابي البالغ في إبراز الدور الريادي والحضاري لهذه البلاد المباركة وأداء الحرمين الشريفين رسالتهما الإسلامية العظيمة في نشر الخير والأمن والوسطية والاعتدال والسلام والمحبة والتسامح والحوار والوئام مع يقيننا الذي لا يتزعزع وهو ماتؤكدونه دائماً رعاكم الله أن عزنا بعقيدتنا، وفلاحنا بشريعتنا، ووحدتنا بتوحيدنا، وأمننا بإيماننا ، ونصرنا بإتباع كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ومنهج سلفنا الصالح وطاعة ولاة أمرنا، متمسكين بأصولنا وثوابتنا مستثمرين مُعْطَيات عصرنا وتقاناته لخدمة رسالتنا العالمية. وذلك سِر نهضتنا وإكسير حضارتنا.
ولاغرو فأمتنا خير أمة أخرجت للناس ونحن أمة العدل والوسط والقسطاس(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ? ورسولنا المصطفى النعمة المسداه والرحمة المهداه ? وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
فلتهنأ يا خادم الحرمين بهذه المشاريع المباركة ، ولتهنأ الأمة الإسلامية بهذا المجد الأثيل، الذي يُعَدُّ مفخرة من مفاخر ميمون عهدكم ، ومأثرة من مآثر ذوائب مجدكم وحلقة وضاءة في سلسلة متلالأة في سجل حافل بالنقلات النوعية والمنجزات الحضارية التي سيسجلها التأريخ لكم بمداد من ذهب وأحرف من نور ، وإن من الأوجه المشرقة في عناية هذه الدولة المباركة بالحرمين الشريفين أن خصصت جهازاً مستقلاًّ لشؤونهما له ميزانياته وكفاءاته وصلاحياته هو الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، التي تحظى من لدنكم شخصياً أيدكم الله بالإشراف المباشر والاهتمام الكبير بخططها التطويرية ومشروعاتها المستقبلية فشكر الله للمقام المبجل تلك الرعاية العظيمة والأيادي الطولى الكريمة
كم مِن يدٍ بيضاء قد أسديتَها تَثني إليك عنان كلِّ وداد
شَكَر الإله صنائعاً أوليتها سُلِكت مع الرواح في الأجسادِ
( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ? الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ )
جزاكم الله يا خادم الحرمين خير الجزاء كِفَاء ما قدمتم للإسلام والمسلمين ، وما أوليتم للحرمين الشريفين من توسعة وخدمة وعناية ولقاصديهما من اهتمام وبذل ورعاية، وأسأله – سبحانه- أن يمتِّع الإسلام والمسلمين بطول بقاءكم، وأن يُدِيم في سماء المجد ارتقاءَكم، متوّجاً بتوفيقكم لإعلاء راية دينكم، وخدمة عقيدتكم وأمتكم، ورفعة قيم وفضائل شريعتكم ، وأسبغ عليكم لباس الصحة والعافية، وأمد في عمركم وصالح أعمالكم, ورحم الله الفقيد الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأمطر على قبره شآبيب الرضوان وسحائب الرحمة والغفران ، وشد أزركم بولي عهدكم الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ووليّ وليّ عهدكم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وشَكَرَ الله لأميرنا الموفق خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة حرصه واهتمامه، وحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين – دُرة الأمصار وشامة الأقطار- من كل سوء ومكروه ، وزادها أمناً وإيمانا، وسلاماً واستقراراً، وجعلها سخاءً رخاءً ، وحفظ عليها عقيدتها وقيادتها وأمنها ورخائها، وسائر بلاد المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- تنبيه للنساء والفتيات.. 3 خطوات تضمن سلامتك من العنف الأسري: إبلاغك حماية
- «الدفاع المدني» تحذر من الحالة المناخية في 5 مناطق
- «حساب المواطن» يبدأ تطبيق معايير القدرة المالية على المتقدمين والمؤهلين وتفعيل الزيارات الميدانية للأفراد المستقلين
- بلدية محافظة الرس تختتم فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان الزهور والبيئة
- خادم الحرمين الشريفين يوجه بناءً على ما رفعه سمو ولي العهد بتمديد العمل ببرنامج حساب المواطن والدعم الإضافي للمستفيدين لعام كامل
- غرق مركب مصري يحمل 45 شخصاً في البحر الأحمر
- النيابة العامة: السجن والغرامة لـ 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلّدة والترويج لها
- “السياحة والمطاعم” بالصدارة.. “التجارة” تكشف عن نمو الامتياز التجاري خلال 3 سنوات بنسبة 866%
- “الصادق” يعتذر عن الاستمرار في منصب مدير المنتخب الوطني
- احذر ألاعيبها.. “الأمن العام”: لا تشارك بياناتك مع “جهات الفوركس غير المرخص”
- رئيس مركز الفوارة ورئيس البلدية يدشنان بوابة مدينة الفوارة العصرية
- المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تأثيرات الجوانب النفسية والأخلاقية والدينية والثقافية على المرضى
- وزير الاستثمار: الناتج المحلي للمملكة ارتفع بنسبة 50% منذ إطلاق رؤية 2030
- لا تحرموهم منه.. دراسة تكشف تأثير الإنترنت على الصحة العقلية لكبار السن
- عدم الالتزام بوقت العلاج.. “أخطر 4 أشياء تقوم بها عند مرضك” تكشفها “سعود الطبية”
محليات > “الرئيس العام لشؤون الحرمين” يلقي كلمته أمام خادم الحرمين رافعاً شكره على الدعم والرعاية للحرمين
12/07/2015
“الرئيس العام لشؤون الحرمين” يلقي كلمته أمام خادم الحرمين رافعاً شكره على الدعم والرعاية للحرمين
أضواء الوطن - عبدالهادي الرويثي
أضواء الوطن - عبدالهادي الرويثي
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/288881/