بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي تم حجزه في مكان آمن كما يدّعي الجيش والآن له أكثر من عدة أسابيع لا يعلم الكثير عن مكانه ؟!
طالما إنه محجوز في مكان لا يعلم عنه الكثير وخاصة أنصاره ومستشاريه وخاصته فمن الطبيعي أن يحتاج للأكل والشرب ومن الطبيعي أن يتم تقديم هذا الآكل من قبل محتجزيه لذلك قفز في ذهني هذا السؤال ما هو مدى احتمالية تسميم أكل الرئيس بطريقة بطيئة وخفية حتى لو تم إطلاق سراحه فقد يستمر معه أثر هذا التسمم لفترة ليست بالطويلة ، والتخلص منه يعتبر ضربة للحزب والجماعة ذاتها سواء على المدى القصير أو الطويل خاصة إنه أصبح رمزا للكثير من الإخوان والمصريين .
صحيح أن المسألة تعتبر مخاطرة ومغامرة قد ينتج عنها آثار سيئة لكن النهاية التخلص منه بطريقة بطيئة أفضل من التخلص منه قتلا أو بشكل مفاجئ ووجوده على قيد الحياة يمثل أملا لمناصريه بالعودة للحكم ومشكلة لمعارضيه في إزاحتهم من الحكم ، وقد تؤثر في نفسية البقية وخاصة من يفكر بترشيح نفسه مستقبلا هذا إذا علما إن الجيش وقادته ومعارضي الإخوان لا زالوا يملكون الكثير من مفاصل القوة والتغيير والتأثير سواء من الداخل أو الخارج على مسار الحياة السياسية والتأثير في المشهد السياسي المصري بأي طريقة ممكنة .
ولو رجعنا للتاريخ خاصة في مصر فهناك شبهات حول مقتل المشير عبد الحكيم عامر وزير الحربية في عهد عبد الناصر بالسم وكذلك عبد الناصر هناك شبهات إنه قتل بالسم ، أيضا سمعنا عن مقتل ياسر عرفات بالسم وطالت الاتهامات بعض معاونيه ، ولعل أشهر قصة بالتسمم هي قصة قتل نابليون والتي لا زالت تثير الجدل حتى يومنا هذا .
حقيقة أن من يقرأ في السياسة ويبحر في دهاليزها ويقرأ الكثير من قصصها وأسرارها لا يستغرب أي شيء في هذا العالم المظلم ويتوقع فيه أي شيء فالتاريخ مليء بحوادث الاغتيال والقتل للكثير من رموز السياسة وقلما تجد بلد قديما أو حديثا إلا وتقرأ مثل هذه القصص حتى في التاريخ الإسلامي وصدر الإسلام فثلاثة من أعظم أهل الإسلام وخلفاء رسوله صلى الله عليه وسلم كانوا ضحايا اغتيال وتم تصفيتهم لأسباب لا يغيب عنها البعد السياسي بطريقة أو أخرى ، وفي المستوى المحلي نتذكر مقتل الملك فيصل رحمه الله من قبل ابن أخيه وإن كان السبب الظاهر في مقتله هو انتقام لأخيه الذي قُتل في عهد الملك نفسه إلا إن هناك أقاويل أن هذه الحادثة تم استغلالها من قبل الغرب وخاصة أمريكا بعد موقف الملك المشرف والعظيم من قضية فلسطين ووقف النفط عن الغرب فكان الهدف الخفي والحقيقي لمقتله سياسي بحت لذلك أقول توقع في السياسة أي شيء .
الكاتب :[COLOR=#FF004D] فهد العوين [/COLOR]