يتداول الناس على مواقع التواصل الإجتماعي بعض الإشاعات بين الفينة والأخرى،فتارةً يتحدثون عن كنوزٍ ذهبية وتارةً يتحدثون عن غرائب أخرى لا يتسع المجال لذكرها، إلا أن رواية”كنز قارون” في الباحة التي انتشرت في المواقع العربية والعالمية مؤخراً وثبت أنها “مجرد اشاعة” أعادت إلى الأذهان أساطير وروايات “الغلة” والتحدي الرهيب للوصول إليها في طريق يعرض كل من يسلكهُ لخطر أذية الشياطين.
و”الغْلّه” كما يسميها أهالي منطقة الباحة وجمعها “غِلال”هي مجموعة من(كنوز الذهب) الموجودة في أماكن متفرقة من منطقة الباحة، وتدور حولها الأساطير الغريبة منها أن على كل غلةٍ من الغلال شيطان يحرسها هو وذريته، والعجيب أن بعض أماكنها معروفة ولكن لايستطيع أحد الوصول إليها، حتى إذا إستدل عليها فإنه يعرض نفسه للخطر،ولايستطيع أن يحصل عليها،حيث يمنعه الجآن بكل الطرق والوسائل في خرافاتٍ تشبه قصص اللعنات الفرعونية التي تطارد كل من يأخذ من كنوز الفراعنه حتى تقتله.
لكن الفرق بين الأساطير المتداولة في الباحة حول “الغِلال”وبين اللعنة الفرعونية أن الأولى لا تنتهي بالموت بينما تنتهي اللعنات الفرعونية بهلاك صاحبها ولو بعد مدةٍ من الزمن.
يذكر لنا أحد كبار السن أنه عندما كان شاباً حاول الوصول إلى أحد “الغلال” بعدما دلهُ عليها جدهُ الذي حذّرهُ بشده من محاولة الحفر للحصول عليها معللاً ذلك بأن هناك من يحرسها من الجآن،لكن الحفيد لم يستمع لنصيحة جدّه وكان شاباً طائشاً حينها،فذهب إلى مكان الغلة وهو غير قريبٍ من قريته، وتناول المعول وأخذ يحفر في موقع “الغله” لكنه مالبث أن سقط مغشياً عليه بعد أن تلقى ضربةً بذات المعول الذي استخدمهُ في الحفر.
رواية أخرى يتداولها الأهالي في الباحة حول “غلةٍ” كانت تحت أحد الأشجار وكلما حول أحدهم الوصول إليها،يُخيلُ إليه أن الشجرة تبتعد ويتعب جرياً للوصول إليها حتى يتهمهُ من حوله بالجنون،ويظهر وكأنه فقد عقله .
أما أشهر الرويات فتتحدث عن وجود أفعى بشعة المنظر تظهرُ بشكلٍ مُخيف من تحت الأرض وترفع رأسها في وجه من يحاول الوصول إلى “الغلّة” مهددة ومتوعدةً بلسانها الذي ينسدلُ من فمها كما ينسدلُ السيفُ من غِمده، وطولها كطول النخلة أو يزيد.
هذه الرويات وإن كانت لاتُصدق إلا أنها بقيت فترةً من الزمن أحد وسائل الترفيه في منطقة الباحة ،قبل ظهور التلفزيون والمسلسلات،فكانت تُتداول بين الأهالي وتحتلف في تفاصيلها ولكنها تتفق على أنها إنما حُكيت للتسليه والإستئناس لا للإستدلال والتأكيد.