اطلعت كغيري على مقال الكاتبة حصة ال الشيخ حول حبس المرأة نفسها بعد وفاة زوجها أربعة اشهراً وعشرة و جاء المقال على صيغة النقد الخاص بمثل هذا الإجراء الشرعي الذى انزله الله ليكون به تطهيرا لرحم المرأة من نكاح زوجها المتوفى .
أنا هنا لن ادخل مجال تفنيد المقال شرعاً ولست مؤهلا لذلك ولكن شعرت برغبة بمناقشة ما جاء بالمقال ثقافة من زاوية الهدف من المقال و تداعياته الثقافية التي يجب ان يقف عندها كل من لديه تتبع للثقافات وأسبابها في توجهاتها.
هذه الكاتبة سبق لها تغريدة في أعوام سابقه تمس نفس السياق وهو النقد لما يخص المرأة من تشريعات سماوية و ثارت حول تلك التغريدات مطالبات بالمحاسبة والمحاكمة و هاهى اليوم تعاود نفس الكره تارة أخرى وعبر مقال .
إذا المسألة ليست كما يُفهم منها أن حرية رأي و لابد من توفرها لكى يكون هناك مجال واسع لتلاحق الأفكار بين المثقفين والكتاب فمثل هذه الحرية مطلوبة وبعمق ولكن بشروط وضوابط لا يجب على الكاتب أيا كانت درجة ثقافته ان يتجاوزها فكما للحمة الوطنية في بلدنا خطوط حمراء لا يستطيع أي كتاب أن يحاول اختراقها أو المساس بها تغريدا ومقالا فأعتقد جازما ان الدين القويم والذى بُنيت على أسسه الخطوط الحمراء باللحمة الوطنية أولى واوجب ان يكون الكتاب بعيدا كل البعد عن المساس بها خصوصا اذا ما كانت تمس ثوابت شرعيه لا مجال و لا طائل من وراء إثارتها إلا ان يكون هناك قصة تقف خلف إثارتها و هذا ما نرغب من الكاتبة ان توضحه لنا .
المقال من الكاتب يعني هدفا و يعني أيضا ان هناك عوجا يجب تعديله أو امراً إيجابيا يجب تطويره و هذا هو الدور الحقيقي لحملة الفكر والقلم. ولكن ما أثارته حصة آل الشيخ يحمل فكرا يغزوا ثوابت بالدين لا مجال أصلا لنقاشها أو تغير مسارها فالكاتبة التي وصفت ( الدين ) بالتراث المأفون تزوجت على شروطه و أمهرت و أنجبت تحت غطائه . و استخدامها لكلمات المأفون والتراث تعبر عن فكر منحرف باتجاه غريب علينا فعدة الزوجات يا أستاذة لها من الإيجابيات ما لله به عليم أقول هذا وأنا اجهل الجاهلين بتفسير و تشريع الدين ولكنه من المعلوم بالضرورة فكيف يتسنى للأنساب ان تكون نقية لو تزوجت المرأة من رجل في يومها التالي و كانت تحمل بأحشائها طفلا من رجل مات و كيف للمرأة المطلقة التي لو تزوجت بأسبوعها التالي و بأحشائها طفلا فلمن من الزوجين يُنسب هذا الطفل أم ترغبين ان يكون الأمر بالأنساب كالأمر بالأفكار لا شرع بتزاوجهم إلا ان وافق شنً طبقه .
ان ما أقدمت عليه الكاتبة أمرا يعد من ضمن نكران ثوابت دينيه ويجب المحاكمة عليه ولكن ليست كتلك المحاكمات التي تطلب قطع العنق أو بتر اليد لا بل يجب ان يكون لها نقاش من ذوى العلم فلعل هناك قصة خفية تقف شاخصة خلف مثل هذا الفكر إلى بدء ينتشر بين بعض الكتاب بأن جعلوا من ثوابت الدين أمرا لا ضرر من نقاشه ونكرانه من باب الفتنة الجديد إلا وهو ( حرية الرأي ) التي نُطالب بها ولكن بإطار أن تنتهي عندما تبدأ بالمساس بديننا الحنيف .
و إلا لوجدنا كاتبا يطالب بأن ما يضيعه الإنسان بصلاته وصومه أمرا لا يعدوا كونه حركات جسديه و إذلال للبشرية و تعذيب للأجساد ومضيعة للوقت . و كم أكون خائفا من مثل هذه الأفكار التي بدأت تنتشر تحت عنوان الحرية لتأتى لنا يوما بطامة الكفر والإلحاد .
كل ما نتمنى الآن أن تكون محاكمتها ليست كإنسانه بل ان تكون محاكمة فكر منحرف لا يختلف كثيرا عن فكر الفئات الضالة فهم يفجرون و يقتلون الأجساد وأمثال هذه الكاتبة تفجر العقول وتقتل الأيمان ولذا فالوقفة من قبل أصحاب القرار يجب ان تكون واعية وهادئة و أن لا تتبع أهواء المتعصبين والمتشددين بالمحاكمة العقابية للشخصنة بل ان تكون محاكمة فكر وكم نتمنى ان تكون المحاكمة علنية و ان ينتدب لها قضاة شرعيون و أيضا أصحاب فكر معتدل .

[COLOR=#ff0c00]سالم الثقفي[/COLOR]