أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الولايات المتحدة وشركاءها سينتصرون على تنظيم “داعش”، وذلك في خطابه السنوي السادس أمام الكونغرس عن حال الاتحاد. وأضاف أن “قوتنا العسكرية تعمل على وقف تقدم تنظيم داعش”. ولفت إلى أنه “بدل الدخول في حرب جديدة على الأرض في الشرق الأوسط، نقود تحالفاً واسعاً يضم دولاً عربية من أجل إضعاف داعش وفي النهاية تدمير هذا التنظيم الارهابي”. وقال “سوف نواصل طرد الارهابيين وتدمير شباكاتهم ونحتفظ لنفسها بحق الرد من طرف واحد، وكما كنا نفعل ولم نتوقف منذ أن انتخبت من أجل القضاء على الارهابيين الذين يمثلون تهديداً مباشراً لنا ولحلفائنا”.
كما ناشد الكونجرس إجازة استخدام القوة ضد تنظيم داعش لإظهار “أننا متحدون في هذه المهمة”، بحسب تعبيره. ولفت إلى أنه يدعم المعارضة المعتدلة في سوريا لمواجهة داعش، مؤكداً أن القيادة الأميركية في العراق وسوريا نجحت بوقف تقدم داعش.
وقد تطرق الخطاب بشكل عام إلى القضايا الخارجية من إيران إلى داعش إلى روسيا، وسجن غوانتانامو، في حين ركز على الشؤون الداخلية لا سيما الشق الاقتصادي.
العقوبات على إيران
وفي الشق الإيراني حذر أوباما الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون من أن فرض عقوبات جديدة على إيران “سيعني فشل الدبلوماسية” في وقت تحاول فيه طهران ودول مجموعة 5+1 التوصل إلى اتفاق حول النووي الإيراني. وقال إن “تبني الكونغرس عقوبات جديدة سيعني فشل الدبلوماسية”.
وشدد على أن أميركا لديها فرصة “من الآن وحتى الربيع” للتفاوض على اتفاق لمنع إيران من التسلح النووي. كما كرر مجدداً قوله إنه سيستخدم حق النقض ضد أي قرار يمرر عقوبات جديدة على إيران.
إدانة السلوك المهين ضد المسلمين
إلى ذلك، ندد بانبعاث العداء للسامية في “بعض ارجاء العالم” ودان “السلوك المكرر” ضد المسلمين. وأعرب عن تضامنه أيضا مع كل ضحايا الارهاب “من مدرسة في باكستان إلى شوارع باريس” في إشارة الى الاعتداء على مدرسة بيشاور في باكستان فيديسمبر (150 قتيلا) وكذلك ضحايا باريس مطلع يناير (17 قتيلا).
وقال “بوصفنا أميركيين، نحترم الكرامة الانسانية ولهذا السبب نقول إننا ضد انبعاث العداء المؤسف للسامية في بعض أرجاء العالم. ولهذا السبب نواصل رفضنا للسلوك المكرر المهين ضد المسلمين الذين يقاسمنا القسم الكبير منهم التزامنا بالسلام”.
وأضاف “لهذا السبب منعت التعذيب وعملت من أجل استعمال تكنولوجيا جديدة مثل الطائرات بدون طيار، لهذا السبب ندافع عن حرية التعبير وندافع عن السجناء السياسيين وندين قمع النساء والأقليات الدينية أو السحقيات واللواطيين والمثليين”.
إغلاق سجن غوانتانامو
أما في ما يتعلق بسجن غوانتانامو فوعد الرئيس الأميركي بعدم التخلي عن جهوده لاغلاق سجن غوانتانامو في القاعدة الأميركية بكوبا كما تعهد مطلع ولايته الأولى. وقال “حان الوقت لانهاء العمل. ولن أتخلى عن جهودي لاغلاق” السجن.
من جهة أخرى، لفت إلى أنه يجب على الكونجرس أن يبدأ هذا العام العمل على انهاء الحظر الأميركي على كوبا الذي دام نصف قرن. وأضاف “عندما لا يمشي ما قمتم به منذ 50 عاماً، يجب أن نجرب شيئاً آخر. التغيير في السياسة الذي اعتمدناه حيال كوبا قد يؤدي بشكل قوي إلى وضع حد لعصر من الحذر على قارتنا وأن نرفع (الى السلطات) ذريعة لقيود فرضت على كوبا وأن نشجع قيم الديموقراطية ونمد يداً صديقة إلى شعب كوبا”.