واصلت الحكومة السعودية خلل السنوات الماضية الاستثمار بصورة كبيرة في تكنولوجيا المعلومات لتوفير خدمات حكومية ذكية بصورة أكثر فعالية إلى جانب تحقيق التنويع الإقتصادي لدفع عجلة التنمية الاجتماعية وتطوير الكوادر البشرية عبر المملكة. وتماشياً مع التزامها تجاه الحكومة والمجتمع السعودي، نظمت إي إم سي أعمال الدورة الثانية من ورشة عمل ضخمة باللغة العربية موجهة للقطاع الحكومي، تهدف إلى عرض أحدث التكنولوجيا ومناقشة كيفية اعادة تعريف مستقبل الحكومة والإدارة الوطنية.
وجاء تنظيم الحدث في ضوء توقعات المحللين التي تشير إلى نمو ثابت في حجم الاستثمارات في مجال تكنولوجيا المعلومات في السعودية مدفوعاً بالأهداف التحويلية للقطاع الحكومي. ووفقاً لتقرير مؤسسة “آي دي سي” بعنوان “توقعات الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أسواق السعودية 2013-2017″، فإنّ الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في السعودية سيرتفع إلى 10.7% بصورة سنوية في 2014 ليصل إلى 11.50 مليار دولار أمريكي، مع تصدر القطاع الحكومي القطاعات الأخرى من حيث الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.9% حتى العام 2017.
وأقيمت الورشة في فندق فورسيزونز، حيث شهدت مشاركة ما يزيد عن 100 مختص في مجال تكنولوجيا المعلومات يمثلون أبرز المؤسسات الحكومية في السعودية وذلك لمشاركة المعلومات حول تطوير البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات القائمة حالياً بغية الاستفادة بصورة فعالة من التحول إلى المنصة الثالثة والمدفوعة باتجاهات تقنيات الحوسبة السحابية والتطبيقات المحمولة والبيانات الكبيرة والتواصل الإجتماعي.
ووفرت الورشة، والتي صممت لتكون أول منصة تقنية عربية بالكامل، فرصة مهمة للمشاركين للإطلاع والمشاركة المتفاعلة على أخر التطورات التكنولوجية وما يمكن أن توفره للقطاع الحكومي فضلاً عن التطبيقات السهلة والمعقدة أحياناً لتكنولوجيا المعلومات لتلبية الاحتياجات الفريدة لهذا القطاع. وتناولت الورشة ثلاثة مواضيع مختلفة اختيرت بناءً على تعليقات متخصصي تكنولوجيا المعلومات العاملين في القطاع الحكومي حول التكنولوجيا المحورية في نظرهم لتحقيق تحويل في مجال تكنولوجيا المعلومات وتحقيق الأهداف التجارية.
وركز الموضوع الأول على استعراض القدرات الجديدة لحماية البيانات كخدمة من أجل دعم احتياجات البنى التحتية المتطورة لتكنولوجيا المعلومات ومراكز البيانات الافتراضية للتأكد من أنّ الشبكات والمعلومات الحساسة هي آمنة ومتاحة في أي وقت ومن أي مكان. وسلط الموضوع الثاني الضوء على مراكز البيانات المعرفة بالبرمجيات وقدرات التطوير التي تتيحها هذه التكنولوجيا لتمكين القطاع الحكومي من مواكبة النمو في البيانات والتطبيقات والمستخدمين في المستقبل. وتطرق الموضوع الثالث من الورشة الى كيفية قيام فرق تكنولوجيا المعلومات بفعالية من تحسين أمثلية بيئاتهم المكتبية الافتراضية بواسطة تكنولوجيا فلاش للاستفادة من الأتمتة السريعة وتسخير الموارد لتسريع أعباء العمل وتسليم الخدمات الحكومية.
كما شهد الحدث هذا العام تكريم طلبة متميزين من أبرز الجامعات السعودية في الجسلة الختامية، حيث تم دعوة 4 طلبة من أبرز مؤسسات التعليم العالي في المملكة للمشاركة في الورشة وإبداء رأيهم بكافة المواضيع المطروحة والاستفادة من فرصة لقاء أبرز القادة في المجال التكنولوجي وعلى مستوى القطاع الحكومي.
وشهدت الورشة دعم كل من “سيسكو”، و”شور آي تي”، و”ثري تي”، و”جاماز”، و”ريدجنتون فاليو”، و”ماتكو”، حيث ساهموا جميعاً في تعزيز الجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز عملية توفير الخدمات ومعالجة أعباء العمل في أبرز الأقسام الإدارية الرئيسية والهيئات الحكومية في السعودية.