كأنه قادم من التاريخ.. منزله أصبح من بقايا التراث، لا يعرف وأسرته الكهرباء يستضيئون فقط من الشمس.. تعدت صورتهم كل مراحل القساوة الى ماهو أبعد.. انها مأساة أحاطت بجبال بتهامة الباحة ، وسقطوا من قائمة الفقراء حتى جاوزوا الخط نزولاً بمسافات بعيدة.
صور الفقر تعددت ولكن مأساته مختلفة عندما أغمض عليها مسن جاوز السبعين من عمره، ويصارعها معه أطفال دون الحُلُم.
حكايات الفقر والعوز
في داخل ذلك الرجل ألف حكاية يعيشها مع الفقر والعوز، يروي تفاصيلها على ضوء الشمس في حرارة الجو، والتي لا يعرفها إلا من يعيش معه تلك الأحداث والمعاناة بكل تفاصيلها وأحداثها المؤلمة
يعيشون داخل حجرة من طين ومن خشب لا يوجد به ما يسمن ولا يغني من جوع، فأكلهم خبز وماء فقط في غالب الأوقات؛ بسبب عدم توفر الأطعمة باستثناء “الطماطم” في ذلك المسكن البسيط.
منزلهم البسيط يفتقد لأبسط مقومات الحياة والرفاهية والأمان، فلا كهرباء تساعد الأبناء في استذكار دروسهم وممارسة حياتهم اليومية على ضوئها، ولا سقف يغطي المنزل المتهالك بالكامل؛ لأنه من جذوع الأشجار والقش وبعض الإسمنت، ومطبخهم خال من أكثر الأدوات المنزلية الضرورية التي تحتاجها الأسرة، فيما دورة المياه المكشوفة تماماً.
“عزة النفس”
[COLOR=#FF003E]”اضواء الوطن” [/COLOR]زارت المواطن في منزله، إذ استقبلنا بكل حفاوة وكرم ضيافة، مطأطئاً رأسه ومعتذراً عن رداءة المكان لاستقبال الضيوف، مبرراً بقوله: “كما تشاهدون حالتي الضعيفة، فالمنزل صغير وشعبي لا يوجد به ما تجلسون عليه سوى الأرض المتسخة، وسريري المليء بالأدوية والعلاجات على جنباته”.
طلبنا منه التجول داخل المنزل وتوثيق ذلك وأشعرناه بأننا هنا بهدف الاطلاع على أوضاعه ومعاناته، هو وأسرته،ونقلها لمن يهمه الأمر ورغم استنكاره ذلك لعزة النفس التي منعته في بداية الأمر من الموافقة على طلبنا، ولكن بعد محاولات من الإقناع رضخ ووافق على نشر معاناته ليطلع عليها أهل الخير، لربما يجد من يساهم في تحسين حالته.
حيث عرج بالقول: “أعيش في هذا المنزل منذ زمن، إذ تبرع به أحد فاعلي الخير، نعيش بداخله بصفة مؤقتة ولا نعلم متى يطلب منا صاحبه الخروج منه، فليس معي وظيفة لأعول بدخلها الشهري أسرتي، والضمان الاجتماعي لا يكاد يكفي مع غلاء المعيشة التي لم يتم إيجاد حل لها في وطننا الغالي، والجمعية الخيرية لم تبخل علينا فخيرها يُصرف بشكل دوري ولكنه مع الأسف لا يكفي لأسبوعين متتاليين بل وأقل من ذلك”.
“شركاء الهم”
ويتابع: “أما اطفالي الصغار وهم الذين يجعلون بصيص الأمل دائماً أمامي، حيث رزقني الله زوجة صابرة وهي شريكة لمعاناتي منذ زمن، ولا أملك من الدنيا إلا أسرتي وأهل الخير الذين يعطوننا ما تجود به أنفسهم، فنفسي لا تسمح أن أقف على أبواب الناس لطلب المساعدة، ورضيت بما قسمه الله لي في هذه الحياة”.
أما زوجته المسنة الصابرة على شضف العيش فقالت: “لقد رضيت أن أشارك زوجي تفاصيل الحياة بأحزانها وهمومها، ورضيت البقاء معه والعيش معه ولو بلغ ذلك تحت شجرة؛ لأنني أعلم أن زوجي ليس لديه أي دخل مالي لكي يقوم ببناء منزل يكون أفضل من هذا المنزل الشعبي المتهالك”.
وتضيف: “هذا هو نصيبنا في هذه الحياة وعلى الإنسان أن يتقبل ذلك دون النظر للآخرين، وما يصنعون من منازل فارهة وأداوت منزلية متطورة، فنحن فقراء ويجب أن نؤمن بذلك، لذا نحن لسنا قادرين على الحصول على ما نريد لتحسين أوضاعنا، ولكن الله معنا ولن يضيع الله حقنا
كانت مطالبهم بسيطة بقدر حالتهم، لا يريدون حياة تقاس بحياة الأغنياء، ولا يريدون أفضل الأطعمة والمشروبات، ولا يطمحون إلى ارتداء أزهى الملبوسات.
هي جملة قالها الأب بحرقة ودمعة تختبئ خلف جفنيه: “أريد أن أضمن لأسرتي حياة كريمة لا سيما أن عمري الكبير لا يضمن لهم ذلك”.
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-4e1c735b7d.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-4e1c735b7d.jpg[/img][/url]
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-e4fc208253.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-e4fc208253.jpg[/img][/url]
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-345bc8ab07.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-345bc8ab07.jpg[/img][/url]
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-5910c0864f.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-5910c0864f.jpg[/img][/url]
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-bea24cf610.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-bea24cf610.jpg[/img][/url]
[url=https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-cbf0aa35ca.jpg][img]https://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-cbf0aa35ca.jpg[/img][/url]
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
17/07/2014 في 2:30 ص[3] رابط التعليق
ي رب انزل عليهم رحمتك وفرجك
(0)
(0)