في قرية الملد وهي إحدى قرى بني عبد الله من غامد الواقعة في ضفاف وادي قوب على الطريق العام المؤدي الى محافظة بلجرشي القرية الأثرية التي يميزيها الأبنية القديمة والحصون الشاهقة التي ظلت صامده لأكثر من خمس مائة عام
التقت صحيفة “أضواء الوطن” مع أحد أعلام قرية الملد البارزين الأستاذ : سعيد بن ناصر الغامدي عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز سابقاً وأخبرنا عن القرية الأثرية وعن الحصون الشاهقة حيث قال :
بُني الحصن الشرقي وكان عبارة عن منافسة بين أخوين ـ كما تقول الحكاية ـ وبنا الآخر حصناً بجواره أما القرية القديمة فقد بُنيت بطريقة حربية محكمة حيث يمكن التنقل من الحصون إلى المنازل المترابطة مع بعضها بطرق ظاهرة من فوق أسطح المنازل وطرق باطنة من أسفل البيوت.
بحيث لو حوصر أهل القرية في حال الحرب لا يؤثر الحصار عليهم لاسيما وأن في أسفل البيوت القديمة مستودعات للماء والطعام ومؤنة الدواب .
وبُني في وسط القرية مسجداً منفصلا عن البيوت وهو قديم قدم القرية وعنده كانوا يجتمعون للمشورة والتحاكم وفض الخصام والشكوى العامة وطلب المعاونة وإستقبال مرسولي القرى المجاورة في شأن عام ونحو ذلك من شؤونهم العامة كغيرهم من القرى ، وكان معظم ذلك يتم بعد صلاة الجمعة حيث يجتمعون على الصفا المسمى عندهم صفا عطية.
وكما هو الحال في كل قُرى منطقة الباحة في الماضي كان يطلق لقب الفقيه على كل من يؤم ويخطب في هذا المسجد حتى لو كان عامياً .
والقرية القديمة قد هاجر كل أفرادها بالكامل ولم تعد سوى أطلالا هامدة بلا سكان تداعت أسقفها وبعض جدرنها وتوشك أن تصبح خرائب متهدمة ، وقد عملت جهات حكومية ممرات بين المنازل القديمة للسياح، ولكن المباني الآيلة للسقوط لم يتم أي شيء في ترميمها كما هو الحال في البلدان التي تحافظ على تراثها، ومن المتوقع أن تتساقط الجدران وخاصة جدران الحصنين مالم تبادر الجهات المختصة بترميمها على غرار ما عُمل في قرية رجال ألمع في منطقة عسير وقرية ذي عين الأثرية بالمخواة .