لا يختلف إثنان من العقلاء أن التطرف والتشدد هو شر محض وأن عواقبه لا تأتي بخير، والمتابع للأوضاع الفكرية والثقافية للعالم العربي يجدها مليئة بالتأجيج والشحن المذهبي الطائفي الأهوج منذ سنوات ليست ببعيدة.
ولكن لنسأل أنفسنا: من المستفيد من هذا الصراع الطائفي؟
إجابة هذا السؤال فهمها بعض المعتدلين من المثقفين والعلماء من الجانب السني والشيعي وسأذكر لكم أمثلة فالشيخ والمفكر الإسلامي سلمان العودة وهو كما تعلمون سني المذهب دعا لنبذ التطرف والإيمان بالقواسم المشتركة كما انتقد المتشددين والمتزمتين المنتسبين للسنة في أكبر أفكارهم وأصغرها دون الثوابت المسلم بها ، وكذلك الدكتور توفيق السيف من الجانب الشيعي وهو رجل مثقف من مواليد مدينة القطيف السعودية والذي ألف كتاباً بعنوان "نظرية السلطة في الفقه الشيعي" منتقداً بهذا الكتاب مايسمى "ولاية الفقية" وهي نوع من الإستعباد الديني المتطرف للبشر .
أما السيدة الفاضلة "كوثر الأربش" فلم تكن أول من ينتقد التشدد ولكنها بإنتقادها لواقعها والفكر المتطرف المحيط بها أقضت مضاجع المتطرفين وزلزلت بقلمها عروش المستبدين ، وكانت المرأة التي انتقدت بشجاعة قد لانجدها عند كثير من أشباه الرجال، وكما أن لكل بطولة ضحايا فقط فقدت "كوثر" ابنها عبدالجليل رحمه الله ولكن سيكون مئات الآلاف من الشباب السعودي المعتدل أبناءً واخواناً لها، فمصابها هو مصاب الوطن، وقد فجعنا نحن قبلها بإستشهاد إخواننا وأقاربنا من العسكريين السعوديين على أيدي حثالةٍ من المتطرفين الذين لامذهب لهم ولا ذمة.
وشتان مابين قتلى داعش الملوثين بالخيانة وبين شهدائنا الذين أختارهم ربهم وهم يدافعون عن أراواح البشر فكانت الشهادة خير مكافئة لهم، أما من خان وطنه وغدر بجيرانه وروع الآمنين فليس له إلا الجحيم.
وقد ضربت "كوثر" أروع الأمثلة وهي تتقدم بالعزاء لوالدة الإنتحاري الذي تسبب في مقتل ابنها ليقينها أن الأم السعودية لاتربي ابنها على التشدد إنما يكتسبه الإبن ممن يخالطهم ويغذي هذا الفكر المتشدد مانسمعه ونشاهده في وسائل الإعلام المختلفة من تحريض أعمى يجرنا للإقتتال فيما بيننا بدلاً من السعي لتطوير أنفسنا والنهوض بمجتمعنا في كافة مجالات الحياة كما يفعل العالم المتحضر.
ليتنا نفهم أن تأجيج الصراح الطائفي بين السنة والشيعة يقوي أعدائنا ويضعفنا اقتصادياً وثقافياً وفكرياً بينما نشاهد الكثير من دول العالم تتقدم وتتطور ويزيد التسامح بين أفرادها وإن تعددت معتقداتهم بل وتنوعت آلهتهم، رحم الله حالنا وجبر مصابنا ووقنا شر الفتنة والإقتتال، وأطلب من الجميع أن يحترموا شهادة أله إلا الله وأن محمد رسول الله هذه الكلمة العظيمة التي يجتمع تحت لوائها كل المسلمين سنةً وشيعة، والله وأقول للظالمين الخوارج لن تزيدنا جرائمكم إلا قوةً وتماسكاً فيما بيننا وسنتحد بكل طوائفنا لمحاربتكم فأنتم من بدأ بالإعتداء علينا.
[COLOR=#ff0010]ماجد الهديه[/COLOR]