كل عام وأنتم بخير بحلول عيد الفطر المبارك ، وأجمل حديث بالعيد سيكون عن أعز إنسان .
" ماما " الكلمة الوحيدة والفريدة التي ينطق بها ويستخدمها كل سكان المعمورة . فهي مرتبطة ومتعلقة بالإنسان و لا تحتاج إلى ترجمة ، فعندما تصرخ بقوة " ماما " داخل أي سوق مكتظ بالعالم ، سيعرفون في الحال إنك تنادي أمك.
ماما بإطالة تطبيق الشفتين قليلاً على بعضهما أثناء النطق ، ومصحوبة بزفير خفيف إلى أعلى من داخل جوف القلب ، ينتج عنها تنفيس للضغط الداخلي ، وموسيقى جسدية تتبعها دغدغة في أعلى لاهة الفم يهتز قليلاً معها الرأس ، ونغنغة بالأنف ،ُترسل بواسطة الأعصاب إلى الدماغ فتُترجم ، فتنتج عن العملية إشارات تخبر و تعلن جميع أجهزة الجسم بوجود الراحة والطمأنينة والأمان فتهدأ نفس الإنسان .
الأم عند العرب تعني الفؤاد ، وعند الأسيويون الدفء ، وعند البابليون السعادة ، وعند الفراعنة الدم ، وعند الأفارقة النوم ، وعند الصينيون الحنان ، وعند الهنود الحمر الأرض ، وعند شوقي مدرسة الإنسانية.
لماذا تحمل الأم طفلها على يدها اليسرى ؟ يبكي الطفل الصغير فتسرع إليه الأم وتحمله وما أن تضمه إلى صدرها حتى يسكت عن ، يقول العلماء: لأن صوت قلب الأم هو أول صوت سمعه الطفل قبل أن يولد ، فطوال فترة الحمل والطفل داخل الرحم يكون دائماً بالقرب من نبضات قلب الأم ، فالسائل " الأمنيوسي " الذي يحيط به وهو داخل الرحم يحمل إليه بانتظام هذه الدقات ، هنا يجب أن نقف قليلاً أمام هذه الظروف التي يعيش قيها الجنين وهو يسمع بانتظام دقات قلب الأم ، وعلى هذا فإن ارتباط سماع الصوت القادم من قلب الأم مع الإحساس بالراحة يجعل الطفل في اشتياق دائم لسماع هذا الصوت الذي يذكره بفترة راحة ممتعة قضاها في بطن أمه . لذا عندما تحمل الأم طفلها وتقربه من قلبها فإنها تذكره بالماضي الجميل ، وتعطيه الإحساس بالراحة والدفء والاطمئنان .
ما أجمله وأروعه من أحساس وأنت مع الماما أيام العيد ، والأكل معها من طبق واحد ، وإذا أردت مشاهدة أجمل مشهد في حياتك ، أنظر لعينيها وهي تأكل ، ستفرح وستبكي معاً ! وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا .
[COLOR=#ff0300]فوزي صادق[/COLOR]
/ إعلامي وروائي @fawzisadeq