حقق المنتخب الجزائري حُلم العالم العربي من المُحيط إلى الخليج بعد أن قدم ملحمة بطولية أمام روسيا وتعادل أمامه بهدف لمثله ليتأهل إلى ثمن النهائي لأول مرة في تاريخه بعد احتلال المركز الثاني بأربعة نقاط وراء المنتخب البلجيكي.
المنتخب الجزائري بدأ المباراة بأسوأ طريقة ممكنة، إذ أن شباكه تلقت الهدف الأول منذ الدقيقة السادسة عن طريق كوكورين الذي حول عرضية رائعة من ديميتري كومباروف إلى شباك رايس مبولحي برأسية محكمة وسط غياب دفاعي تام.
رجال رفيق حليلوزيتش وجدوا أنفسهم مضطرين للبحث عن هدف التعادل منذ الدقائق الأولى للمباراة، فبدت عليهم أثار الصدمة في الدقائق العشر الأولى، قبل أن يدخلوا أجواء اللقاء ويخلقون فرصًا خطيرة جدًا كانت أولاها في الدقيقة الـ13 حين انطلق ياسين ابراهيمي من الجهة اليمنى لمنطقة الجزاء ومرر كرة عرضية أرضية لسليماني، إلا أن أكينفيف تدخل لينقد مرماه.
ضغط منتخب الخضر تواصل، فكاد يتعادل في الدقيقة 29 عن طريق إسلام سليماني الذي استغل عرضية محكمة من الجهة اليسرى ليحولها في اتجاه المرمى، إلا أن أكينفيف تألق بشدة وأنقذ مرماه من هدف محقق. المنتخب الروسي كان يقوم ببعض المرتدات من فينة لأخرى، إلا أنه لم يقلق راحة مبولحي كثيرًا لينتهي الشوط الأول بتقدم رجال فابيو كابيلو بهدف نظيف في مباراة تعد بالكثير.
الشوط الثاني بدأ حامي الوطيس، إذ أن الدب الروسي كان قاب قوسين أو أدنى من إضافة الهدف الثاني عن طريق صميدوف الذي استغل تمريرة بينية سحرية من كوكورين وضعته وجهًا إلى وجه مع رايس مبولحي، فسدد كرة قوية استبسل الحارس الجزائري في صدها مُبقيًا فريقه في أجواء المباراة.
قانون كرة القدم واضح: من يُضيع يقبل ويخسر، وذلك ما كان، إذ أن منتخبنا العربي الهُمام تمكن من تعديل الكفة في الدقيقة 59 عن طريق إسلام سليماني الذي حول كرة ثابتة نفذها المتألق ابراهيمي ليحولها برأسه إلى الشباك مستغلًا خروجًا خاطئًا من أكينفيف.
المنتخب الروسي خرج للهجوم مجددًا، وكاد يُحقق مبتغاه في الدقيقة 68 عن طريق كيرزاكوف الذي انطلق يمينًا وسدد كرة قوية تصدى لها رايس مبولحي بشكل رائع مبقيًا بطاقة التأهل في جيب محاربي الصحراء.
الدقائق الأخيرة كانت عصيبة جدًا على الجمهور الجزائري إذ أن المنتخب الروسي عسكر في المناطق الأمامية وحاول بإصرار الوصول إلى مرمى رايس مبولحي، وكا د يصل إلى المرمى في الدقيقة الأخيرة لولا أن رأسية كوزلوف مرت محادية لمرمى الجزائريين الذين تأهلوا في النهائية إلى ثمن النهائي محققين حلم الشعب الجزائري والعربي.