تشهد الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الأولى لبطولة كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل ، قمة في الإثارة بمباراتين ستجمعان البرازيل مع الكاميرون ، والمكسيك مع كرواتيا ، حيث يتصارع المنتخبان اللاتينيان والآخر الأوروبي على بطاقتي التأهل لدور الستة عشر ، بعد خروج الأسود الكاميرونية من المشهد بشكل مهين.
ويتصدر المنتخب الكناري المجموعة برصيد أربع نقاط وبفارق هدف عن المكسيك المتساوية معه في النقاط ، وخلفهما المنتخب الكرواتي بثلاث نقاط ، ثم الكاميرون في المركز الرابع والأخير بدون رصيد.
ويعد المنتخب البرازيلي هو الأقرب لاحتلال صدارة المجموعة نظرا لسهولة المنافس مقارنة بالموقعة الأخرى بين المنتخبين المكسيكي والكرواتي.
وبعد فوزه في المباراة الافتتاحية بصعوبة على كرواتيا بثلاثة أهداف لواحد ، سقط العملاق البرازيلي في فخ التعادل السلبي أمام المكسيك التي كانت قد تغلبت على الكاميرون بنفس الجولة الأولى بهدف نظيف ، ليتعادل الفريقان في النقاط ، بعد مباراة كبيرة شهدت تألق الحارس المكسيكي جييرمو أوتشوا.
ولا يوجد بديل لمنتخب المدرب المخضرم لويز فيليبي سكولاري سوى الفوز اليوم على المنتخب الأفريقي الذي انتهت حظوظه بشكل مؤسف في البطولة ، لأن التعادل قد يعني خروجه المبكر والصادم لجماهيره من البطولة.
وينتظر العالم مشاهدة السيليساو في هذا الموقف الصعب بملعب ماني جارينشا ببرازيليا خلال مباراته المونديالية رقم مائة أمام الكاميرون ، التي ستحاول هي الأخرى انهاء البطولة بشكل مشرف خاصة وانها لا تبكي على شيء.
وقد أكد الاتحاد البرازيلي للعبة ثقته في سكولاري بعد التعادل المخيب ، رغم توجيه وسائل الإعلام أسهم انتقاداتها إليه وبالأخص لاعتماده على لاعبين مثل فريد في الهجوم وعلى باولينيو في خط الوسط ، وعدم تقديم الفريق لأداء مقنع خلال مباراتيه السابقتين.
وينتظر أن يدفع سكولاري بالتشكيلة التي فاز بها على كرواتيا ، بمن فيهم هالك الذي غاب عن مباراة المكسيك لمعاناته من مشكلات عضلية ، حيث اعتمد خلال مران السبت على الأساليب الهجومية والتدرب على ركلات الجزاء لعدد من اللاعبين خاصة النجم نيمار.
وكان الحارس جوليو سيزار هو اللاعب الوحيد الذي غاب عن هذه التدريبات ، حيث فضل التوجه إلى صالة الألعاب الرياضية ، بينما أكد الاتحاد البرازيلي لكرة القدم أن سيزار لا يعاني أي إصابات.
بدورها تأمل الكاميرون في محو الصورة السيئة التي ظهرت بها خلال مباراتيها السابقتين بعد عدم تسجيلها لأي هدف ووقوع شجار بين اثنين من لاعبيها خلال مباراة كرواتيا.
وبعد الهزيمة صفر-1 أمام المكسيك تلقت الكاميرون هزيمة ثقيلة صفر-4 أمام كرواتيا وخرج الكسندر سونج لاعب برشلونة مطرودا في الشوط الأول بعد اعتدائه بالمرفق على لاعب منافس ، ليغيب عن لقاء البرازيل ، كما حاول بنوا اوسو ايكوتو نطح زميله بنيامين موكاندجو قرب نهاية المباراة.
ووصف المدرب الألماني فولكر فينكه تصرف ايكوتو وموكاندجو بأنه مشين وفتح الاتحاد الكاميروني لكرة القدم تحقيقا في الواقعة.
وظهرت المشكلات الكاميرونية قبل انطلاق المونديال عندما قرر اللاعبون عدم الصعود على متن الطائرة المتوجهة للبرازيل احتجاجا على عدم الحصول على مستحقاتهم المالية ، قبل أن تنتهي الأزمة وتسافر البعثة لخوض المونديال.
ولا ينتظر أن تحقق الكاميرون نتيجة إيجابية أمام البرازيل ، خاصة في ظل تهلهل الفريق واحتمال غياب نجمه صامويل ايتو لاعب تشيلسي السابق عن المباراة، بعد جلوسه على مقاعد البدلاء أمام كرواتيا لإصابة في الركبة.
فيما تخوض المكسيك وكرواتيا مباراة مثيرة بملعب آرينا بيرنامبوكو في ريسيفي ، حيث يكفي التعادل منتخب التري للتأهل إلى دور الستة عشر ، لكنه يأمل في تحقيق الفوز لتصدر المجموعة على حساب البرازيل.
وحذر مدرب المكسيك ، ميجل هيريرا ، من أن اللعب على التعادل اليوم قد يؤدي للخسارة في النهاية، محذرا من قوة جناحي كرواتيا وضرورة الاهتمام بالجانب الدفاعي لفريقه ، وذلك بعد الفوز بهدف نظيف وحيد على الكاميرون في مباراته الأولى ثم خطف نقطة تعادل ثمينة من براثن البرازيل في المباراة الثانية ، وهي النقطة التي وصفها المدرب بأنها هامة للغاية وقد تكون سببا لحسم تأهله لدور الستة عشر.
أما كرواتيا فلا بديل لها سوى الفوز اليوم ودك حصون الحارس أوتشوا الذي تألق بشكل لافت للنظر أمام البرازيل وتصدى لأكثر من فرصة خطيرة لنجومها، وذلك بعد سقوطها في المباراة الأولى أمام السيليساو 1-3 ثم فوزها الكبير على الكاميرون 4-0 في الثانية.
وتعقد كرواتيا آمالا كبيرة على نجم بايرن ميونخ ، ماريو ماندزوكيتش لهز شباك أوتشوا ، رغم اعتراف المهاجم بعدم شعوره بأية ضغوط قبيل المباراة ، مشيرا إلى انه لم يفكر في التسجيل أمام الكاميرون لكنه فعل ذلك في النهاية وسجل هدفين.
وأعرب اللاعب الذي خاض أمام الكاميرون مباراته الأولى بالمونديال ، عن أمله في تكرار نفس الأمر أمام المكسيك.
بدوره أعرب مدرب كرواتيا، نيكو كوفاتش، عن ضرورة توخي فريقه الحذر من مهاجمي المكسيك ، وخاصة جيوفاني دوس سانتوس وأوريبي بيرالتا وخابيير هرنانديز “تيشتشاريتو”.
وصرح المدرب “من الواضح انهم يمتلكون هجوما قويا للغاية ، المكسيك منتخب رائع ويمتلك القوة والسرعة. نجحوا في مقاومة وتهديد مرمى البرازيل”.
وينتظر أن يدفع كوفاتش بكل من ماندزوكيتش والمهاجم المخضرم ايفيكا اوليتش لاعب فولفسبورج اليوم في المباراة ضمن التشكيل الأساسي.
وحال حدوث المعجزة وسقوط البرازيل في فخ الهزيمة اليوم وتعادل المكسيك مع كرواتيا فسيتأهل المنتخبان الأخيران لدور الثمانية نظرا لأن فارق الأهداف يصب في صالح منتخب كوفاتش.