رصدت عدسة[COLOR=#FF0045] ” أضواء الوطن” [/COLOR]مظاهر سوق النساء بمنطقة نجران , وما يحتويه من أواني ومقتنيات أثرية أهمها (المداهن) وهي أواني طبخ حجرية تنحت من أشكال وأنواع عدة من الصخور،يتراوح سعرها بين 50 إلى 1000 ريال في الأسواق النجرانية ،ويتفنن صناعها بعد اختيار الحجر الذين يرونه مناسباً في نحته ونقشه على شكل آنية مختلفة الأحجام والأغراض، قوامها صخور كالجرانيت والبازلت والرخام والمرمر والأحجار الجيرية والصابونية.
ولكل نوع من الصخور طريقته الخاصة في النحت، ووسيلته المميزة التي يستخدم لها، فالجرانيت على سبيل المثال يستخدم للطواحين كالرحى والمطحنة وغيرها مما يحتاج قوة وصلابة أثناء الاستخدام، إلا أنها غالباً بمراحل الصنع نفسها، التي تبدأ باختيار الخام، قطع النواة، التشذيب الأولي، صقل الإناء، وهي أهم المراحل، إذ يبرز فيها فن النحات وخبرته وذوقه الرفيع في صناعة الأواني، قبل أن تأتي مرحلة الزخرفة التي لا يعتبرها النحاتون ضرورة إلا لابراز الجمال واستعراض المهارة، أو وضع علامة تدل على المحل أو الصانع، ومن ثم تبدأ مرحلة الطلاء، فلا تكتمل صناعة الإناء بعد أن يطلى بالسمن أو الزيت من الداخل والخارج، واحياناً يغلي اللبن مع السمن، وقد تُترك قطع من الشحم داخل الإناء ويوضع على النار حتى تذوب تلك القطع فيدهن بها من الخارج لاكسابه لمعة خاصة.
وبلقائنا مع أحد أهالي منطقة نجران أكد لنا أن تلك الأواني جميلة وتحمل في طياتها رائحة البساطة وعبق الماضي، إلا أنه يشكو من غلائها مثل كل شيء آخر، ويقول: “اسعارها تجاوزت مئات الريالات، إلا أننا نحرص مع ذلك على اقتنائها، فهي تُشعرنا برائحة رمضان القديمة التي عاشها أجدادنا”.
لقد سمعنا الكثير والكثير عن الأواني الألمنيوم وآثارها السلبية على الصحة، وأنها قد تتحلل وتتفاعل مع الأغذية عند الطهي، وذلك مع ارتفاع درجات الحرارة، كما حذرت العديد من الدراسات من استخدام الأواني الحديثة المصنوعة من التيفال وغيره، مما أدى بالعديد من السيدات إلى استخدام أواني الاستانلس ستيل أو الأواني الفخارية والحجرية”.
وقالت إحدى النساء كبيرات السن ممن يبعن هذه المقتنيات في سوق النساء إن العودة للأواني الحجرية المنحوتة من الأحجار، واستخدامها في تجهيز الوجبة الرئيسة في الإفطار في شهر رمضان المبارك ، تستهوي العديد من السيدات، وخاصة في إعداد الوجبات المصنوعة من القمح واللحم، وتسمى الرقش والعريك.
وأضافت أن أبرز هذه القطع التي يتم الطهي فيها هي المداهن والبرام، حيث يطبخ العيش والسمن والحريك والحميسة “قطع اللحم في المداهن التي تختلف أشكالها وأنواعها وأحجامها”، كما يطبخ في البرام وخاصة اللبن، كما يتم الطهي في “الجفان “حيث يتم وضع الخبز وعركه فيها .
حيث بدأ العديد من السيدات العودة للطهي بالأواني الحجرية والفخارية خلال شهر رمضان المبارك، لما تتركه هذه الأواني من نكهة خاصة في الأطعمة، باعتبارها طريقة قديمة وتراثية لطهي الطعام، وباعتبار رمضان موسما لتقديم الوجبات المتنوعة والمختلفة.
وأضافت أن أبرز هذه القطع التي يتم الطهي فيها هي المداهن والبرام، حيث يطبخ العيش والسمن والحريك والحميسة “قطع اللحم في المداهن التي تختلف أشكالها وأنواعها وأحجامها”، كما يطبخ في البرام وخاصة اللبن، كما يتم الطهي في “الجفان “حيث يتم وضع الخبز وعركه فيها .
من الرائع أن تُتطوع البيئة لخدمة الإنسان وقضاء شؤونه ، وهذا بالفعل ما يحدث في منطقة نجران حيث طُوعت الصخور الصلدة ونحتت لتكون صالحة للاستخدام البشري عن طريق تحويلها إلى قدور وأواني للأطعمة ولحفظها لساعات بعد نضوجها نظرا لخاصية الاحتفاظ بالحرارة.
وفي السوق الشعبي النجراني تنتشر محلات مختصة ببيع الأواني الصخرية أو ما تعرف محليا ب” المداهن ” وهي قدور مختلفة المقاسات مستخلصة من مادة صابونية تنتشر في سلسة جبال ممتدة من ظهران الجنوب في عسير إلى منطقة نجران ، لها أنواع عديدة منها البرمة الحجرية والحرض والمقالي والمصلة ، والأخيرة أشبه ما تكون بالمسلة الحجرية الملساء كالمقلاة ويصنع عليها الخبز والقرصان.
وللمداهن مقاسات متعددة منها المدهن الصغير ومخصص لتقديم العسل والسمن والمرق ، والمدهن الوسط وهو للحوم والرقش والمدهن الكبير وهو مخصص للولائم الكبيرة ، إضافة إلى الحرضة وهي لوضع السمن والعسل والبرمة للطبخ والنحت لصنع المغش “وطهي اللحم كما يستخدم القدح للشرب ولوضع المرق واللبن.
ويصل سعر المدهن الواحد لأكثر من ألفي ريال ، بينما يبدأ سعر الصغير منه 50 ريال. وللأواني الحجرية أنواع غير الصابوني منها ما هو مصنوع من المرمر والحجر الجيري. ويحرص زوار المنطقة لابتياع الأواني الحجرية بقصد أن تكون قطعا تذكارية وتتراوح أسعارها تبعا لأحجامها ، إلا أن التنور يصل سعره في المواسم إلى 300 ريال إضافة إلى أسعار مختلفة من 60 إلى 80 ريال للحرضة، والتي يقدم فيها اللحم والمرق والعريكة على السحور أو الفطور.
ويغطى المدهن بقطعة خوصية محبوكة على مقاس فتحة المدهن وذلك ليحفظ درجة حرارة الطعام حتى مدة أربع ساعات.
تعطي المداهن نكهة جميلة للأكل وهي من العادات والتقاليد النجرانية التي ما تزال تتوارث حتى اليوم ، كما أن جهاز العروس لابد أن يحتوي على أنواع وأصناف من المداهن والقدور الحجرية.
وعن آلية تحويل الصخور إلى قدور: المداهن تصنع من صخور معينة في منطقة معروفة بشمال نجران وللوصول إلى مادة المدهن الصابوني يجب أن يحفر في الجبال لعدة أمتار وصولا إلى الصخور الزرقاء القابلة للنحت ، وتستخرج يدويا قديما ، واليوم عن طريق الآلات الحديثة و يتم استخراج الصخور قطعا كبيرة ، ثم ترسل للنحاتين لتحويلها إلى قدور كبيرة وصغيرة وذات قاع منخفض أو عميق بحسب الطلب يدويا بدون آلات, وينقش عليها أشكالا جمالية مثل الخطوط المتقاطعة وكتابة جملة ” أهلا وسهلا ” وغيرها من الزخارف.
المداهن صعبة الكسر ، وهي أصلب من الفخار الطيني وأصبر للحرارة وكثرة الاستخدام ، وفي حالة كسر ألمدهن فإن للحرفي طريقة بارعة في رئب الصدع عن طريق ” التلجيم ” .
وتنشط في نجران أسواق موسمية ودائمة لبيع الأواني الحجرية، وهي تلقى رواجا كبيرا من أهالي المنطقة ومن السائحين الأجانب الذين يجدون في تلك الأواني إحدى أهم المقتنيات والهدايا التي يحرصون على شرائها من الأسواق النجرانية والأسواق الشعبية .
جاءت هذه الزيارة لسوق النساء أثناء زيارتنا الاعلامية السياحية التي قمنا بها لمنطقة نجران وذلك بدعوة كريمة من وكيل إمارة منطقة نجران عبدالله ابن دليم القحطاني حيث كنا بضيافة الإمارة لمدة عشرة أيام تم من خلالها زيارتنا لعددٍ من المواقع السياحية والتراثية والأثرية بالمنطقة وذلك لعمل تقارير إعلامية تعكس ما تشهده منطقة نجران ومحافظاتها من نهضة تنموية في كافة المجالات وإظهار ما تميزت به المنطقة من تطور وجماليات أثرية وسياحية ونهضة عمرانية توحي بنقلة نوعية غير مسبوقة وخاصة في المجال السياحي.
- “السياحة المصرية” تحذر: الحج بدون “تأشيرة مخصصة” يمنع استرداد الحقوق
- مفاضلة وتقديم ومقابلة.. “التعليم” تجيب على الأسئلة الشائعة عن برنامج “فرص” الجديد
- وداعاً للأرق.. حيلة غريبة تعيدك للنوم بعمق
- “الأرصاد” في تحديث جديد: انخفاض تدريجي في درجات الحرارة الصغرى
- الأردن : مقتل مسلح وإصابة 3 رجال أمن
- “السجل العقاري” يبدأ تسجيل 227,778 قطعة عقارية بمدينة الدمام والخبر والقطيف
- إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي “سكني” لشهر نوفمبر
- بلدية محافظة الشماسية تُطلق حملة “نزرعها لمستقبلنا”
- “الضمان الصحي”: لكل مستفيد تأمين صحي واحد فقط من جهة عمله
- عبر “أبشر” في 4 خطوات.. “المرور” تطرح مزاد اللوحات المميزة اليوم
- ترويج مواد مخدرة وارتكاب حوادث سطو.. 9 جناة في قبضة “رجال الأمن”
- الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق
- “هيئة الإحصاء”: ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 22.8% في سبتمبر من 2024
- “حساب المواطن”: يكشف عن الفئات المستفيدة من دعم البرنامج
- “التعليم” تعلن برنامج “فرص” لسد الاحتياج والنقل لشاغلي الوظائف التعليمية
تحقيقات صحفية > منازل نجران متاحف تتناثر فيها أواني الطبخ الحجرية ” المداهن” تبرز عبق الماضي
28/05/2014
منازل نجران متاحف تتناثر فيها أواني الطبخ الحجرية ” المداهن” تبرز عبق الماضي
نجران : تقرير- بسام العريان وشادية الزغيّر
نجران : تقرير- بسام العريان وشادية الزغيّر
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/174521/