كشفت انتخابات "الفيفا" أن الفساد منتشر ومتفش في كل مكان، وفي كل المؤسسات الأممية في العالم. وكشفت أن قيادات العالم الرياضية لا تتورع ان تنتخب على قواعد الفساد من دون أن يطرف لها جفن. وبينت تلك الانتخابات ان قارتي اسيا وافريقيا موبوءتان بالفساد إلى حد الكمال. كما بينت أن أوروبا الأقل فسادا بين القارات الثلاث.
عندما يتمكن الفساد من أن يضرب مؤسسة عملاقة كـ الفيفا "من خط النص" علنًا و"عينك عينك" ويهتك كل مواثيقها وشعاراتها وعناوينها البراقة الخلابة عن الرياضة النظيفة والتمييز العنصري والتحكيم النزيه فهذا يعني بالضرورة أن المؤسسات الدولية والقارية الرياضية لا تخلو من الفساد أو لا تخلو من النزاهة.
وهذا يعني أن الاتحادات الرياضية الدولية والوطنية لا تخلو من الفساد، وكذلك الأمر مع الاتحادات الدولية لكرة السلة وكرة اليد والعاب القوى، وكل أشكال الرياضة في العالم.
إذا كان الفساد قد وصل إلى الرياضة بكل اصنافها، بهذه الفظاعة والبشاعة، فكيف فعل الفساد في المؤسسات السياسية والإعلامية والعسكرية والدوائية والغذائية والنفطية والتجارية والصناعية والعلمية والتعليمية في العالم.
الفساد كالأواني المستطرقة في البلد الواحد وفي القارة الواحدة وفي العالم، فلا يعقل أن تكون أدوات الرقابة الهشة التي تسمح بالفساد، ضعيفة في كرة القدم وحصينة في كرة السلة. ضعيفة في الفيفا ومنيعة في اللجنة الأولمبية الدولية.
نحن هنا في هذه البقاع الصغيرة من العالم الثالث ومن اسيا، ميدان وحقل تدريب ورماية لتطبيق برامج الفاسدين في العالم ومناهج وكلائهم السريرية قليلي الشرف والدين والوطنية.
كانت القاعدة – في السياسة وغيرها- هي ان يسقط الرئيس والراس الكبير، فتلحقه إلى الهاوية، الرؤوس الصغيرة، فإذا بالقاعدة تتغير فتصبح أن يسقط الحثالة الصغار فيسحبون معهم الى الهاوية، رأس الافعى الكبير.
اذًا هي مسألة وقت حتى يسقط عراب مافيا كرة القدم سيب بلاتر، ويسحب معه المزيد من الحثالة أفراد عصابته المتوزعين -على وجه الخصوص- في قارتي اسيا وافريقيا، وهو التغيير المؤثر الذي ننتظره والقشة التي ستكسر ظهر التنين وتحدث انقلابا في بنية الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" من اجل رياضة خالية من الفساد.
ساعتذاك يمكن أن يواصل الأمير علي التحدي الجريء الذي بدأه بجسارة وفروسية لمواجهة التنين وفتح النوافذ للأمل والشرف وتقاليد كرة القدم العالمية التي تقوم على اللعب النظيف والتنافس الشريف.
[COLOR=#ff0006]
بقلم معالي محمد داودية[/COLOR]