أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور ناصر الحجيلان، أن المعرض يعد تظاهرة سنوية وحدثاً ثقافياً بارزاً في مشهدنا الثقافي المحلي، مشيدا بما حققه المعرض من نجاحات متواصلة خلال دوراته الماضية، مما يجعله يمثل أبرز معرض الكتاب العربية، نظرا لما تحقق له من رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله إلى جانب ما سخر له من إمكانات تتكامل فيها جهود العديد من الجهات إلى جانب وزارة الثقافة والإعلام، لتخرج هذه المناسبة الوطنية من مرحلة نجاح إلى نجاح آخر. وقال د. الحجيلان: حرصت الوزارة في هذه الدورة للمعرض إلى تقديم العديد من الأمور الجديدة على مستويات إجرائية وتنظيمية عدة، فقد تم تمديد فترة المعرض إلى الساعة الحادية عشرة مساء، بدلا من العاشرة مما جرت عليه عادة الدورات الماضية، نزولا عند رغبة جماهير الكتاب ومحبيه، ولتحقيق أكبر وقت من المتعة لزوار المعرض، كما تم استحداث “التسوق الإلكتروني” وذلك من خلال الموقع الإلكتروني للمعرض، وذلك بالتعاون مع البريد السعودي الذي يتولى شراء وشحن وإيصال الكتب إلى كل من أراد الشراء من مختلف مناطق المملكة، وذلك من خلال موقع المعرض المخصص لشراء الكتب.. إضافة إلى ما يقدمه موقع المعرض الرقمي من إتاحة الشراء بشكل مستمر وبنفس الأسعار حتى موعد المعرض في دورته القادمة، حيث ستكون خدمات الموقع متاحة لتقديم هذه الخدمة بشكل مستمر.
جائزة الكتاب» تصف طبيعة نتاجنا المعرفي لعام.. وتفعيل الاستعلام عبر الأجهزة الذكية
وأضاف المشرف العام على المعرض، بأن هذه التظاهرة الوطنية خصصت التكريم في هذه الدورة للسيدات من المبدعات في مجالات معرفية وإبداعية مختلفة، وذلك في يوم الافتتاح.. مشيرا إلى أن ضيف الشرف هذه السنة ستكون المغرب والذي سيقدم أربع فعاليات بين الرياض وجدة، بهدف الوصول والتعريف بالثقافة المغربية عبر مواقع مختلفة من هذه المناسبة، من خلال قاعة المؤتمرات وما سيقدم خلالها من فعاليات، ومن خلال قناة البث التلفزيوني الخاصة بالمعرض، وعبر “الإيوان الثقافي” بفندق مداريم، ومن خلال ما سيقدمه المغرب من فعاليات في محافظة جدة.. مشيرا إلى أن “الباركود” تم تأجيله إلى السنة القادمة، لإعطاء بعدا توعويا وتعريفيا به، وبأهمية للناشرين، نظرا لما يقدمه من خدمة للناشر، والقارئ، والمؤلف على حد سواء.
و قال د. الحجيلان: سيكون عدد منصات التوقيع لهذه الدورة خمس منصات، ثلاث منها للرجال، كما تم تزويد المعرض باجهزة حديثة للاستعلام، والي تم توزيعها في مواقع مختلفة من المعرض، والتي تم وضع تطبيقات رقمية لها تقوم بالبحث الدقيق جدا، خدمة للبحث السريع، إلى جانب تطبيق البحث الإلكتروني من خلال إتاحة البحث عبر الأجهزة الذكية، التي ستسهل على زوار المعرض البحث عما يزيد على 250000عنوان كتاب ورقي، وما يفوق هذا العدد من الكتب الإلكترونية.. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المشرف العام على المعرض د. الحجيلان بعد ظهر يوم أمس، وذلك بحضور الوكيل المساعد بوزارة الثقافة والإعلام للإعلام الداخلي الدكتور عبدالعزيز العقيل، مدير المعرض الدكتور صالح معيض الغامدي، ومساعديه ورؤساء اللجان العاملة، في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بمناسبة قرب افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام برعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي تنطلق فعالياته يوم الغد.
وأضاف الحجيلان بأن الوزارة حرصت في كل دورة على تكريم الكتاب والمؤلف السعودي من خلال “جائزة الوزارة للكتاب” التي تهدف إلى الارتقاء بصناعة الكتاب السعودي عبر هذا المحفل الوطني، والعرس العربي للكتاب، موضحا بأن دور النشر من المتوقع أن يصل عددها حتى اليوم ما بين 960- 970 دار نشر، نظرا لما قامت به الوزارة ضمن التعامل مع المساحة المحدودة، حيث تم استخدام الصالة رقم (5) المجاورة للقاعة الرئيسية للعرض، والتي استوعبت قرابة 105دار نشر، مما جعل دور النشر الأجنبية الأكثر دونما مقارنة بالدورات الماضية، عطفا على العدد المشارك لدور النشر في هذه الدورة.. منبها إلى ما يشاع من نقد “معلب” مكرور، لا يمت إلى واقع المناسبات ولا إلى مضامينها بصلة، لكونه ينطلق من أحكام مسبقة وانطباعات شخصية.
ومضى المشرف العام على المعرض حديثه، مؤكدا على ما يلقاه “جناح الطفل” في كل دورة من اهتمام، نظرا لما يهدف إليه المعرض من تجاه استهدافه كافة أفراد الأسرة، وذلك من خلال التعاون بين الوزارة وبين نادي القراء بجامعة الملك سعود، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، موضحا بأنه في سياق هذا التعاون فقد أقامت الوزارة تعاونا آخر مع مركز الملك عبدالعزيز وبإشراف من أرامكو السعودية لعمل استطلاع لمعرفة “اتجاهات القراء”
وعن الكتب الفائزة بجائزة الوزارة قال د. الحجيلان: قبل الحديث عن ماهية هذه الإصدارات فلا بد أن يكون منطلقنا نوعية القارئ التي تنعكس بدورها على حكمه على المقروء، وقد حرصت الوزارة من خلال تشكيل اللجنة المكلفة بتحكيم الكتب على أن تتم هذه العملية بطرق علمية دقيقة ومعيارية، تصف لنا طبيعة النتاج السعودي خلال عام، وذلك من خلال أربع مراحل، تتمثل في مرحلة الفرز حسب الشروط المعلن عنها، ومن ثم مرحلة فحص واختيار الكتب المجازة إلى الجائزة، وصولا إلى المرحلة الثالثة التي تحال فيها الكتب المرشحة إلى الفاحصين المتخصصين تخصصا دقيقا في المجالات المرشحة ضمنها، وصولا إلى المرحلة الأخيرة من التحكيم التي يتم عبرها فحص تقارير المحكمين في المرحلة السابقة لاختيار الكتب الفائزة بالجائزة.
النقد «المعلب» لا يضيف جديداً.. والبرنامج «الثقافي» يهدف إلى إثارة «عقلية» لا عاطفية مجانية
وختم د. الحجيلان حديثه عن البرنامج الثقافي، بأنه ينطلق من اختيار اللجنة التي تم اختيارها وفقا لتنوع متعدد بناء على الجنس، والاهتمام، والمجال، والمناطقية، والعمر، مما ينتج لجنة تتكامل فيها تعديدة الاهتمامات الثقافية والفكرية والإبداعية، مؤكدا على أن البرنامج بوجه عام جاء يجمع بين الجدة والأصالة، وبين اهتمامات تشغل أفكار العديد من الشرائح الاجتماعية، موضحا بأن الإثارة العقلية من خلال البرنامج الثقافي مطلب هام، ومسار صعب، لما يتطلبه من عمليات معرفية من المتلقي، مقارنة بمجرد عرض أسماء أو موضوعات لمجرد الإثارة، التي سرعان ما تفتعل، والتي لا تمثل سوى تقديم مجاني، في مناسبة تحتفي بالمعرفة ووعائها الكتاب.. مؤكدا على أهمية التواصل لأصحاب المقترحات أو الشكاوى عبر جوال المعرض (0503931976) أو عبر البريد الإلكتروني: [email]aotesfair@gmail.com[/email]
كما شهد المؤتمر مداخلة لمدير المعرض د. الغامدي، الذي أكد على ما سعت إليه إدارة المعرض في هذه الدورة على كافة مستويات تنظيم المناسبة، لتحقيق مزيد من الارتقاء، والتطوير، والجدة خلال هذه الدورة، عطفا على ما حققه المعرض من نجاحات سابقة، جعلته أبرز المعارض العربية للكتاب للناشر، والقارئ في آن واحد.. مشيرا إلى ما حرصت عليه إدارة المعرض من إتاحة أكبر فرصة ممكنة لمشاركة الدور المحلية، إلى جانب اتاحة الفرصة للجهات الخيرية متنوعة إسهاما من المعرض في ترويج أهدافها، وإيصال رسالتها الاجتماعية عبر هذه التظاهرة الثقافية.
من جانب آخر وصف د. صالح العقيل، بأن المنع لم يعد هاجسا لوزارة الثقافة والإعلام، نظرا لما أصبح لدى الكاتب والناشر من رقابة ذاتية أسهمت بدورها على رقابة المطبوعات لدى الوزارة، مؤكدا من جانب آخر بأن الفسح هو الأصل، الذي تنظر من خلاله وزارة الثقافة والإعلام إلى المطبوعات، وأن المنع لديها محصور في حالة طارئة، تمس ثابت ديني أو جانبا وطنيا أو اجتماعيا لا هدف له إلا الإثارة ، موضحا بأن معرض االرياض في هذه الدورة يترجم واقع تعامل الوزارة ورؤيتها تجاه تعزيز حضور الكتاب وإشاعة روح المعرفة.