وتدور الدوائر ! ... قصة حقيقية .
هي .. من قررت ورفضت الارتباط بابن خالتها أبن العائلة المتواضعة الدخل ، والذي يسكن هو وأخوته بالإيجار بإحدى الشقق المتواضعة ، وتسكن هي (الفتاة الجميلة الساحرة المتسلطة ) مع أهلها بمنزل جميل ، هو ملك أبيها ، والصفعة كانت مؤلمة جداً عندما دخلت بكل جسارة على أمه " خالتها " بمعية خالها أثناء الخطوبة ، وهو يسمع مايجري من خلف الباب المؤدي لمجلس الرجال ، حيث قالت : سأكمل دراستي ، ولا أفكر بالزواج الأن ، فقال خالها : إبن خالتك يدرس بالجامعة ، ولاينوي الزواج إلا بعد تخرجه ، فقط فصل واحد ثم يتخرج ، فقالت : خالي ! سأقولها بصراحة ، لا أريد أن أكون ضحية من ضحايا الفقر، ولن أنزل من مستوى أهلي الراقي إلي الأسفل ، فقاطعتها خالتها وهي مطأطأة الرأس : ابنة أختي ، يقول ربك ، إن يكونوا فقراء يغنهم الله ، وأبني ذكي ومجتهد ومتعلق بك ، ويحبك وأنت تعلمين هذا ، لقد تركت غصة بقلبه كسواد الليل . فلم ترد عليها ، وغادرت الصالة ، فخرجوا بخفي حنين .
تزوجت هي من أبن صديق العائلة الثري، وكان يعمل بمتجر أبيه الكبير بوسط المدينة ، فأسكنها بشقة ببيت أهله ، أما صاحبنا ، فقد واصل الدراسة وتخرج ، وعمل موظفاً بشركة متعاقدة مع شركة حكومية كبرى بعيداً عن أهله، وفي يوم إجازة ، ولم يزل أعزب ، خرج لصيد السمك مع خبير أسيوي يعمل معهم بالشركة كمندوب شركة وسيطة لتوريد المعدات الصناعية، فطرح على الأجنبي فكرة فتح مكتب للتجارة والاستيراد بأسمه كونه مواطن ويحق له ذلك ، كالتي تتعامل معها الشركة التي يعمل بها الأجنبي ، وأن تكون تكلفة فتح المكتب على الأجنبي وشركاه.
لعبت الفكرة بعقل الخبير الأسيوي ، فأتصل بالشركات الأسيوية المصنعة ، وقبلوا العرض بفتح فرع لهم بالسعودية بأسم صحابنا ، وتم فتح المكتب الكبير بوسط المدينة التجارية شرق السعودية ، وأصبح صاحبنا المدير الإداري ، والأسيوي المدير التنفيذي ، وقرروا له راتباً شهرياً جيداً كونه المدير ، ونسبة سنوية من أرباح المشاريع المنفذة، وحصل بعد مضي بضعة أشهر على رحلة تجارية وسياحية مجانية مدفوعة التكاليف لزيارة فروعهم بكوريا والصين واليابان وسنغافورة ، فقابل المسؤولين الكبار بتلك الشركات ، فأسكنوه بأفخم الفنادق العالمية ، وأكل ما لذ وطاب من المأكولات البحرية .
بعد مضي سنة تزوج من إحدى قريباته بضغوط من أمه وخاله ، وجلب أمه وإخوته إلي المدينة التي يسكنها ، وماهي إلا خمس سنوات ، حتى أصبح راتبه الشهري مائة ألف ريال ، ونسبة سنوية قدرها خمسة ملايين ريال ، فبنى فيلا كبيرة له ومبنى لأمه وإخوته ، وأشترى عمارة سكنية جميلة .. فدارت الدوائر وتغيرت الظروف ، وتحركت بحساباته الملايين والألوف ، فأنقضت خمسة عشر عاماً كلمح البصر ، وتفاجأ يوماً باتصال من المكتب العقاري الذي يشرف على العمارة ، يخبره إن قريب له يريد استئجار شقة من عمارته ، لكن يسأل عن خصم خاص .
هل تعلمون من هو ؟ إنه ابن خالته ، وأخ خطيبته الأكبر ، والتي أحبها وعشقها وهام بخيالها .. فقد حصل ابن خالته على عمل بالمدينة التجارية بعد فشله بأعماله الحرة السابقة ، فأنتقل وزوجته وأمه وخطيبة صاحبنا ( السابقة ) وطفليها بعد خسارة والدهم بالأسهم ، وبعد أن باع أباهم ما ورائهم وأمامهم من أجل ديون البورصة ، وزواجه بأخرى موظفة تصرف عليه آخر حياته .. أما عن معشوقة صاحبنا ، فقد طلقها زوجها بعد إصرار منها كونها اكتشفت لعبه وخيانته خارج البلاد أثناء ممارسته التجارة ، لكن هذا تم قبل خسارة والدها وأنكساره ، وقد مضت سنون على التعليق والطلاق وهي ببيت أهلها بشقة بالإيجار ، ولها من الأطفال خمسة ، احتفظت بإثنين منهم .
وافق بطل قصتنا على تخفيض قيمة الإيجار حتى ربع المبلغ كصلة لرحم أمه ، فسكنت خالته وأبنتها بالعمارة ، وبدأت الأم بعمل علاقة من جديد مع أختها من أبيها ( أم صاحبنا ) ، وكثرت الزيارات حتى صارحت أختها وعرضت عليها فكرة أن يتزوج صاحبنا أبنتها المطلقة ، فقالت الأم : لا أعتقد أن أبني سيأكل لقمة من السفرة وقد بصقها غيره ، وأنت تعرفي أن أبني أصبح شخصية مرموقة بالمنطقة ، وله أسمه ، وأبنتك في سن الأربعين .. وأي بنت تتمنى وتحلم بزواجها منه .. صدقيني أختي ، أنا أعرف أبني ، ولا أتكبر على الله أوعليكم ، لكن أعرف إحساسه ومشاعره ، حتى وإن صدق ماقلت إنه مازال يحبها ويعشقها .
حالياً.. حصلت ابنة خالته المطلقة على فرصة للعمل بشركته مع دفعة سعودة الوظائف النسائية، وتعمل كأي فتاة بالشركة ، وليس بينها وبين المدير أي أتصال أو كلام خاص ، فقط بزنس أز بزنس ! ... والغصة بقلبه كسواد الليل .. وهكذا هي الدنيا ، تدور الدوائر ويحل القمر مكان الشمس ، وتلك الأيام يداولها الله بين الناس ، وكما قيل ( لو دامت لغيرك ماوصلت إليك )
[COLOR=#FF002E]فوزي صادق[/COLOR]
/ كاتب وروائي : [url]www.holool.info[/url]
- دوري أبطال آسيا 2: عبر بوابة القوة الجوية.. التعاون يطير للدور ثمن النهائي
- الرئيس الفرنسي يغادر المملكة من العُلا بعد زيارة دولة استمرت ثلاثة أيام
- نادي الأغر في رنية يكرّم”21″ لاعبًا بارزًا في الكاراتيه
- 7 نصائح للوقاية من أمراض الكلى المزمنة.. تعرف عليها
- القبض على مواطنين لارتكابهما الصيد في أماكن محظورة بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية
- “ملكية العُلا” تحتفي بولادة 3 توائم من هراميس للنمر العربي
- تمهيدًا للإعلان عن التقويم.. “تقويم التعليم” تصدر 25 معيارًا للتقويم المدرسي
- “الغذاء والدواء”: معدل تسجيل منتجات الأعلاف نما بنسبة 21%
- في 5 أمانات.. “البلديات والإسكان” تعلن بدء مرحلة إبداء الرغبات لإدارة المختبرات البلدية
- فرع الصحة بجدة يحتفي بأسبوع الجودة بفعاليات متنوعة تعزز الإبداع و الابتكار
- نائب أمير مكة المكرمة يُدشّن مشروعات جديدة للهلال الأحمر ويطّلع على منجزات خدمة ضيوف الرحمن
- استمراراً لمبادرة “سوق عمل واعِ”: لقاء توعوي بعنوان “الجوانب القانونية في الموارد البشرية”
- “الطيران المدني” تطرح وظائف “أخصائي أول مراقبة الميزانية وأخصائي المراقبة والإنذار المبكر”
- ديوانية آل رفيق الثقافية في ضيافة أمير منطقة المدينة المنورة
- بلدية سبت الجارة توقع شراكة مجتمعية مع جمعية حفظ التراث بالقنفذة
المقالات > وتدور الدوائر ! … قصة حقيقية .
الكتاب : فوزي صادق
إقرأ المزيد
وتدور الدوائر ! … قصة حقيقية .
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/2512/