تقبرني ابن عمي بالشام ويفضح عرضك بالأردن و يخرب بيتك في مصر ولأبوك نار في اليمن .. وكأنه دعاء تحقق في ساعة اجابة .. والله اعلم !! (لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم)
اعتاد بعض الناس كلما غضبوا أن يقوموا بالدعاء على أنفسهم أو على أولادهم ففي سوريا يقولوا " تقبرني ابن عمي" ولازالوا يدعون به حتى استجاب الله لهم في ساعة اجابة .. والله اعلم !!
فرأينا المعاناة اليومية التي تعيشها في السنوات الأخيرة شقيقاتنا السوريات حيث قتل ما يزيد عن عشرات الآلاف من النساء في سورية، جراء الصراع الدائر فيها منذ سنوات، وهي نسبة مرتفعة جداً لم نكن نتوقعها يوما .
أما في الأردن اعتاد الناس على كلمة " يفضح عرضك" حتى أطلق على احد الشوارع اسم "شارع طلعني" وذلك كونه مقرا يصطحب فيه المجاهرون باقتراف الرذائل عشيقاتهم وخليلاتهم .
لقد سجلت الأردن نسبة كبيرة من واقعات مجتمعية كارثية وممارسات لاأخلاقية تخدش الحياء العام في شوارع العاصمة الأردنية عمان وتسيء لسمعة المملكة بشكل عام وأصبحت كارثة مجتمعية خطيرة ومعيبة ومحرمة انتشرت في ارجاء عديدة من شوارع عمان اخيرا، فيها مقتل للأخلاق والقيم والانحدار الحيواني الذي وصل بفئة منحرفة، الى المجاهرة في علاقات مشبوهة، بممارسات قذرة تشوه طرقات وشوارع معروفة في اكثر من منطقة من العاصمة ، وذلك بعد ان انتشرت ظاهرة سيارات المصطافين ممن يشبعون رغباتهم الضالة بالمتعة الحرام لتتم ممارسات مخلة بالآداب وتخدش الحياء العام، في صورة علنية تقشعر لها الابدان، ويندى لها الجبين!
فقد رصدت صحيفة الدستور الأردنية العام الماضي بدقة ، اماكن تواجد السيارات التي لم يعد اصحابها وعشيقاتهم يبحثون عن الشوارع الفرعية المعتمة والمخفية بل اصبحوا في قمة عهرهم يجاهرون باقتراف الرذائل في الشوارع الرئيسية الاهلة بالسكان والمؤسسات الرسمية والمساجد ودور العبادة رغم ان تلك الشوارع تشهد حركة مرور كثيفة.. مثل شارع «إدارة الشرطة السياحية» بعد البوابة الشمالية للجامعة الاردنية لدرجة انه اطلق على هذا الشارع اسم " شارع طلعني".. فهل الى هذه الدرجة وصلت وقاحتهم! أم تقبّل الله دعاءهم في " يفضح عرضك" ؟؟!!
أما في مصر الشقيقة أم الدنيا فمشهورون بـ " يخرب بيتك" حتى شاهدنا ما حصل بها وبشعبها الشقيق ، حفظ الله مصر المحروسة وحفظ جيشها وشعبها من كل شر .
ماذا تنتظرون ؟! أن يستجيب الله لدعائكم ؟!!
فلنتذكر قول خير البشرية في الحديث النبوي : عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على خدمكُم، ولا تدعوا على أموالكُم، لا تُوافقُوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم) رواه أبو داود بإسناد صحيح.
ومما ورد في مناسبة هذا الحديث ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بُواط - جبل من جبال جهينة -، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، وكان الناضح - البعير الذي يُستقى عليه - يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار - العُقبة ركوب هذا مرة وهذا مرة - على ناضح له، فأناخه فركبه، ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن - أي تلكأ وتوقف -، فقال له: شَأْ لعنك الله - كلمة زجر للبعير -، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من هذا اللاعن بعيره؟) قال: أنا يا رسول الله، قال: (انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم).
وفي قصة هذا الحديث دليل على النهي عن لعن الدواب، كما أن فيها دلالة على أن دعاء الغضبان قد يجاب إذا صادف ساعة إجابة، والله أعلى وأعلم.
إن ما يحصل من الإنسان عند الغضب تجده عليه بعد ذلك، يقول عطاء بن أبي رباح: "ما أبكى العلماء بكاء آخر العمر من غضبة يغضبها أحدهم فتهدم عمر خمسين سنة أو ستين سنة أو سبعين سنة، ورُبّ غضبة قد أقحمت صاحبها مقحما ما استقاله".
(لا توافقوا من اللهِ تعالى ساعة نيْلٍ فيها عطاء فيستجيب لكم) علة للنهي أي: لئلا توافقوا وتُصَادِفُوا ساعة إِجابة وَنَيْل فَتُسْتجاب دَعوتُكُم السُّوء.
إن من يدعو بالسوء على نفسه أو ولده أو ماله أو خدمه لا يريد ذلك ولا يقصده غالبا، ولهذا يقول الله تعالى: {وَيَدعُ الإِنسانُ بِالشَّر دُعاءَه بِالخَيرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} (الإسراء: 11)، ويقول عز وجل: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} (يونس: 11)، أي أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، لأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم -والحالة هذه- لطفا ورحمة، ولو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك لأهلكهم، وفوق ذلك يتكرم الله عليهم بالاستجابة لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء.
ذكرني بهذا الموضوع فضيلة الشيخ حكمت الزعبي "أبو صهيب" إمام مسجد الحمصي بمنطقة ماركا الشمالية حيث ألقاه في خطبة يوم الجمعة حيث أظهر لنا مساوئ الدعاء في لحظة الغضب وكعادته مرتجلا بكلمات تخرج من القلب لتصل للقلب وتحفظ عن ظهر قلب جزاه الله خيرا هذا الشيخ الشاب الغيور على دينه وأمته ومسجده ومصلّيه ، الهين اللين القريب من كل المصلين في المسجد ، أكثر الله من أمثاله الشيوخ الشباب .
[COLOR=#ff000c]- بقلم بسام العريان[/COLOR]