يطرح خلال الأسابيع القليلة القادمة كتاب الملك فهد بن عبد العزيز (عقد على الغياب), في الأسواق تزامناً مع الذكرى العاشرة لوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله -, ويقع الكتاب الذي أعده الزميل نايف البقمي وأخرجت تصاميمه مؤسسة وهج الإعلامية في أربع مئة وثلاثين صفحة من الحجم الكبير, وقد تطرق البقمي لسيرة المليك الراحل منذ ولادته وحتى وفاته, مستعرضاً أهم المنجزات التي تحققت في عهده, لاسيما توسعة الحرمين الشريفين, وحرب تحرير الكويت, وما أحدثه الملك فهد من تغييرات على مستوى إدارة البلاد بإصدار النظام الأساسي للحكم ونظام المناطق ونظام مجلس الشورى, ونظام مجلس الوزراء.
وأشار البقمي في مقدمة الكتاب إلى أن شخصية الملك فهد شخصية متفردة بما تحمله من صفات قيادية نادرة الأمر الذي لا يجد المفكرون والكتّاب أمامه القدرة على الإلمام بكافة جوانبها وهو ما حدا بالبقمي على حد قوله إلى الاكتفاء بالتطرق لأبرز منجزاتها على الصعيدين المحلي والدولي.
ويضيف البقمي بأن فكرة الكتاب كانت تراوده منذ فترة من الزمن, ولكنه فضل أن يكون إصدار الكتاب بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الملك فهد بن عبد العزيز والذي يوافق السادس والعشرين من الشهر الحالي, مشيراً إلى أنه لم يكن لديه نية للمشاركة بالكتاب في ندوات ومعرض الملك فهد روح القيادة لعدم علمه بموعد المعرض حين بدأ العمل على إعداد الكتاب أولاً, ولعدم توافق موعد المعرض مع ذكرى وفاة المليك الراحل ثانياً, وذلك قبل أن يتم تأجيل موعد الاحتفال بعد إعلان وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مطلع شهر ربيع الثاني.
كما أشار الزميل البقمي إلى أن التظاهرة الثقافية المقامة حاليا للاحتفاء بتاريخ الملك فهد زاخرة بكم كبير من المعلومات, وتتناول سيرة الملك فهد بشيء من التفصيل, رغم أن حياة حياته ومنجزاته يرحمه الله تحتاج إلى الكثير من التظاهرات والندوات لتحيط بسيرته العطرة, والجهود التي بذلها خلال مسيرته للسير ببلاده نحو آفاق رحبة من التطور والنمو.
وفيما يلي ننشر لقرائنا الكرام مقتطفات من الكتاب.
مولده ونشأته:
ولد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود بمدينة الرياض عام 1340هـ / 1921م ، وتلقى تعليمه الأولي على يد عدد من العلماء بمتابعة مباشرة من والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي أولى تربية أبنائه وتنشئتهم جل عنايته على الرغم من كثرة مشاغله السياسية والإدارية. وعرف عن الملك فهد بن عبدالعزيز حبه للاطلاع والمعرفة منذ صغره، كما عرف عنه تحمله للمسؤوليات منذ سنوات مبكرة من عمره.
ويرجح المؤرخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد ولادة الملك فهد في عام 1340هـ الموافق 1921م في الرياض في قصر الديرة، الذي أنشأه الملك عبدالعزيز عام 1328هـ الموافق 1910 م فكان لذلك المولود الميمون موعداً مع العظمة، وكانت ولادته بشارة خير ومقدم سعد في دنيا الملك عبدالعزيز، فقد كانت فترة مولده فترة بداية استتباب الأمن والسلام، وتعزيز أحلام الوحدة الشاملة، وتوالي الانتصارات في معارك التوحيد الحاسمة.
ويذكر المؤرخ الرويشد أن نشأة خادم الحرمين الشريفين كانت نشأة قائد وزعيم بالفطرة، فقد ولد ونشأ في بيئة محملة بعناصر الخير والسؤدد، ولم يتعرض للتأثيرات المضادة بحمد الله.
دراسته وأساتذته:
وعندما بلغ الفتى السادسة من عمره وشب عن الطوق ألحقه والده بمدرسة القصر، وهي عبارة عن غرفة واسعة الأرجاء يدعم سقفها ثلاثة أعمدة وتقع غرف منافعها خارجها، وكانت في الطابق العلوي إلى جوار مكاتب الملك عبدالعزيز، وهي غير المدرسة القديمة التي أسست في نهاية قصر الديرة من الغرب بجوار مخازن القصر، وتقع في الدور الأرضي من القصر، والتي أنشئت حين أنشىء قصر الديرة عام 1328هـ الموافق 1910م ، وقد درس بها الجيل الأول من أبناء الملك عبدالعزيز، الأمير محمد والملك خالد والأمير سعد والأمير ناصر والأمير عبدالله ، وعدد من الأمراء من الأسرة المالكة وبعض الأتباع.
كان يقوم بالتدريس في تلك المدرسة المغفور لهم بإذن الله محمد بن عقيف، وعبدالرحمن ابن عقيف وناصر بن حمدان، وهم من حفظة القرآن الكريم ومن طلبة العلم الشريف. وهذه المدرسة غير مدرسة الأمراء الأخيرة التي أنشأها الملك عبدالعزيز لأنجاله، وأحضر لها عدداً من المدرسين المجيدين بإدارة أحمد العربي وصالح خزامي، وأخيراً إدارة عبدالله خياط، وأحمد علي الكاظمي، وحامد الحابس.
أما المدرسة التي نشير إليها فهي مدرسة وسط بين الأولى والأخيرة وكان يقوم بالتدريس فيها أستاذ يتقن فنون التدريس والخط وتعليم الفنون الشائعة آنذاك، وهو المرحوم« محمد الحساوي» وهو من أهل الرياض، وكان يطلق عليه لقب«الحساوي» لكثرة زياراته وأسفاره للإحساء وبلدان الخليج، إلى جانب مدرسي المدرسة الأولى : محمد بن عقيف وعبدالرحمن ابن عقيف.
لازم الفتى الملك الدراسة في هذه المدرسة ومعه بعض إخوته ممن يكبره سناً، وبعضهم أصغر منه، ومنهم الأمير ناصر بن عبدالعزيز والأمير منصور بن عبدالعزيز، والأمير سعد بن عبدالعزيز، والأمير عبدالله بن عبدالعزيز، والأمير بندر بن عبدالعزيز، والأمير مساعد بن عبدالعزيز، والأمير مشعل بن عبدالعزيز، والأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز، والأمير سلطان بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن تركي، وبعض أبناء أصدقاء الملك عبدالعزيز والملتحقين بالقصر أمثال الشيخ عبدالله بن نافع بن فضلية، والشيخ محمد بن فضلية، والعم راشد بن رويشد، والشيخ عبدالعزيز بن شلهوب، والشيخ سليمان بن حمد السليمان.
وكان يقوم بتدريس المواد الرياضية والخط وبعض الفنون الأخرى الأستاذ المغفور له إن شاء الله الشيخ محمد بن عبدالله العماني الملقب ب«السناري» وهو أستاذ كبير في شؤون التربية والتعليم، ويتقن العديد من الفنون المعرفية استمر هذا الأستاذ يعطي الدروس في المدرسة فترة طويلة، وكان الفتى الملك من بعض تلامذته، ورغم شدته وقسوته فإن خادم الحرمين الشريفين عندما يتذكره يثني عليه ويعترف بفضله الكبير عليه لإتقانه بعض العلوم.
وكان الشيخ السناري أول من أدخل في تلك المدرسة طريقة تعليم الكسور في الرياضيات، وهي طريقة تختلف عن الطرق الحديثة في الكسور الاعتيادية والعشرية، حيث كانت تلك الطريقة تضع مصطلحاً خاصاً لأرقام النصف والربع والثلث والعشر..الخ وذلك قبل تطور علم الرياضيات في بلادنا، وكانت الطريقة شائعة في الحجاز وفي بلدان الخليج بعامة، وقد هجرت تلك الطريقة في عهدنا الحاضر.
ويظهر أن الشيخ السناري لم يستمر في تلك المدرسة وأعطاه الملك عبدالعزيز إذناً بفتح مدرسة خاصة في مدينة الرياض، فكان أن أسس مدرسة السناري المشهورة في «دخنة» مع الشيخ المرحوم ناصر بن عبدالله بن مفيريج وذلك في حدود عام 1354هـ الموافق 1935م .
ومنذ ذلك الحين تغير وضع مدرسة الأمراء بالرياض حيث أمر الملك عبدالعزيز عام 1354هـ الموافق 1935م بتنظيم مدرسة الأمراء في الرياض، وعهد بالقيام بأمرها إلى الأستاذين أحمد العربي، وحامد الحابس، وفي عام 1356هـ الموافق 1937م أسندت إدارة تلك المدرسة إلى الشيخ المرحوم عبدالله خياط فاختار معه عدداً من الأساتذة منهم الأستاذ أحمد علي الكاظمي، والأستاذ صالح خزامي، وقد استقبلهم الملك عبدالعزيز بنفسه عند افتتاح المدرسة بنظامها الجديد، وتحدث معهم بصراحة عما يريده لتعليم أبنائه، وأنه يريد قبل كل شيء الاهتمام بالقرآن الكريم والكتابة وبعد ذلك بقية الدروس، ثم أوضح لهم جلالته كيف يحسن أن يكون سيرهم مع الأمراء وأن يبدءوا معهم باللين والحسنى، وألا يتشددوا ويشددوا عليهم في أول الأمر فينفروا من التعليم.
وكان موقع المدرسة الجديد في الدور الثاني من قصر الديرة قريباً من الشعبة السياسية فهي عبارة عن عدد من الغرف ومنافعها.
وكان الملك فهد الطالب في تلك المدرسة هو الابن التاسع للملك عبدالعزيز من بين أبنائه الذكور البالغ عددهم ستة وثلاثين ذكراً.
وكان الملك عبدالعزيز يزور أبناءه في تلك المدرسة، وقد لاحظ تقدم هذا الشاب في دراسته، وأعجب بذكائه وإدراكه ورغبته في الحصول على المزيد من العلم والمعرفة. وفي إحدى المرات لزيارات جلالته لتلك المدرسة ألقى على جلالته الفتى الملك ارتجالاً مجموعة من الأمثال والحكم والمقطوعات الأدبية شعراً ونثراً فسأله الوالد من أين أخذت هذه المختارات التي ألقيتها حفظاً؟ فأجابه الفتى بصدق: أخذتها من كتاب«دروس التهذيب» وهي مادة كانت تدرس في المدارس الابتدائية آنذاك قبل أن يستغنى عنها بمادة المطالعة، فسر الملك عبدالعزيز لجوابه، وشكر مدرسيه على عنايتهم.
بعد ذلك انتقل الفتى الملك إلى المعهد السعودي العلمي وهو معهد أنشأه الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة عام 1344هـ الموافق 1925م على إثر ضم الملك عبدالعزيز الحجاز إلى بقية أجزاء المملكة، وكان الغرض من إنشائه سد احتياج المدارس الابتدائية من المعلمين والمؤهلين، فهو أول مؤسسة تعليمية سعودية خرّجت عدداً من الأفراد الذين لعبوا دوراً جيداً في تطور التعليم في المملكة فيما بعد، وقد أعلن عن افتتاح هذا المعهد في الجريدة الرسمية عام 1345هـ الموافق 1926م وكان هذا المعهد يشتمل على أقسام ليلية للموظفين الذين لا تسمح ظروف عملهم بمواصلة دروسهم نهاراً، وكان منهج هذا المعهد يشتمل على دراسة القرآن الكريم والتجويد ودروس العقيدة والإملاء والحساب والقراءة والمحادثة والإنشاء وقواعد اللغة العربية والخطابة ومسك الدفاتر والجغرافيا والأخلاق، وسنن الكائنات «أي العلوم» وغير ذلك.
فكان من الطبيعي أن يضم عبدالعزيز أبناءه إلى مجلسه الخاص في مثل تلك المناسبة ، وهناك حاول الشاب إرواء نهمه إلى المعرفة حيث كان مجلس والده يضم نخبة من رجال العلم من فقهاء وعلماء وأدباء من مواطنين وغيرهم. فكان مهمة الفتى الملك في تلك الجلسات هي الإصغاء بعناية إلى ما يتحدث عنه جلالة والده، وكان دوماً في مستوى المهمات والأحداث، وقد التحق بالمعهد السعودي العلمي في مكة، وأعجب والده بخطواته الأولى التي قطعها كما سر من ثناء أساتذته وإشادتهم بذكائه وشغفه الشديد بالعلم، وحب الاستطلاع، واستيعاب التعليم الديني، واهتمامه بدروسه مما كان له الأثر العظيم في مستقبل أيامه.
وكان الشاب الملك ملازماً لمجالس والده حريصاً على أن يطلع مباشرة على طرق والده في إدارة الحكم وتناول شؤون الناس والأساليب الحكيمة التي يتبعها ذلك القائد في تسوية الخلافات ومعالجة مشكلات مواطنيه، مما أكسبه خبرة عظيمة فيما بعد في معالجة شؤون الحياة.
وقد انعكست هذه التربية العلمية على حياته حيث كان يتعامل مع أبنائه وهم الأمير المرحوم فيصل وبه يكنى، ومحمد، وسعود، وسلطان، وخالد، وعبدالعزيز بعطف وود وإخلاص، كما كان ـ رحمه الله ـ محباً لعائلته الكبرى التي تشمل مواطنيه فهو الأخ لكبيرهم والأب لصغيرهم فالجميع يتطلع إليه كقائد وأب عطوف، ومصدر خير وراع للمحبة والإخلاص والألفة.
كان من أثر دروسه العلمية التي تلقاها عن والده إغداقه على أبنائه حبه العميق وتعاطفه المليء بالحكمة، ومثالية السلوك، وكان يذكر أبناءه دائماً بأنهم لم يعانوا الظروف التي عاشها، وأن عليهم أن يكونوا مستعدين لمواجهة مصاعب الحياة وأن يتعودوا ولا يستسلموا.
كان يقول لهم بصريح العبارة: أنتم أحرار في تحديد مستقبلكم، لكني أذكركم بأن الصالحين والأقوياء من الناس هم الذين يعرفون كيف يخططون لمستقبلهم، وليكن معلوم لديكم أنها لا تتحقق الأهداف ما لم تدعموها بالعلم والمعرفة والخبرة والخلق القويم، وفوق كل هذا بالإيمان بالله وكتبه ورسله.
وقد عزز الفتى الملك تعليمه وثقافته بمختلف العلوم وبالرحلات العديدة إلى الخارج وحبه لعلم التاريخ، وعلم تاريخ العرب وتقاليد أسرته، وقبل ذلك تفهمه لتعاليم الدين الحنيف وفضائله، وبدأ ذلك واضحاً كما يقول من عرفه في استفساراته المستمرة من والده ومن كبار معاوني والده، فكان الفتى النابغة يحضر مجلس والده ويتعلم خفايا الحياة.
كان ذلك الشاب محباً للقراءة والمعرفة وملماً منذ طفولته بدقائق الحياة السياسية ليس في المملكة فقط بل في العالم العربي والإسلامي والدولي، وذلك من خلال حضوره لقاءات والده مع ضيوفه العرب والمسلمين والأجانب، وقد تميز بين أقرانه برغبة شديد في خوض تجارب الحياة العلمية في سن مبكرة.
شب الفتى الملك هادئاً رصين التفكير، لطيف المعشر، سريع البديهة، وعرف منذ ذلك الحين وهو في سن الصبا بالتعلق بوالده الملك عبدالعزيز، فكانت تميزه خصلتان كريمتان عرفهما كل من عرفه فيما بعد صبياً وشاباً وكهلاً، تلك الخصلتان هما: الحزم في غير شطط أو عنف واللين دون تراخٍ أو تسيب.
وقد أبدى منذ طفولته الأولى شغفاً كبيراً بالحفاظ على التقاليد المرعية للأسرة السعودية الكبيرة، فكان شغوفاً إلى حد كبير بحب الخيل والتعلق بها، وإعداد مرابط لها إلى درجة أنه لا يذكر له فرس أصيل إلا حاول أن يشتريه وأن يغري مالكه بالتخلي عنه بأي ثمن، وكان وهو في سن مبكرة يمتطي الخيل، ويشارك إخوته وأعمامه في السباق الذي يقام بين فترة وأخرى بين يدي والده في مضمار الخيل القديم والذي يقع خلف بوابات الرياض الشرقية مباشرة، وكان مضمار السباق حينذاك يمتد ما بين مدخل بناء بستان الشمسية شمال الرياض الواقع في قلب أسواق الشمسية اليوم، إلى أن ينتهي بنهاية أسوار بساتين البطيحاء جنوب الرياض القديمة، و«البطيحاء» بستان نخيل واسع يمتلكه أبناء المرحوم سعد بن عبدالرحمن أخو جلالة الملك عبدالعزيز، ويقع نهاية المضمار اليوم بالقرب من كلية البنات جنوبي البطيحاء.
وكان الملك فهد في صغره يشارك إخوته الكبار وأبناء عمومته وعدداً من الفرسان في السباق، وكان الأمراء آنذاك والفرسان يمتطون صهوات جيادهم بأنفسهم عند انطلاق السباق في منظر أخاذ، حيث تصطف الخيول جنباً إلي جنب عند بدء السباق على مدى المضمار الشمالي، يستعرضون بها مهاراتهم الفروسية، حيث يطلقون تلك الرماح والبنادق في الهواء ثم يلتقطونها وهم على ظهور الجياد، قبل أن تهوي إلى الأرض عند صرخات المشجعين والمشاهدين، وبلغ من حب الملك فهد للفروسية وتعلقه باقتناء الخيل آنذاك أن أصبح يملك مربطاً مشهوراً في جنوبي الرياض، يملكه مع أخيه الأمير عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن، ويقع ذلك المربط قرب مربط الأمير محمد بن عبدالعزيز، وكلا المربطين يقعان فيما يعرف اليوم بمسجد العيد جنوبي الرياض.
وكان يملك فرساً مشهورة بلغت شهرتها حداً كبيراً وقد أقيم في حياة الملك عبدالعزيز حفل سباق حافل كسبت به تلك الفرس فوز السبق بين خيول كثيرة لها شهرتها وكان يمتطيها في ذلك السباق أحد أتباعه ويدعى «الهيلم» من فرسان العجمان من آل سفران، فأجزل الملك عبدالعزيز رحمه الله لصاحبها الجائزة لتميزها فتبرع بالجائزة للفارس، وانهالت على الفارس من المشاهدين والمعجبين بتلك الفرس الجوائز الكثيرة إعراباً عن إعجابهم بالفرس وحركات الفارس.
وعندما بلغ الفتى الملك السادسة عشرة من عمره سنة 1356هـ الموافق 1937م اختار له والده ابنة عمه الجوزاء ويدعونها «جوزاء» بنت الأمير عبدالله بن عبدالرحمن أخي الملك عبدالعزيز فتم زواجه منها، لكن ذلك الزواج لم يدم طويلاً، ثم تزوج بعد فترة من ابنة عمه تركي بن عبدالله بن سعود آل فيصل ثم تزوج أخرى بعدها من أخواله آل السديري الكرام، وأخيراً تم زواجه من ابنة عمه العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد ابن جلوي التي أنجبت له عدداً من البنين والبنات وهم: فيصل الرئيس العام السابق لرعاية الشباب رحمه الله، ومحمد أمير المنطقة الشرقية السابق، وسعود نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق، وسلطان الرئيس السابق لرعاية الشباب، وخالد وهو رجل أعمال، أما ابنه الأخير الأمير عبدالعزيز فهو من الأميرة جواهر بنت الأمير إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم، وقد شغل منصب رئيس ديوان مجلس الوزراء قبل أن يعفى من هذا المنصب بناءً على طلبه ويكتفي بعضويته في مجلس الوزراء.
وما دمنا بصدد الحديث عن طفولة هذا العاهل فلابد أن يمتد بنا الحديث إلى عهد الشباب عنده، وقبل أن يشغل مناصبه الرفيعة في عهد والده ثم في عهد إخوته الملوك: سعود وفيصل وخالد، الذين شغل في عهودهم مختلف المناصب الحساسة وحمل مسئوليات جساما ما جعله الملك الأكثر خبرة واستعداداً في تاريخ هذه الدولة.
فقد كان في شبابه يقوم بمعالجة الكثير من شؤون البادية والحاضرة بأمر من والده مما أكسبه خبرة ظهرت قيمتها عند تولي مسئولياته الجسام بعد ذلك.. وكان وهو شاب لم يتجاوز الرابعة والعشرين من العمر إلا بقليل قد كلفه والده بمرافقة أخيه الأمير فيصل إلى الاجتماع التأسيسي لهيئة الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية في 16 رجب عام 1364ه الموافق 26 يونيو 1945م ثم بعد ذلك بعثه والده الملك عبدالعزيز ليمثل المملكة العربية السعودية في حفل تتويج ملكة بريطانيا، وعندما توفي الملك عبدالله بن الحسين مغدوراً به في القدس سنة 1367هـ 1948م بعثه الملك عبدالعزيز نيابة عنه ليحضر الصلاة عليه ويشارك في العزاء مع رؤساء الوفود العربية التي شاركت في دفنه وتقديم العزاء لذويه، ثم بعث في مهمة مماثلة عند وفاة الشيخ أحمد الجابر الصباح نيابة عن والده للتعزية وتهنئة الحاكم الجديد.
أول وزير للمعارف :
وعندما تولى الملك سعود يرحمه الله الحكم عين الشاب الأمير فهد أول وزير للمعارف في 18/4/1373ه, وذلك بالتزامن مع استحداث وزارة المعارف ومنذ ذلك الوقت أصبح الملك فهد رائداً للتطور التربوي والنهضة التعليمية الذين أرسوا معالمها الأساسية.
وهكذا أخذت مسيرة العلو والصعود تجتذب ذلك الطفل المهذب ثم الشاب الذي عرف بتواضعه وتسامحه إلى درجة أذهلت كافة من عرفه سواء من المواطنين السعوديين أو من رفاق والده، أو من الضيوف الأجانب الذين التقى بهم والتقوا به، لكنهم مع ذلك يعترفون أنه مع ذلك التواضع والتسامح رجل المواقف الصعبة التي تظهر عندها عزيمته ويبدو حزمه للعيان، كما يعرفون جيداً وبعد ممارسة طويلة مدى قدرته الفائقة على اتخاذ القرارات الحازمة في المواقف التي يتردد عندها الكثيرون وتأخذهم الحيرة. وما من شك أن ما يميز ذلك العاهل في طفولته وشبابه وكهولته تلك المقدرة على الإحساس بآلام الآخرين، وهمومهم، وهذه الصفة بالذات تعد قاعدة أساسيه لديه مع مجموعة أخرى من الصفات النبيلة.
وقد عبر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله- عن تلك المرحلة التي تولى فيها مهام الوزارة قائلاً : ” هكذا كان الأمر الذي لا يعرفه كثيرون أنني أنا الذي طلبت أن أتولى وزارة المعارف. إنني وأنا أتطلع إلى السنوات التي مرت منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم أبصر ضخامة الإنجاز الذي تحقق عبر وزارة المعارف ومن تولاها بعدي من الوزراء…”.
ويستمر خادم الحرمين في حديثه وذكرياته عن بدايات وزارة المعارف بقوله: “كانت لدينا بالتحديد ثلاث وأربعون مدرسة ابتدائية وأربع مدارس ثانوية ومدرسة تحضير البعثات والمعهد العلمي السعودي وكان التحدي ألكبير الذي واجهناه هو نشر العلم والتعليم في جميع أنحاء المملكة دون استثناء وكان إنشاء جامعة سعودية هو شغلي الشاغل… إنني أعتبر السنوات السبع التي قضيتها في وزارة المعارف من أجمل وأعز أيام حياتي وما زلت أذكرها بالشوق والحنين وأن أسعد أيامي عندما أجد رجال العلم والتعليم من حولي أستمع إليهم وأناقشهم… “.
“إن من فضل الله علينا وتوفيقه أن أصبح لدينا الآن سبع جامعات (سابقاً) وآلاف المدارس في مختلف مراحل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مختلف أنحاء البلاد وأصبح أبناؤنا يتخرجون من الكليات العليا في مختلف التخصصات مثل الشريعة والعقيدة والطب والهندسة والاقتصاد وكل مجالات التعليم والتطور ما هو مدعاة لاعتزازنا وتقديرنا”.
وزير الداخلية :
في عام 1382هـ عُين – رحمه الله – وزيراً للداخلية كما كلف برئاسة اللجنة العليا لسياسة التعليم عام 1385هـ, ثم نائباً لرئيس مجلس الوزراء عام 1387هـ، بالإضافة إلى منصبه وزيراً للداخلية. وخلال تلك الفترة قام بإعادة تنظيم الوزارة وأنشأ كلية الملك فهد الأمنية, ومعهد ضباط الصف والجنود, معهد المرور, معهد اللغات, معهد الرماية الدولي, معهد التربية البدنية ومعهد قيادة السيارات والميكانيكا.
وتولت وزارة الداخلية مسؤوليات متعدد خلال الفترة التي تولى فيها الملك فهد مهام منصب وزير الداخلية فقد كانت الوزارة تتولى مهام الأمن العام وخفر السواحل والدفاع المدني والجوازات والشؤون الجنائية والشؤون البلدية وإمارات المناطق وما يتفرع منها من تنظيمات.
ولي عهد البلاد :
وعندما بويع الملك خالد بن عبدالعزيز بالحكم في عام 1395هـ/ 1975م أصبح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء. وفي عام 1397هـ أضيفت إلى مهامه رئاسة مجلس إدارة الخدمة المدنية.
العدوان العراقي على الكويت
في فجر اليوم الثاني من شهر أغسطس من عام 1990م اجتاح الجيش العراقي دولة الكويت في عدوان غاشم توغل خلاله بعدته وعتاده إلى وسط الكويت وسيطر على البلاط الأميري والإذاعة والتلفزيون, وقام النظام العراقي بعد إن اعتقل وأعدم الآلاف من المدنيين الكويتيين بتعيين حكومة صورية بعد يومين من العدوان الغاشم, ترأسها علاء حسين, وأعلن فيما بعد النظام العراقي انضمام الكويت إلى العراق بناء على طلب الحكومة الكويتية المؤقتة لتصبح بحسب نظام العدوان المحافظة رقم تسعة عشر, وقد قام صدام حسين بتشكيل حكومة عراقية تلت تلك المؤقتة وعين علاء حسين وزيراً فيها, وعلاء حسين علي, يحمل الجنسيتين العراقية والكويتية حيث نشأ في الكويت وتخرج من جامعة بغداد وانتمى إلى حزب البعث في أيام الدراسة وأصبح ضابطا في الجيش الكويتي وفي 8 أغسطس 1990 تم ضم الكويت للعراق ولم يسمع أي خبر عنه حتى عام 1998م حيث أكدت معلومات استخباراتية أنه غادر العراق إلى تركيا تحت اسم مزيف واستقر في النرويج وكانت المحاكم الكويتية قد أصدرت بحقه حكما بالإعدام في عام 1993.
وبعد ساعات من العدوان العراقي استضاف خادم الحرمين الشريفين أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح والحكومة الكويتية، وفي 9 أغسطس 1990 أعلن عن قراره بالاستعانة بقوات أجنبية للدفاع عن الكويت ، وعمل على المستويين السياسي والعسكري لإعادة الكويت إلى أهلها وحكامها الشرعيين, وقد وصف الملك فهد العدوان على الكويت بالحدث الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ العرب الحديث, كما وصفه بالفاجعة المؤلمة التي أحدثت زلزالاً عالمياً لم يعرف مثيله منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وكانت الحكومة الكويتية في الوقت نفسه قد طالبت والولايات المتحدة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن وتم تمرير القرار 660 والذي شجب المجلس فيه العدوان وطالب بانسحاب الجيش العراقي من الكويت. وفي اليوم الثاني من العدوان عقدت الجامعة العربية كذلك اجتماعا طارئا صوتت فيه أربعة عشر دولة عربية مع مشروع قرار يدين العراق ويدعو للانسحاب الفوري من الكويت, فيما صوتت العراق والأردن وليبيا والسودان واليمن وجيبوتي ومنظمة التحرير الفلسطينية ضد قرار الإدانة, وفي السادس من الشهر نفسه أصدر مجلس الأمن قرارا بفرض عقوبات اقتصادية على العراق.
وعن هذه الأزمة يقول خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ : عندما صارت مشكلة الكويت لم نتردد ونحن لا نعلم ما هي الخلفيات وما الذي يحدث؟. وممن؟! من إنسان كنا نعينه بالسلاح وبالأموال وكل الإمكانيات, ونفاجأ بأن يأتي الفجر ويحتل بلداً عربياً مسلماً.
وبدون تردد أعلنت وقوفنا مع الكويت, لم انتظر أحداً يأتي ليقول قف معي أو لا تقف معي. أدركت أن الذي يأتي ليحتل الكويت وهو إنسان يدعي أنه عربي سيصل إلى المملكة العربية السعودية إن طال الوقت أو قصر.
اعتمدنا على رب العزة والجلال واتصلنا بالدول الصديقة التي نعتقد أنها تريد أن تقوم بمساعدتنا ليس مجاناً بطبيعة الحال لكن يكفي أن يساعدك الأصدقاء بقوات ليس عندك إمكانيات أن تكون في مستواها وتدريب وأسلحة وذخيرة لا تمتلكها. ويكفي أنك إذا احتجت لشيء ضروري للدفاع عن العقيدة وعن النفس وعن الوطن وجدت من يساعدك. لم تبخل الولايات المتحدة الأمريكية بشيء علينا وكل شيء بقيمته بطبيعة الحال, وهذا أفضل حتى لا يكون لأحدٍ منةً علينا, وقد تحالفت معنا دول كبرى أخرى كبريطانيا وفرنسا وغيرها ومن الدول العربية الشقيقة انضمت لنا مصر وسوريا والمغرب.
ويصف الملك فهد في كلمة أخرى حول هذه الأزمة أنه عندما ملأ يده من القوة الهائلة العظمى التي على رأسها الولايات المتحدة ودول عربية لها قيمتها مثل مصر والمغرب ودول أوروبية كفرنسا وبريطانيا, ودول إسلامية كباكستان وبنجلاديش ودول أفريقية, تقدم ليعلن موقف المملكة العربية السعودية من العدوان العراقي على دولة الكويت, وهو ما عبر عنه عبر وسائل الإعلام المختلفة بأنه ليست هناك فوارق بين السعودية والكويت فهما واحد وقال في كلمته الشهيرة (يا نعيش سوى, يا ننتهي سوى).
وفي هذا السياق قال يرحمه الله ما نصه (تتذكرون أنه يمكن انقضت خمسة أيام أو أكثر ما قلت شيئاً, ولا واحد في السعودية قال كلمة واحدة, لأننا لسنا عاجزين في لحظتها أن نشجب لكن المسألة تجاوزت الشجب, الشجب ما هو بالكلام, بلدنا اُحتلت.. بلد نحن من طرفها وهي من طرفنا, نحن وإياها في إطار واحد. لم يعد الكلام ينفع.. والذي اعتقدت أنه كان الأصح هو الطريق الذي سلكته عندما وجدت أن دول العالم التي يشار إليها بالبنان تقف معنا بدون قيد أو شرط).
وكانت جهود الملك فهد قد بدأت منذ بداية الغزو العراقي لدولة الكويت ولم تنتهِ إلا بتحريرها وعودة أميرها وحكومته وشعبها, حيث وصل في الثامن عشر من شهر محرم عام 1411هـ إلى القاهرة للمشاركة في مؤتمر القمة العربي الطارئ الذي عقد اثر اجتياح قوات رئيس النظام العراقي دولة الكويت الشقيقة.
وفى الخامس من جمادى الآخرة 1411هـ وصل خادم الحرمين الشريفين الى العاصمة القطرية الدوحة حيث رأس وفد المملكة في الدورة الحادية عشرة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث عبر الملك فهد في كلمته عن تصميمه على تحرير الكويت سلما ما أمكن السلم وحربا إن لم تكن هناك وسيلة غير الحرب.
وفي السادس والعشرين من ذي القعدة عام 1411هـ كان الملك فهد أول المهنئين بتحرير الكويت حيث وصل إليها في زيارة لصاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت وبهذه الزيارة يكون خادم الحرمين الشريفين ـ يرحمه الله ـ أول زعيم عربي وعالمي يصل لدولة الكويت بعد أن تم تحريرها من العدوان العراقي وعودتها لأهلها وشرعيتها. وبذلك يكون رحمه الله أول زعيم عربي يستقبل الحكومة الكويتية والشعب الكويتي عقب العدوان ويساندهم إلى أن تم تحرير بلدهم, ويكون هو أول من هنأهم بالعودة إليه.
حرب التحرير (عاصفة الصحراء)
حرب تحرير الكويت (عاصفة الصحراء), والمسماة من قبل الحكومة العراقية باسم (أم المعارك)، هي الحرب التي وقعت بين قوات التحالف الدولي والمكون من (30) دولة وبين الجيش العراقي إثر اجتياحه دوله الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990م.
يذكر الأمير خالد بن سلطان في كتابه مقاتل من الصحراء أن الملك فهد حينما علم بخبر غزو العراق للكويت وكان ذلك قبل الثانية صباحاً من يوم الخميس الثاني من أغسطس من عام 1990م لم يصدق, ولكن التقارير وردت بعد ساعة واحدة لتؤكد أن قوات (الكوماندوز) العراقية المحمولة جواً احتلت بالفعل عدداً من المباني الحكومية المهمة في مدينة الكويت واتضح فيما بعد أن تلك القوات كانت تشكل رأس الحربة لقوات غزو قوامها ثلاث فرق من قوات الحرس الجمهوري العراقي, حيث نفذت فرقة مدرعة وفرقة مشاة آلية الهجوم الرئيسي على الكويت, بينما نفذت فرقة مدرعة أخرى الهجوم المساند من الغرب.
ويصف الأمير خالد محاولة الملك فهد ـ رحمه الله ـ الاتصال بصدام حسين, قائلاً : حاول الملك فهد الاتصال بصدام حسين عبر أحد هواتفه الخاصة التي تربو على الخمسة عشر هاتفاً, وهو لا يكاد يصدق ما يسمع, لكنه لم يتمكن من مكالمته, ولم يستطع الملك فهد التحدث إلى صدام إلا عند العاشرة من صباح ذلك اليوم, ووجد صداماً في غاية الغبطة, كأنما حيزت له الدنيا بأسرها, ويروى أن محادثتهما دارت على النحو التالي :
الملك : ما هذا الذي أسمع؟!.
صدام : لا تشغل بالك, سأرسل إليك عزت إبراهيم (نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي) وسيشرح لك كل شيء.
ويضيف : في الثالثة بعد ظهر الجمعة الثالث من أغسطس, استقبل الملك فهد المبعوث العراقي عزت إبراهيم وقد أدهش الملك إصرار المبعوث العراقي على إبلاغه تأكيدات صدام حسين أن المملكة لن يصيبها أي أذى من جانب العراق.
فما كان من الملك فهد ـ رحمه الله ـ غير مقاطعته : إنني أناقش وضع الكويت وليس أمن المملكة العربية السعودية!.
وكان رد عزت إبراهيم : لم أحضر إلى هنا لأناقش مسألة الكويت لقد تصحح وضع الكويت الآن, ولا يمكن لعقارب الساعة أن تعود إلى الوراء. جئت فقط لأطمئنكم على أمن المملكة.
ويصف الأمير خالد قرار الملك فهد باستدعاء القوات الأمريكية والقوات الأخرى الشقيقة والصديقة بالقرار التاريخي وأحد الانجازات الخالدة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ, ويضيف: الملك لديه الشجاعة كل الشجاعة أن يضع في لحظة أمن الوطن قبل أي اعتبار, فعل ذلك مواجهاً كل المحاذير والشعارات الجوفاء التي كان يرددها أدعياء القومية العربية, ولم تثنه عن عزمه مقولة القائلين : إن الاستنجاد بالقوات الغربية سوف يشعل المنطقة بأسرها. فهل تعني القومية العربية أن نرضخ لإرادة المعتدي؟!.
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب صرح في بداية الأمر بأن الهدف من الحملة هو منع القوات العراقية من اجتياح الأراضي السعودية وسمى الحملة بتسمية عملية درع الصحراء وكان هذا الأمر بطلب الملك فهد ـ يرحمه الله ـ, حيث بدأت القوات الأمريكية بالتدفق إلى السعودية في 7 أغسطس 1990م وفي نفس اليوم الذي أعلن العراق فيه ضمه للكويت واعتبارها “المحافظة التاسعة عشر”. وصل حجم الحشود العسكرية في السعودية قرابة ست مئة وخمسون ألف جندي.
وقد قام الملك فهد بالتعاون مع الرئيس الأمريكي بجمع 34 دولة في التحالف ضد العراق, كان ذلك في الوقت الذي بدأ فيه العراق بمناورات إعلامية لربط اجتياح الكويت بقضايا “الأمة العربية” فأعلن العراق أن أي انسحاب من الكويت يجب أن يصاحبه انسحاب سوريا من لبنان, وانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان وقد لقيت هذه المقترحات العراقية آذان صاغية بعض حكام الدول العربية.
نقطة التحول اللاحقة كانت في حفر الباطن حين تفقد الملك فهد قوات التحالف ضد العدوان وقدم خطاباً ذكر فيه سعيه لاستضافة اجتماع عقد في مدينة جدة في الأول من أغسطس لاحتواء الخلاف بين البلدين, وكان طرفا التفاوض فيه ولي عهد الكويت سعد بن عبد الله الصباح ونائب الرئيس العراقي عزت إبراهيم, وكيف أن الأمور وصلت اتفاق على استئناف المفاوضات في بغداد وفي الكويت بعد ذلك, وكيف أنه صُدم باجتياح الكويت من قبل الجيش العراقي بعد سبع ساعات من الاجتماع.
وأعلن خادم الحرمين الشريفين بعد ذلك أنه لن يكون هناك حل سلمي للأزمة إلا بانسحاب العراق من الكويت دون أي قيد أو شرط.
وعن بداية الحرب ليس هناك أقرب من قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات ليصف الموقف حيث يقول الأمير خالد بن سلطان :
بعد مرور أكثر من 24 ساعة على انتهاء مهلة الأمم المتحدة للعراق, التي تحددت بنهاية اليوم الخامس عشر من شهر يناير 1991م, انطلقت الحملة الجوية في الساعات الأولى من صباح يوم 17 يناير, وحددت ساعة الصفر لتكون في الساعة الثالثة, ولكن الطلقة الأولى في واقع الأمر أُطلقت قبل هذا الموعد بواحد وعشرين دقيقة, عندما قامت ثلاث طائرات أباتشي وهي طائرات عمودية قوية تعمل في كل الأجواء ومسلحة بصواريخ (نار الجحيم) و (هيدرا), بتدمير محطتين للإنذار المبكر على الحدود العراقية, فأحدثت بذلك فجوة في الدفاعات الجوية العراقية نفذت منها بعد ذلك طائرات التحالف من (إف 15) و (إف 14), وفي الدقائق الخمس والعشرين التالية انطلقت موجات من طائرات (إف 117), وهي طائرات لا يكتشفها الرادار, ومزودة بقنابل موجهة بالليزر, وكانت مهمتها مهاجمة القصر الرئاسي لصدام, إضافة إلى الملاجئ الحصينة لمقر قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي, ومقاسم الهاتف وأبراج المايكروويف, ومحطات تقوية الإرسال, وخطوط البث ورادارات الدفاع الجوي, وكذلك مراكز الدفاع الجوي, في أماكن مختلفة من العراق واستطاعت طائرات (إف117) أن تفاجئ الدفاعات العراقية وتخترقها متى شاءت, وأن تلقي بقنابلها على الأهداف الحيوية بدقة متناهية, ولم تصب طائر واحدة من هذه الطائرات بالنيران العراقية طوال فترة الحرب.
ويذكر الأمير خالد في موقع آخر من مقاتل من الصحراء أنه لم تكن لدى الجيش العراقي أي فرصة لالتقاط الأنفاس منذ صباح اليوم الأول من الحرب, إذ وصلت القاذفات (بي 52) العابرة للقارات إلى أجواء المملكة, بعد رحلة استغرقت سبعة عشر ساعة من لويزيانا وأطلقت 35 من صواريخ كروز على محطات الطاقة والمطارات المتقدمة والأهداف الحيوية الأخرى في العراق.
توقفت القوات الجوية العراقية عن الطيران تقريباً, بعد الأيام الثلاثة الأولى من الحملة الجوية, إذ أُسقطت الطائرات القليلة التي غامرت بالإقلاع.
معركة الخفجي
حول هذه المعركة يقول الأمير خالد بن سلطان : في ليلة الثلاثين من يناير من العام 1991م عبرت مجموعة قتال عراقية الحدود السعودية – الكويتية, وتحركت بمحاذاة الساحل واحتلت مدينة الخفجي, ولم يكن في الخفجي, التي تبعد نحو عشرة كيلو متر داخل الحدود السعودية, أي دفاعات في ذلك الوقت. كان أمر احتلالها سهلاً للغاية, إذ لم يكن في الخفجي وجود عسكري للتحالف في أي شكل من الأشكال, ولكن إذاعة بغداد ومعها وسائل إعلام دولتين أو ثلاث متعاطفة مع العراق سارعت إلى تصوير احتلال الخفجي على أنه نصر مبين, ولا شك أن صداماً حقق باحتلال الخفجي مفاجأة تكتيكية, وهي المرة الثانية خلال الحرب التي يكون زمام المبادرة فيها في يد صدام فالمرة الأولى كانت عند استخدامه صواريخ سكود لضرب مواقع ومدن سعودية.
وبدأت معركة التحرير كما يصف الأمير بسيل من طائرات التحالف قصف القوات العراقية المتقدمة وتم تدمير 80 آلية عراقية خلال غارة واحدة, ونجحت في حر فرقتين عراقيتين من الفيلق الثالث اكتشفتا وهما تتجمعان داخل الكويت وتستعدان للهجوم على الخفجي, ويضيف بأن الملك فهد كان يرغب في استرداد الخفجي بأقصى سرعة ممكنة, وقد كانت معركة الخفجي قصيرة ولكنها شرسة كل الشراسة, وقد دارت أنشطتها حسبما يصف الأمير خالد بالتزامن في مواقع مختلفة وبأساليب مختلفة, حيث بدأ الهجوم بعد الثامنة صباحاً بقليل يوم الواحد والثلاثين من شهر يناير على محورين المحور الأيمن ونفذته الكتيبة الثامنة مشاة آلية من لواء الحرس الوطني مدعمة بسرية دبابات قطرية وفصيل صواريخ مضادة للدبابات من قطر أيضاً, وكان الهدف من الهجوم, التوغل إلى عمق المدينة وتدمير التجمعات العراقية الرئيسية فيها, بينما تتحرك في الوقت نفسه كتيبة مشاة بحرية سعودية على الطريق الساحلية بهدف منع أي تحركات عراقية في اتجاه الجنوب.
حدث في بادئ الأمر اشتباك عنيف كانت خسائر وحدات الحرس الوطني قليلة جداً. بعد ذلك تقدمت إلى المدينة الكتيبتان السابعة والثامنة (مشاة آلية) التابعتان للحرس الوطني, تساندهما سريتان قطريتان, إحداهما سرية دبابات والأخرى سرية دبابات والأخرى سرية مشاة آلية مدعمة بفصيل صواريخ للدبابات, فانهالت عليها نيران القناصة العراقيين إلى جانب نيران الدبابات والرشاشات الثقيلة, كما عرقلت تقدمها نيران المدفعية العراقية, التي كانت تطلق من شمال المدينة.
وفي الساعة الثالثة والنصف يذكر مقاتل من الصحراء أن قواته المهاجمة شقت طريقها إلى الجانب الأخر من مدينة الخفجي, وأن المقاومة العراقية انهارت أو تكاد, ورغم انسحاب العراقيين إلا أنهم لم يكفوا عن توجيه نيران مدافعهم وراجمات صواريخهم إلى المدينة, وقد حاول بعضهم الفرار في اتجاه الشمال على أحد الطرق الساحلية الوعرة بعد أن أيقنوا بالهزيمة ولكنهم لم يسلموا من الهجمات الجوية وفقدوا (12) دبابة أخرى في محاولة الفرار تلك, كما أن بعض الآليات تركت سليمة بعد أن غادرتها أطقمها. وقُتل في هذه المعركة 32 جندياً عراقياً وجُرح 35 وتم أسر 463, بينما استشهد 18 جندياً سعودياً وجرح 32 آخرين.
ويذكر الأمير خالد أن الملك وجهه بتوجيهات واضحة ومحددة حيال موضوع الأسرى حيث أشار إلى أن الملك فهد قال له بالنص : (لا تنس أن هؤلاء الأسرى أُجبروا على قتالنا, فقبل أن تشرع في استجوابهم تأكد أنهم استراحوا واغتسلوا وأُلبسوا ملابس نظيفة وقُدم إليهم الطعام ولا تستجوبهم قبل ذلك).
حرب التحرير
يذكر الأمير خالد بن سلطان أنه خلال فترة الحرب التقى بالعقيد شاكر إدريس مدير الشؤون العامة في قيادة القوات المشتركة والذي كان يصدر في ذلك الوقت صحيفة يومية من أربع صفحات تسمى (نشرة صوت المعركة) توزع مجاناً في كل أنحاء المملكة, وطلب منه أن يؤجل طباعة الصحيفة إلى ما بعد الساعة الرابعة فجراً, وفي الوعد الذي حدده الأمير خالد للعقيد إدريس وكان ذلك فجر اليوم الرابع والعشرين من شهر فبراير 1991م, حضر العقيد وأخبره الأمير بأن الحرب البرية قد بدأت الساعة الرابعة تماماً, وقام العقيد إدريس بنشر الخبر في الصفحة الأولى للصحيفة بكاملها, وتم تغيير الصحيفة إلى (النصر).
بدأت المعركة بتحرك قوات المشاة البحرية كما يصف الأمير خالد بن سلطان في مذكراته إلى الغرب من القوات السعودية وذلك بهدف فتح ثغرات في الدفاعات العراقية, وفي الوقت نفسه, تمكنت القوات المشتركة في المنطقة الشرقية من فتح ستة ممرات في الدفاعات العراقية, فيما تحركت الفرقة الفرنسية السادسة وهي فرقة مدرعة, والفرقة 82 المحمولة جواً وفرقة الاقتحام الجوي 101, إلى الأمام في حركة التفاف لتقطع خطوط المواصلات على نهر الفرات وتقطع طريق الهرب على العراقيين.
ويتابع الأمير خالد وصف التكتيك الهجومي الذي يهدف إلى اختراق خط الدفاع العراقي الأول من قبل القوات المشتركة ومشاة البحرية الأمريكية والتي نجحت في أداء مهمتها بسرعة كبيرة دون أن تواجهها مقاومة تذكر.
تقدمت قوات التحالف ونجحت في اقتحام خط الموانع الثاني, قبل حلول ظلام يوم الأول للمعركة, وفي هذه الأثناء كان جنود المشاة العراقيين يسارعون إلى الاستسلام, وسارت الأحداث كما يصفها الأمير خالد في اليوم التالي على المنوال نفسه, ولم يعد هناك أي خطورة من أن تبادر القوات العراقية بهجوم مضاد, وأصبحت مشكلة قوات التحالف تكمن في التعامل مع الأعداد الكبيرة من الأسرى, وهو ما أعاق تقدمها, وفي منتصف ليلة الخامس والعشرين من فبراير, أمر صدام قواته بالانسحاب من الكويت وكانت قواته قبل أن يصدر أمر الانسحاب تلوذ بالفرار من أرض المعركة بعد تضييق الخناق عليها من قبل قوات التحالف.
عقب ذلك دخلت القوات المشتركة مدينة الكويت تصاحبها قوات المقاومة الوطنية الكويتية التي ظهرت علناً على مسرح الأحداث بعد رحيل العراقيين, وسط هتافات وتصفيق وتهليل الجموع المبتهجة من السكان الذين مروا بمحنة قاسية على مدى أشهر من الاحتلال, وبهذا النصر طويت صفحة العدوان العراقي على دولة الكويت إلى الأبد.
وعن انتهاء حرب الخليج بعد الحملة البرية التي شنتها قوات التحالف واستغرقت 100 ساعة بحسب ما يذكر قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات الأمير خالد بن سلطان إذ يقول : تحررت الكويت وعادت حكومتها, كما تلاشت الضغوط الخارجية على المملكة وحلفائها الخليجيين وهذا أمر حيوي لا بد منه لتحقيق الاستقلال الوطني الصحيح.
كان هناك حدّاً ينبغي أن نتوقف عنده. إذ أعلن الملك فهد بوضوح أننا بصفتنا الدولة العربية التي استضافت قوات التحالف, لم تكن لدينا نية لتدمير اقتصاد العراق أو زيادة معاناة شعبه, ناهيك من احتلال أراضيه, وكانت لدى قواتي أوامر صريحة بألا يطأوا بأقدامهم أرض العراق حاربنا العراق بقدر ما استدعت الحرب لتحرير الكويت وحماية استقلالنا. لم يكن فتح منافذ للعداء الدائم بين المملكة والعراق هو رغبتنا أو في مصلحتنا. فالعراق على كل حال جار لنا وبلد عربي شقيق, له دوره المهم في منطقة الشرق الأوسط وتوازن القوى فيها مهما بلغ حمق قائده وجنونه.
وحول ملف الأسرى العراقيين لدى المملكة يقول الأمير خالد أن الملك فهد قد أصدر توجيهاته بمعاملتهم كضيوف على المملكة وأن كل إهانة لهم هي إهانة لنا.
وبناءً على التعليمات التي تلقاها قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات من خادم الحرمين الشريفين وتوجيهات الأمير سلطان ـ رحمهما الله ـ تلقى اللاجئون من العراق والأسرى من الجيش العراقي سيلاً من الإغاثة لتخفيف معاناتهم, مئات من الأغنام تذبح لهم يومياً, وشاحنات محملة بكافة أنواع الفواكه والخضروات, وآلاف اللترات من المياه الصحية, وحليب الأطفال, والملابس والبطانيات والأغطية وكل ما يحتاجه المرء المرفه في وطنه وليس اللاجئ أو أسير الحرب.
ويكمل الأمير خالد في هذا الشأن قائلاً : وبعد أن هدأت الأوضاع في المعسكر, وأصبحت الأمور تسير بشكل طبيعي, أمر الملك فهد بتحسين الظروف المعيشية للاجئين, ووضعنا المخططات, منذ البداية ليكون المعسكر مدينة نموذجية يرتبط بمدينة رفحا من طريق معبدة, وتمدد إليه الكهرباء ويزود بشبكة للصرف الصحي, وعدد من محطات التحلية, إضافة إلى مساكن دائمة للاجئين, ومدارس ابتدائية وثانوية للبنين والبنات, ومستشفى كبير, وعدد من العيادات الصحية, والمكتبات, والصالات الداخلية والملاعب الرياضية, والمرافق الأخرى اللازمة للعمل والترفيه, كذلك اتخذنا الترتيبات اللازمة لإرسال عدد كبير من اللاجئين لأداء فريضة الحج في كل عام, ونالت جهودنا استحساناً من وسائل الإعلام العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر, التي أبلغتنا أن الأموال التي أنفقتها المملكة على اللاجئين العراقيين تعادل (30%) من مجموع المبالغ التي أنفقتها اللجنة على 18 مليون لاجئ في أرجاء المعمورة, فمعسكر رفحا يعد في كل المقاييس, تحفة رائعة, ومعسكر لاجئين (خمس نجوم), ولا يوجد له مثيل في أي مكان في العالم, ويحق لنا أن نعتز به ونفاخر.
ومما تجدر الإشارة إليه أن قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات قد بذل جهوداً جبارة لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بحذافيرها والتي كانت ترمي إلى إنهاء المعركة في أسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر البشرية والمادية وهو ما تحقق على أرض الواقع حيث لم تستغرق المعركة رغم صعوبة الظروف سوى ستة أسابيع منذ بدء العمليات العسكرية الجوية والبرية, وستة أشهر منذ بدء الحشد لها, قضت خلالها قوات التحالف على إحدى أكبر القوى عدة وعتاداً على مستوى الشرق الأوسط.
وفور انتهاء المعركة وعودة حكومة الكويت وأهلها إلى بلادهم قدم الفريق خالد بن سلطان استقالته التي وافق عليها الملك فهد بعد ثلاثة أشهر من تقديمها, وقد رُقي قبل إحالته للتقاعد إلى رتبة فريق أول عرفاناً بشجاعته وجهوده في قيادة المعركة.
بعد تحرير الكويت مباشرة كان الملك فهد أول الواصلين من الزعماء لتهنئة حكومة الكويت وشعبها بتطهير أرضهم من براثن جيش النظام العراقي الغاشم وقال يرحمه الله في هذه المناسبة : (الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.. في هذا اليوم السعيد وفي هذا اليوم بعد الانتصار الذي شهده العالم اثر مأساة ما حدث لبلدنا الشقيق الكويت العزيزة وما هدد المملكة العربية السعودية من مخاطر.
وفي هذا اليوم نحمد الله ونشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى على ان نصر من يستحق النصر وأذاق من يستحق العذاب ما أراد لنفسه.
والله يعلم أننا لم نرد للعراق الشقيق ما حدث له من مشقة، والله يعلم كم أسديت من النصح للرئيس العراقي بان يتجنب هذه الكارثة، لقد كانت اتصالاتي بالرئيس العراقي فيما سبق ومنذ سنوات كبيرة جدا ولم يخطر ببالي يوما من الأيام أن يحدث ما حدث.
- معالي وزير السياحة يدشن شركة رملة للرحلات السياحية والمنتجعات البرية في حائل
- التصدي لتهريب 250 كجم قات بجازان ومنع ترويج 5.6 كجم حشيش بعسير والجوف
- 5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024
- “الضمان الاجتماعي” يوضح الشروط الملزمة للمستفيدين لقبول الفرص الوظيفية المقدمة لهم
- «الغذاء والدواء»: حظر الإتلاف ومنع السفر لحالات التسمم الغذائي
- “المدني” ينقذ شخصًا عالقًا بمرتفع جبلي في الطائف
- «الزكاة»: مراحل ربط الفوترة الإلكترونية سيتم تحديدها وإشعار الفئات المستهدفة
- “تنظيم الإعلام”: فسح أكثر من 470 من الكتب والمطبوعات و55 محتوى سينمائيًّا خلال أسبوع
- «الصحة العالمية»: جدري القرود ما يزال يشكل حالة طوارئ تثير القلق الدولي
- «النمر»: عدم التحكم في «الضغط» من أكثر مسببات قصور القلب
- الأولى من نوعها.. اتحاد الغرف يعلن تشكيل لجنة للطاقة والبتروكيماويات
- باستثمار مليار دولار.. “أرامكو ديجيتال” تتجه للاستحواذ على حصة كبيرة في “مافينير” الأمريكية
- سقوط 22 متستِّرًا في قبضة الحملات الميدانية.. ضبط 19696مخالفًا
- بطء الكلام والصوت العالي.. تعرَّف على 5 علامات لضعف السمع عند الأطفال
- تأييدٌ من “العُليا” تلاه “أمرٌ ملكي”.. المدينة المنوّرة تشهد تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بمهرّبة “الكوكايين”
متابعات > عقد على الغياب .. كتاب يتناول حياة الملك فهد ومنجزاته
08/04/2015
عقد على الغياب .. كتاب يتناول حياة الملك فهد ومنجزاته
أضواء الوطن - بشير الرشيدي
أضواء الوطن - بشير الرشيدي
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/255431/
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
08/04/2015 في 9:33 م[3] رابط التعليق
الله يرحمه
(0)
(0)