أكد اختصاصي الإعلام الجديد الزميل سيف السويلم، خلال مشاركته بملتقى التنمية بحوطة سدير أن الاتجاه الجماهيري لمواقع التواصل وتوظيفها لخدمة المشاريع والاستثمارات المتنوّعة، بات في تزايد واضح، مستشهداً بتضاعف أعداد المتاجر الإلكترونية في مواقع التواصل خاصة “تويتر” وانستغرام”، معتبراً أن ذلك يعكس حال من الوعي العام تجاه هذه المواقع ومستوى الإقبال عليها.
وأوضح السويلم خلال محاضرة قدّمها بعنوان “مواقع التواصل الاجتماعي.. منصات استثمارية” ضمن فعاليات ملتقى التنمية في حوطة سدير أمس الخميس، أن قوّة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي ومستوى وصول ما يُطرح فيها، دفع الكثيرين إلى الاتجاه إليها لتوظيفها استثمارياً من خلال إنشاء متاجر متنوعة المجالات والتسويق لها بطرق سهلة لا تتطلّب الكثير من الوقت والجهد والمال، في حين أنها تحقق عائدات مادية عالية تماثل المتاجر التقليدية وقد تزيد عنها.
وقال:” بالنظر إلى مستوى الإقبال المتزايد على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، خاصة (تويتر) الذي يتجاوز عدد مستخدميه من السعودية 7 ملايين مستخدم وكذلك (انستجرام) الذي يصل إلى ذات الرقم من المستخدمين، فإنه يظهر لنا أن الكثير من المستخدمين أصبحوا لا يتعاملون مع هذه المواقع لمجرّد تبادل الأفكار والمعلومات والخبرات وحسب، وإنما امتد ذلك ليصل إلى إنشاء الكثير من المتاجر المتخصصة في الطبخ وأدوات التجميل والأزياء والساعات والعطورات وغيرها، إضافة إلى متاجر أخرى من نوع مختلف ولا تتوافر بكثرة في الأسواق التقليدية مثل المتخصصة بالرسم والخط والتصميم والتصوير وغيرها ممن يتم فيها عرض الخدمات في مقابل مادي وتحظى بالكثير من الزبائن، فهذا الواقع الجديد يُظهر لنا توجّهاً استثمارياً جديداً، وبعيد تماماً عن الإجراءات المعقّدة التي قد تحدث بسبب بعض الجهات الحكومية مثل استخراج الرخص واستقدام العمالة وغيرها، إذ أن هذا الشكل الاستثماري الجديد لا يتطلب سوى توافر السلع والقدرة على إداراتها وتسويقها”.
وأفاد أن الكثير من المشاريع الفردية التي قامت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثبتت نجاحها وتميّزها، مشيراً إلى أن سهولة الوصول لجمهور عريض وفئات مختلفة من المجتمع أسهمت في ظهور هذه المتاجر بكثرة، مبيّناً أن نسبة انتشار “تويتر” بين مستخدمي الإنترنت في السعودية تبلغ 40 في المئة، مع معدل نمو سنوي يصل إلى 45 في المئة، في حين يحظى “انستغرام” بإقبال متزايد لأغراض عدة يأتي بينها الأغراض الاستثمارية، لافتاً إلى 72 في المئة من مستخدميه على مستوى المملكة هم من النساء.
واعتبر أن مفهوم التجارة الإلكترونية بات يتعزز لدى مستخدمي الانترنت في المملكة، إضافة إلى الشركات التي اهتمت بإنشاء حسابات لها في مواقع التواصل للتفاعل مع العملاء والتجاوب معهم والتعريف بما لديهم من خدمات، منوّهاً بأن عدد من تلك الشركات تحرص على بث إعلاناتها الترويجية بأكثر من طريقة عبر هذه المواقع، بما في ذلك توظيف بعض الشخصيات المشهورة لبث تغريدات إعلانية، مبيّناً أن هناك شخصيات لها تسعيرة محددة لدى بعض شركات التسويق الرقمي، إذ يصل سعر التغريدة لدى بعضهم إلى نحو 20 ألف ريال، فيما يقترب سعر إعادة التغريدة “ريتويت” من 15 ألف ريال، لافتاً إلى أن معيار تحديد الأسعار يعتمد على مدى التفاعل لديهم.