نحمد الله أننا لم نجد أحداً إعتقد أن المقصود هو التفاخر بالنفس بعد نشرنا عنوان هذه المقالة على صفحتنا قبل أيام، فكل من قرأ العنوان فهم المغزى والمقصود تماماً، ربما لأن القضية ساخنة جداً هذه الأيام ويتداولها الصغير والكبير على حد سواء، ونستذكر هنا عندما تم ترشيح إسمنا من قبل الجامعة التي كنا ندرس بها في العام 2004م لإجراء مقابلة صحفية مع شبكة سي إن إن الأمريكية مع مجموعة من شباب الوطن، لأخذ رأينا حول إطلاق القناة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط حينها “قناة الحرة”، والتي خصصت الحكومة الأمريكية لها مئات ملايين الدولارات لنشر الحرية والديمقراطية في دول الشرق الأوسط !
وبالنسبة لنا لم نتردد عند سؤالنا خلال اللقاء بالقول بأننا لسنا بحاجة للولايات المتحدة لتعلمنا الديمقراطية والحرية، فالأجدر بها أن تحرص على تطبيقها مع شعبها وصرف هذه الملايين على شعبها بدل إرسالها لنا لنشر مبادئها بيننا، ولا تستغربوا إن قلنا لكم بأنه لشدة روعة هذه الديمقراطية والحرية لم يحتوي التقرير الذي تم بثه إلا على رأي واحد فقط لاحدى الشابات التي انطلقت مدحاً وتمجيداً في قناة الحرة وخطوات الحكومة الأمريكية المباركة !
هذه الحرية والديمقراطية الأمريكية التي نراها اليوم في زيارة سعادة السفيرة الأمريكية من منطلق الصدفة “الغير مفهومة” لحفل إجتمع فيه من كانوا يغمسون رأسهم في التراب خجلاً وإحتقارا لأنفسهم وتصرفاتهم قبل سنوات، لتقول لهم لا خجل بعد اليوم بل عليكم أن تمشوا مرفوعي الرأس متباهين بما أنتم عليه من الخزي والعار، ولا تكترثوا لمجتمعكم المتعصب الذي لا يقبل الآخر، وبمناسبة قبول الآخر ربما نكون من أكثر المنادين بقبول الآخر وتقبله كما هو، ولكننا نتحدث عن الآخر الطبيعي وليس من يريد أن يعاند الطبيعة التي خلقه الله عليها، فتجد الحيوانات “التي بلا عقل” تأنف أن تخالف طبيعة خالقها وبعض البشر من “ذوي العقول” يجتهدون في ذلك للأسف، معاندة لقول الله عزوجل في الآية 13 من سورة الحجرات لكل البشر: {{ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}}.
وبرغم أنك تسمع الغرب نفسهم يرددون مقولتهم: ((God created Adam and Eve not Adam and Steve)).
ليأتي بعد ذلك من يصفنا بالتعصب إن لم نخالف الطبيعة التي خلق الله الكون عليها، ربما لأنه يريدنا أن ننافس الولايات المتحدة ونظيراتها لا في التقدم التقني أوالعلمي أو حتى الفني، بل بأعلى نسبة في العالم من إصابات مرض الإيدز بين الشواذ جنسياً.
قبل أيام سألتنا إحدى الزميلات الإعلاميات العربيات عن سر تسمية الشعب الأردني بالنشامى، فشرحنا لها أن ذلك رمزاً للنخوة والشهامة والرجولة التي إشتهر بها رجال الشعب الأردني، والعفة والشرف والكرامة التي إشتهرت بها نساء الأردن العزيزات، ومن العجائب اليوم أن نرى بين أفراد الشعب الأردني من الشباب الذكور أو الإناث من لا تستطيع التفريق إن كان شاباً أو فتاة من شدة تجرده من تلك المعاني التي يفترض أنه ينتمي إليها، فلطالما كان شعب الأردن رمزاً لتصدير الرجولة والشهامة والكرامة، لكن البعض على ما يبدو يريد له أن يستبدل ذلك اليوم بالشذوذ والدعارة والقذارة، بل والمجاهرة بها فبعد أن كان أمثال هؤلاء يدفنون رؤوسهم في الرمال خجلاً وخوفاً من أنفسهم، أصبحوا اليوم يحصلون على الدعم الأمريكي علانية لأجل شرعنة ذلك والمفاخرة به.
وإن كان أمثال هؤلاء جادين في مطالبهم وسعادة السفيرة الأمريكية جادة في دعمهم، فنحن نطالبها بأخذهم معها وترخيص حزب للشواذ لهم هناك في الولايات المتحدة الأمريكية، لنرى رد فعل الشعب الأمريكي على إنتشار الأمراض والأوبئة بينهم حينها، فهذه الأرض التي احتضنت الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضوان الله عليهم، وارتوت بدماء الشهداء واختلطت بمعاني الرجولة والشرف، ستبقى فيها باذن الله الأم الأردنية الشريفة العفيفة تصدر للعالم الرجال ومعهم الشرف والكرامة والعزة، وليس معدومي الهوية والشرف.
أما من أراد أن يفاخر بشذوذه فليذهب ليعيش بين أمثاله من الشواذ بعيداً عنا نحن “المتعصبين والمتخلفين”، أو أن يختار العيش بيننا فلربما يحصل يوماً على ترخيص لحزبه أو مجلته بضغط ودعم أمريكي وغربي، لكن عليه أن يبقي رأسه محفوراً في التراب حينها لأنه يجب أن لا يتوقع من تراب هذا الوطن الذي ارتوى بدماء الرجال الشرفاء والشهداء الأبطال إلا أن يستقبله بالأحضان بالبصق في منتصف وجهه من كل ذرة تراب طاهرة فيه.
بلادنا اليوم وكل يوم بحاجة للرجال الشرفاء والنساء العفيفات ممن يساندونها ويقفون بجانبها، ذلك بالحفاظ على لوحة تاريخ عزتها وكرامتها، وليس من يسعون جاهدين لمحو هذه اللوحة والإساءة لها ورسم نقيضها، فبدلاً من السعي لترخيص ما يرفضه ديننا وتقرف منه عاداتنا وتقاليدنا، لعلنا نمسك كتاب التاريخ لنقرأ سير الأبطال الذين عاشوا فوق هذه الأرض ذكوراً وإناثاً وخدموها بماء عيونهم وخلاصة قلوبهم باخلاص وصدق، لنرسم ونكتب بريشتنا في هذه اللوحة سطراً جديداً من العزة والكرامة والشهامة، ولو بكلمة واحدة صادقة نخدم بها بلادنا وأهلنا وأمتنا، لربما جعلت هؤلاء الأبطال يجيبون كتاب التاريخ عندما يسألهم عنا يوماً أن هؤلاء: مثلي وأفتخر …!
بقلم م.[COLOR=#ff000b] عبدالرحمن محمدوليد” بدران”[/COLOR]