بالورود والهدايا.. تستقبل المملكة العربية السعودية ضيوف خادم الحرمين الشريفين من حجاج فلسطين في كل عام فهنيئا لحجاج بيت الله الحرام من الأخوة الفلسطينيين ذوي الشهداء والأسرى على هذه المكرمة الملكية السامية التي خص بها إخواننا وأهلنا وأبناءنا من فلسطين .
إن المملكة العربية السعودية تتشرف بخدمة ضيوف الرحمن حجاجًا ومعتمرين وزوارًا، وإن حكومة خادم الحرمين الشريفين تسعى جاهدة لتذليل كل العقبات، وتسخر كل إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام زوار مسجد نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد أعدّت وزارة الشؤون الاسلامية و الأوقاف و الدعوة و الارشاد برنامجاً خاصاً لاستضافة الحجاج الفلسطينيين ليتمكنوا من أداء حجهم كاملاً وفق منهج إسلامي صحيح، في الوقت الذي أكد فيه معالي وزير الشؤون الاسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حرص الوزارة على تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين فيما يخدم مصلحة الحجاج الفلسطينيين ويحقق راحتهم منذ لحظة وصولهم إلى أراضي المملكة العربية السعودية وحتى مغادرتهم ووصولهم إلى بلدهم فلسطين سالمين.
إن برنامج استضافة ضيوف خادم الحرمين الشريفين لأداء فريضة الحج يجسد معاني التعاضد بين المسلمين والتكافل فيما بينهم، وهي الرسالة التي يحملها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للأمة الاسلامية نرى معانيها في أعين الحجاج الكرام، وخاصة ضيوف خادم الحرمين الشريفين.
حيث أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله باستضافة (1000) حاج فلسطيني من ذوي الشهداء والأسرى الفلسطينيين، لأداء فريضة الحج على نفقته الخاصة هذا العام 1435هـ..
وبهذا يكون قد وصل عدد المستفيدين من مكرمة خادم الحرمين الشريفين للفلسطينيين لأداء مناسك الحج الى 12 ألف حاج خلال ستة أعوام.
وبالمقابل فقد أمر خادم الحرمين الشريفين في مكرمة أخرى باستضافة 1400 حاج من 70 دولة عدا فلسطين ضمن مكرمته حفظه الله ورعاه لاستضافة حجاج بيت الله الحرام من دول عديدة حيث أصبح إجمالي المستضافين من تلك الدول ومنذ البدء في تنفيذ هذا البرنامج وحتى موسم الحج الحالي أكثر من 22 ألف مسلم ومسلمة من مختلف دول العالم وهي :
إندونيسيا، وبنجلاديش، وتايلاند، والفلبين، وكمبوديا، وقرقيزستان، وسيريلانكا، والنيبال، وأفغانستان، وفيتنام، وماليزيا، وسنغافورة، وماينمار، وجزر المالديف، والبوسنة والهرسك، وكرواتيا، والجبل الأسود، وسلوفينيا، والهند، وصربيا، والسويد، وفنلندا، والنرويج، وإيرلندا، وإيسلندا، والنيجر، وأوغندا، ورواندا، ومدغشقر، وزامبيا، وجزر القمر، وكينيا، وتنزانيا، والرأس الأخضر، علاوة على 40 دولة أفريقية أخرى.
إن هذه الاستضافة الجليلة من قبل خادم الحرمين الشريفين لحجاج بيت الله الحرام تؤكد الرسالة التي تحملها المملكة العربية السعودية وهي رسالة خدمة الإسلام والمسلمين والمقدسات الإسلامية التي يفد إليها المسلمون على مدار العام من أرجاء المعمورة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وهذه الرسالة ليست مقتصرة على وقت الحج، بل ممتدة للتواصل مع المسلمين، وتوحيدهم، والعناية بهم، والوقوف معهم في أي مكان.
تأتي المكرمة الملكية التي يتفضل بها خادم الحرمين على الأخوة الفلسطينيين للعام السادس على التوالي، من منطلق الشعور بالأخوة الإسلامية والعربية التي يحملها الملك المفدى لفلسطين ولشعب فلسطين، وهي جزء من الدعم السعودي المتواصل والسخي للشعب الفلسطيني في المجالات كافة، وإن هذا الأمر الكريم الذي خص به خادم الحرمين الشريفين أسر الشهداء من الأشقاء الفلسطينيين لاستضافتهم، سيترك أثراً كبيراً في نفوسهم، وسيخفف من معاناتهم، وإن هذه المكرمة الملكية ليست مستغربة من خادم الحرمين الشريفين، بل هي امتداد لمواقفه الخيرة الجليلة في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، كما ستترك هذه الاستضافة الأثر الطيب في نفوس إخوتنا في فلسطين، الذين يستحقون كل تكريم جزاء صبرهم وتضحيتهم.
إن المملكة العربية السعودية سعت في كل الظروف والأحوال من أجل الحصول على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتحقيق آماله وتطلعاته وسخرت إمكاناتها على كل الأصعدة لبلوغ تلك الأهداف، حيث أثبتت على الدوام دعمها المستمر وتأييدها المتواصل لأبناء الشعب الفلسطيني وتسخير كل إمكاناتها لدعم قضيتهم العادلة، ويؤكد ذلك الدعم حقيقة مواقف المملكة وسجلها الناصع وأدوارها التاريخية في مناصرة القضايا العربية والإسلامية مادياً ومعنوياً. جدة بسام العريان