في مدينة جدة ، تكاد تجزم انك في قرية في الصومال أو غابة وحوش مفترسة وكهوف مظلمة يسكنها الخفافيش.
قصص مؤلمة ، وأحداث مروعة ، وفواجع منوعة ، وفتحات صرف صحي مخيفة ، وأغطية متهالكة .
من المسؤول عن مايحدث في العروس ، فما أن تدخل بعض أحيائها إلا وترى تلك الحفر التي أزهقت الأرواح ... متى نستيقظ من هذا الموت للضمير عند بعض المسؤولين في أمانة جدة، أين الأمانة ، الطفل الثالث يسقط ضحية إهمال واستهتار ، الحفر ما اكتفت في سياراتنا ، صارت تلاحق أبناؤنا ولا حول ولا قوة إلا بالله .
طفل الأربع سنوات ، من مصر الحبيبة ، جاء للدنيا ، فقتلت فرحته، بأيادي ملطخة بالدماء ، قضت تلك الأيادي على أحلام الطفولة البريئة ، فجعت الأسرة بفقدان ابنهم ، فصاحت الأم ، وخرج الأب كالمجنون يبحث هنا وهناك عن حبيبه ، وثمرة فؤاده ، فإذا به يرى قبر ابنه ليس كقبورنا ؛ قبر وضعه أناس ، ليس في قلبهم ذرة إحساس ، فاسقط في يده ، وسقط على الأرض ينادي ويستغيث ، فهرع الناس للموقع ، يبحثون عن المقتول ، وياليتهم اتجهوا إلى القاتل والمتسبب .
مأساة وأي مأساة ، الكثيرمن أطفالنا راحوا ضحايا المصارف الصحية والإهمال باقي مستمر ، وسيدي المسؤول يغط في نوم عميق ، يرى أن ماحدث قضاء وقدر ، وتناسى أن كل شيء بسبب ، غطيان الصرف الصحي تسرق بصفة مستمرة
وهي ظاهرة و تباع في الحراج علي عينك يتاجر ، فمتى تنتهي هذه المأساة ، متى تعود عروس البحر عروسا كما كانت ، فتحات صرف صحي تقضي على أرواح بريئة ، وكأن فتحة الصرف الصحي هي المتهم أنا أقول إن السيد المسؤول في مدينتي الجميلة جدة العروس هو القاتل ، هو الظالم ، هو الذي يجب أن يناله سوء العذاب.
جدة غير ، عبارة جميلة ، ولكنها على أرض الواقع مخيفة
جدة غير بما يحدث فيها من مآسي ، جدة غير بما تعانيه من شوارع متهالكة ، وخدمات بائسة ، وقصص مؤلمة ، فمن ضحايا السيول ، إلى ضحايا الصرف الصحي ، وما تكاد تسكن جدة ، وتبدأ تدب فيها الحياة ، حتى ياتيك خبر مفجع ، يقض مضجعها ، فمن موت عبدالله الزهراني إلى سقوط الطفل المصري.
من المتسبب في حوادث السقوط، وإلى من توجه أصابع الاتهام ؟ أموال تنفق من ولي الأمر لكن للأسف المسئولين في البلديات وأصحاب المشاريع الكبيرة لا تهمهم حياة الإنسان أنما مراكزهم ومشاريعهم، فتحات الصرف الصحي ، صارت حقول الغام ، جاهزة للانفجار في أي لحظة ، وخبير الألغام ، يضع لغمه في مكان مظلم ، لا يراه فيه أحد ، ولا يصطاد اللغم إلا الأطفال ، فهل في قلبه رحمه ؟!
هل عنده أبناء ويخاف عليهم ، أم أن أبناءه في أحياء راقيه لا تكاد تجد فيها ورقة ساقطة ، فضلا عن حفرة ممتلئة .
وقد ناديت قبل أشهر عندما قتل عبد الله الزهراني
نعم والله ليس فينا خير إن لم نأخذ على يد هؤلاء المستهترين بالأرواح، نعم والله إن الدور القادم سيكون على ابني وابنك عافانا الله وإياك، ولكن هذه الحقيقة..فهذه المأساة تتكرر !!
متى نصحوا من سباتنا؟، "لما الروقي"، و"عبدالله الزهراني"، وابن الأربع سنين من مصر الحبيبة ، وفي كل مدن مملكتي الحبيبة يتكرر الإهمال ولا مجيب، هل لأن الشخص ليس ابن فلان وفلان؟، أين من يأخذ على أيدي هؤلاء .. أين الجهات الرقابية ؟، أين مسؤولو البلدية ؟، أين من ينقذ أبناءنا من الإهمال المتكرر؟، ويا ساتر كيف سيكون القادم؟، ومن سيكون الضحية ؟
يا خادم الحرمين، ياسلمان الحزم ، جاء وقت الحسم ، ياعقلاء المجتمع يا من يستطيع أن يقدم لبلده شيئاً، أخرجوا هؤلاء الخونة والمستهترين بالأرواح من بلادنا، نظفوا شوارعنا وبلادنا من الذين خلت قلوبهم من الرحمة، والله لايعني لهم موت الطفل شيئاً، لماذا تقتله يد الغدر ولا يُقتص له ؟!
يموت عبدالله الزهراني ، ويلحق به هذا الطفل ، والمسؤول
يراقب ولكن بلا إحساس ، بلا ضمير ، بلا رحمة ولا شفقة .
جدة غير ياناس ، غير في بحرها، غير في أهلها، فاجعلوها غير لتواكب المدن المتقدمة .
اجعلوها غير ونظفوها ممن داس شرفها ودنس عذريتها.
جدة غير ، فهل ستبقى جدة بهذا الشكل ، أم ستتغير ويقود سفينتها أصحاب الضمائر الحية ، والقلوب الرحيمة؟
[COLOR=#ff0f00]
الكاتب: عبدالله الحارثي [/COLOR]