لماذا.. في هذه (البقعة) كل شئ مختلف؟!
إذن .. سأعترف !
إن الحديث عن الفضيحة والأسى (أنين) ذو شجون، تملأه المرارة وينثر في حناجرنا الغصص!
لقد أصبحت أتحرج كثيرا حين أكتب منتقدا الاداء الصحي برمته،وأتردد كلما (هجوت) بدمعي المنساب (قهرا) الخدمات الصحية المتردية في منطقتنا الخجولة المسالمة.
وها أنا أكتب وأنا خجل أسيف!
خجل لحالنا الشاذ البائس السقيم بشتى المواجع والعلل!،
وايضا خجل للاستكاتة والصمت إزاء عبث العابثين وسوء التدبير والتخطيط الذي وأد الكثير من آمالنا التنموية الصحية، وبأيدينا نحن ولا أحد سوانا!
وأنا أسيف لأجل مرضانا، وأهلنا ومن هم في أمس الحاجة إلى تنمية صحية تتنامى وتتطور ، لتواكب مسيرة التنمية والبناء في كافة الأصعدة على مستوى المملكة!
وإني لأعلم أن هناك من يضيق صدره بكل حرف اكتبه، ومنهم من يكره كلماتي جملة وتفصيلا.. !
تماما كما يضيق صدري أنا أيضا حين أسمع توجع أهلنا، وأنين مرضانا،الذين لا سبيل لهم اذا رامو العلاج ، الا قصد تلك المطاحن والصوامع السقيمة ليخرج من خرج منهم في كثير من الحالات بادواء وعلل اشد فتكا من الداء الذي التمس له الشفاء بقصده لها .
( هذا لمن خرج منهم وبه رمق) !
ناهيك عن اصحاب العلل الطفيفة والكدمات او الحالات المرضية العارضة البسيطة، وكثيرا ما وقع هؤلاء فريسة بكتريا غامضة أو جرثومة قاتلة ،او علة فتاكة ، مجهولة المصدر والهوية، لتفيض ارواحهم (بفعلها) سدى..
ثم تقيد ضد مجهول (نعرفه جيدا)! .
لينتهي الامر عند هذا الحد!، وتنسى مع الايام الفاجعة تلو الفاجعة!
ولطالما جادت أكواخ ودهاليز صحتنا المعطاءة على الاصحاء بالداء عوضا عن الدواء، وكم وهبتهم صوامع العلل ومطاحن الصحة والمناعة الموت والبلاء ، وقد أتوها ينشدون العافية!
إسالوا غيري ، واستفتوا الأهالي وحتى العاملين في تلك المرافق ان شئتم!
كم من الأطفال الخدج وغير الخدج قد أودت بحياتهم بكتريا الحضانات في أكثر من كوخ وصومعة؟!
واسألوا كم من المرضى هلك بداء غير دائه في أم الصوامع الكبرى والمطاحن والعلل! صومعتنا المركزية الواجهه؟!
وكم من المرات أقفلت أقسام العمليات، والعناية المركزة وغيرها بعد أن عجزوا عن اكتشاف الأشباح الغامضة التي تفتك بالمرضى ومن فيها على حين غره؟!
وكم من الأقسام في صوامعنا الطاحنة! أغرقتها عيون الصرف الصحي وينابيعه المتفجرة من تحت الأسرة والبلاط، والمرضى تراهم (إخوانا على سرر متجاورين ومتقابلين،تجري من تحتهم الأنهار)؟!
وما أقول عن تلك (الجراحات) الجارحة التي اشتبهت فيها الحالة على الجراح واختلطت عليه الأعضاء والمصطلحات! ، حتى شق عليه التعرف على نفسه هو قبل ان يعجز عن التمييز بين الرأس والذنب! ( لشدة التشابه) !
و قبل ان تفيق ضحيته من التخدير، حاول جاهدا استجماع قواه في عجالة، فهداه رشده لاعتناق مذهب صحتنا الجديد، فلجأ الى وصفة (حقرة بنت بقرة) ،فطبقها كأضمن وأدق الحلول!
فبدأ العد في ثبات : (حقرة ، بقرة....) وهلم جرا وبشكل مدروس! ليقف في نهاية المطاف بالرقم (عشرة) على الزائدة الدودية! !
فسمى بالله بعد أن حد شفرته ،ثم أراح ذبيحته باستئصالها بدلا من اللوزتين .
وبعدها توجه الى ربه بالحمد والثناء، الذي حباه حكمة النجباء !! وأدرك الضحية قبل أن تفيق بوقت يسير!.
ثم تمسح له إحدى فتيات الطاقم عرق جبينه المتصبب، وتجفف وجنتيه يمنديلها الناعم (المعطر) !
ليخرج مدندنا طروبا.!
ومستمتعا بسيجارته التي تأخر عن (موعدها) .
وأما الذبيحة (الحظيظة) ! فعليها إذا ما أفاقت أن تلوم (خامس المذاهب) مذهب حقرة بنت بقرة (عليها رحمه الله) ، ولا سبيل لها على طبيبها الجراح .
فإن لم تسكن اللوعة والأوجاع ،فلها الإمساك بتلابيب رقم حظها العاثر (عشرة)
إذ ليس للمطحنة أو للمسؤول ولا للطاحنين شأن بكل صرخات الإنتقاد والعذاب والغضب!
وماذا يعني أرباب الطحن والسعادة إن أهلكتها الألام أو أزرت بها الفجيعة أو باتت تلطم وجهها أسفا وخيبة؟!.
فمن سواها سيدرك ما تكابد من بلاء؟ وأي فؤاد غير فؤادها قد اكتوى بلوعة وحسرة؟!
ولن تنتهي قصص العبث !
فلا ميعاد "حدد" للخلاص.
وقد غدا الإستخفاف ب (الارواح) في كل صومعة سجية!
ولا زالت تدور كؤوس السم فينا دون قيد أو شروط!
والنخب أوله ألم!
وأوسطه سقم !
وآخره فناء !
وبلا اكتراث أو ندم! فشعار صحتنا صريح :
( من عدم أتيت، ومن هنا.. سترجع للعدم ) !
وهكذا.. عن وجه (الصوامع) شمس الفضيحة لا تغيب!
هنا خيبة كبرى!
هنا كل المشاهد قاسية!
هنا الآهات تنخر في القلوب!!
هنا طحن المريض، وهنا فقد!!
وهنا نصفق لكل أصحاب السعادة والفشل! ،ونقيم لهم في عز خيبتنا احتفال!.
وبالعودة إلى المركزي تعود كل الأوجاع! ،وتنزف كل الجراح، فحدث عن تهالكه الزمان.. ولاحرج!.
فلا زالت فواجعه في قلوب الأهالي دامية، وصدماته لا تصد ولا ترد!ً
فهو بحق (فضيحة مركزة) !
وإني لأستعيذ بالله منه كلما ذكر!.. !
وأعيذكم بالله منه.. بكرة وأصيلا!
بدأ العد التنازلي ..
وللحديث بقية.
[COLOR=#ff0900]حسين عقيل[/COLOR]
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
19/05/2015 في 9:23 ص[3] رابط التعليق
موضوع رائع بس لو نزلته بتوتر على شكل تغريدات راح يأخذ صدى أوسع
(0)
(0)