أبحرت الدكتورة حنان عطالله بخاري بمقالها الأخير ” نجران في خاطري” في عوالم وبحار جماليات مدينة نجران الساحرة مجسدة رؤيتها لمكنونات نجران “الربع الغالي” بكلمات تعكس روح التاريخ لتفتح لنا باباً يطل على تلك الواحة الخضراء في الصحراء الذهبية كما اعتادت أن تفتح دائماً باباً للقارئ يطلعه على الثقافة والقراءة وحب المعرفة.
كتبت د. حنان في مقالها “نجران في خاطري” كل مايجول بخاطرنا جميعاً وعكست ما بداخل كل من زار نجران وتعلق قلبه بها فهي التاريخ والحضارة والعادات والشيم العربية الاصيلة ، نجران .. السياحة والثقافة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية.
استهلت الكاتبة بمقالها عن نجران تعريف بالمنطقة وأبرز ما تشتهر به فقالت :
نجران هي المنطقة الثالثة عشر للمملكة العربية السعودية ، وتقع في جنوب غربها ، وتشتهر بالزراعة ، وبها سد وادي نجران و الذي يعد من أكبر السدود في الجزيرة العربية ، يكثر فيها النخيل ، وأشهر آثارها المنطقة الأخدودية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج ، تحيطها جبال شاهقة ومواقع تاريخية وأثرية ، ونقوش متنوعة بالرسوم نادرة .
واصفة نجران بالمدينة الرائعة بكل ما تحويه من جمال وبهاء ورونق سرّ خاطرها بها ، مضيفةً : هدوء المكان وروعة الطبيعة ، وطيبة أهلها وناسها ، ونخوة وشهامة رجالها ، وأدب ووقار وحشمة واحترام ودماثة خلق نسائها كل ذلك جعل قلمي يتحرك لا شعوريا ليسطر كلمة لمن اجتمعت فيهم كل الصفات العربية الأصيلة الجميلة ، وبدون مبالغة لو قلت إن أهلها أهل شيم وشجاعة فهم كذلك ، وإن قلت مجتمعها خلقه سامٍ نبيل فهم والله كذلك ، وإن قلت كلمة ( تكفى) لأحدهم فهم ملبون لذلك ، كلمات رنانة تحمل بين طياتها معانٍ جميلة وراقية تعلمتها وتشربتها فأصبحت جزءا أساسيا في مفردات قاموسي اللغوي في نجران ،.
كما استذكرت كلمات أهالي نجران المميزة وأنها تسّر خاطرها بالحديث حينما تكون في جدة قائلة : تلك الكلمات الرائعة في مجملها معنى ، أتعلمون أيها القرّاء ؟! لو أن كل فردا منّا تعاطى بتلك الكلمات في تعامله مع الآخرين لاستعبدنا أفئدة أناس لا حصر لها ( أبشر ، فديتك ، نفداك ، نفدى وجهك ، يالبيه ، مأجورين والسلامة ، أرحبوا ) ، وغيرها من الكلمات التي تنم عن رونقهم وانتقائهم واختيارهم لها..
ولم يغب عن بال الدكتورة حنان الجملة الترحيبية لأهالي نجران والتي يشتهروا بها حيث قالت : نعم في نجران أرحبوا هي ديرة الأجواد الكرام ، ترى الطير في هذه المدينة يرفرف مغردا بفرح وانسجام يرسل أصواته العذبة عبر هدوئها إلى كل منزل ، يطرق أبوابها ليعلن صباح نجراني جديد كل يوم ، بعبق القهوة العربية الأصيلة وطعم الفتة والرقش والمرقوفة يقف هذا القلم ويقول الحديث عن نجران ذو شجون وشجون ، لكنني سأكتفي بوصفها ببيتي أحد الشعراء :
[poem=”font=”Simplified Arabic,4,#000000,bold,normal” bkcolor=”#FFFFFF” bkimage=”” border=”none,4,#400000″ shadow=”1″ type=0 line=0 align=center use=ex num=”0,#400000″”]
في وصف حُسنك كم جادت عباراتي. = وكم توسطت أشعاري ولوحاتي.
حٰبّي لأرضكِ يجري في دمي شغفا = حتى لقد ذاب في نبضي ودفاتيْ[/poem].
همسة من همسات الدكتورة حنان بخاري : بعضهم يرسم لك دنيا جديدة جميلة ونادرة في حياتك يصعب نسيانها .