كان الآباء في الماضي البعيد يجتهدون حسب معرفتهم لزرع الشجاعة في الأبناء أثناء المشاجرات والمشاحنات بين الشباب من خلال بعض الكلمات التي لها وقع في نفوسهم مثل قول الوالد لولده ( والله مانت ولدي ) ( والموت ولا المذلة ) ( والرجل مايخلي حقه ) ومن هالقبيل. لكي لايتربى الابن على الجبن والذلة وهم معذورون في ذلك الوقت لأنهم كانوا يعيشون شريعة الغاب، القوي فيها يأكل الضعيف. وإذا لم تكن قوياً مهيوب الجانب تحمي نفسك بنفسك أفترسك أقرب الناس إليك...
ولكنهم زرعوا فينا بعض المثل والقيم التي نحتاج إلى تدريسها في كثير من مدارس اليوم. ومنها قولهم أثناء الحديث في المجالس، السلاح لأيستعمل بين الرجال إلا في الحروب، وسردهم لكثير من القصص والحوادث التي تقع بين الرجال وكيف كان كل منهم يقف ويرمي سلاحه بعيداً لكي لأيصيبون بها بعضهم أثناء العراك وفورة الدم فيحدث مالا تحمد عقباه.!!
إلا أننا نخشى من تربية بعض ألآباء في جيلنا هذا على نفس تلك التربية مع اختلاف الظروف والتوجهات، مما يجعل الابن يفصل أن يقتل ولا يقابل أباه مضروباً في مشاجرة عادية فيرتكب من الجرم مايدفع به حياته وحياة خصمه هروباً من الواقع معتقداً بأن هذه هي الشجاعة، لذلك تجد كل من ضُرِبَ في مشاجرة مع أحد أصحابه لجاء إلى مطبخ أمه واستل سكيناً وخبأها في جيبه أو خلف ظهره، ليقضي على خصمه الذي كان صديقة بالأمس في لحضة، بطعنة في القلب وأعتقد أن هذا النوع من القتل هو العمد بعينه، هذا إذا لم يكن هناك محرضين وراءه، فلو كانت تلك السكاكين موجودة مع أولائك أثناء المشاجرة وحصل الطعن وقتها لاقلنا ممكن فورة دم، ولكن بعد المشاجرة وبوقت طويل يأتى بسكين ويغرسها في الصدر مباشرة فهذا هو القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وقمة الاستهتار بالرجال والمثل والقيم والدم الذي وزنت حرمته الكون بأكمله، والتعدي على الدولة وأنظمتها.!!
-فيا ترى من المسؤول عن هذا العبث وهذا الاستهتار بالأرواح والدما وعدم المبالاة بالأنفس؟ التي حرم الله إلا بالحق -ومن المسئول عن ما تعانيه تلك الأسر التي تفجع من غير ذنب؟ جراء تصرف شاب طائش يلجأ للغدر في سبيل أن لايوصف بالجبن، ولعدم إدراكه بأن الغدر هو رأس الجبن -فمن المتسبب في انتشار هذا التصرف غير المسئول؟ -ومن المتسبب في انتشار هذه الظاهرة التربوية المؤلمة وهذا السلوك المنحرف ؟ -فمتى كان الغدر بالصاحب شجاعة ؟ بالتأكيد أن المسئولية العضمى تقع على عاتق الأب أولاً، ثم الأهل والمجتمع ثانياً، يكفى عبث بالأرواح، فعلى المسئول أن يعي مسئوليته، فإلى متى هذا التسيب والضياع؟ أيها الآباء ان عليكم مسئولية عظيمة لو كُنْتُمْ تعلمون، وسوف تحاسبون عنها لا محالة، أيها الآباء حافظوا على أبنائكم فلا تتركوهم للشارع والظروف والذئاب البشرية فينحرفوا ويصبحوا وبالاً وعالةً عليكم وعلى المجتمع - فلا يمكن أن يعتقد الشاب بأن الغدر والتهور من ضروب الرجولة والشجاعة لو كان لكم حضور وتأثير فاعلين، فأين أنتم وأين أدواركم، وقد حان الوقت لتحديد المسئوليات وتحمل النتائج وما يترتب عليها من عواقب.!!
-وبغض النظر عن الأسباب المؤدية لذلك فبعد انتشار هذا النوع من القتل وتكراره والاستمرار فيه من قبل البعض وبنفس الأسلوب والطريقة، فأعتقد أن هذا يحتاج لوقفة صادقة من الجميع ولابد أن توضع حلول جذرية لمثل هذه التجاوزات الخطيرة وتغيير هذه الثقافة ودراستها من جذورها ومحاسبة من يحاول أن يحيي النعرات الجاهلية ولو بشكل غير مباشر، وبالتأكيد أن أفضل الحلول هو شرع الله سبحانه وتعالى وإقامة حدوده، فهي لم تشرع عبثا وفيها العلاج الأمثل لمثل هذه التجاوزات القاتلة لحياة كثير من الأسر الآمنة، فهي خير دواء لهذا الداء العضال.
فلو جعلنا شرع السماء يأخذ مجراه في الأرض، لحل كثير من المشاكل، فلاشك أن تطبيقه كفيل بالقضاء على جميع المعضلات التي تواجه البشر.!!
[COLOR=#ff0300] عمار القليبي السويدي[/COLOR]
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
14/07/2015 في 2:00 ص[3] رابط التعليق
تسلم مقالة راىعه
(0)
(0)