نحن في زمن مع الأسف فقد أهمية العلم والتعليم واحترام المعلم.
كنا في السابق نردد:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
صدقا بات المجتمع أوبالأحرى من يعيش فيه إلا من رحم ربي لا يقدر المعلم ولا أهمية التعليم، فقدنا احترامنا للأسرة، ففقدنا احترام المجتمع.
السؤال الذي يندى له الجبين كيف أنت طوال العام أمام المعلم ولا تفقه منه شيئا، ووقت الاختبار تفهم منه في درس خصوصي؟ أليس هذا هو نفسه المعلم؟ هل اختلف فهمك ووعيت ما يقول قبل الاختبار بأيام؟ فقط من أجل تكبيد أسرتك مبلغا آخر للدرس؟ هل هذا يعقل؟
وهل بالمعقول أن تتجمعوا للدراسة وتسخروا عقولكم لهذه الأمور، والبعض يجلب الحبوب المنشطة لأجل قوة الاستذكار؟ من قال إنها نافعة؟ أليس ضررها أقوى من النفع؟ أليست هي مخدرة، هناك طرق كثيرة مفيدة عن هذه الترهات.
الاستذكار من بداية العام أفضل بكثير من هذه الأمور السلبية، الكتابة على هامش الصفحة مفيد بدرجة كبيرة، لسرعة الرجوع إليه، ولأنه ملخص لما تم فهمه، مع الأسف هناك شباب ساخر مستهتر بالكتب وما بين طياتها من فحوى علم بات لا يشغله شاغل إلا كيف ينتهي من هذه المادة أو متى يتخلص منها.
اللعب، التفحيط، يشدان اهتمامه ولا يعلم أن هذه الأمور تهتك أرواحا بريئة
تصفيق، صفير حاد لمن سبق أو فحط بشكل أفضل، وكأن الأهل سرقوا المال من أجل أن يقتني ابنهم سيارة، ويدمر بها نفسه وأصدقاءه والشلة التي تقف تهتف له وتصفق..
والشيء المحزن بل المخزي الذي يحصل بعد الانتهاء من الاختبار
إما تمزق وبشكل جنوني الكتب أو تقذف وكأن لا أهمية لها بعد ذلك.. من قال هذا أليس بها معلومات؟! ألا تحتاج للرجوع إليها في يومٍ من الأيام، بالإضافة لماذا لا ننظر على هذه الكتب أنها ذات قيمة فعلية، لماذا تتنقم منها؟ هل سببت لك جرحا أو ألما؟! ألم تفتح لك بابا للإدراك وسرعة الفهم والوعي؟! ألم تهتد بها وتعرف معلومات كانت تنقصك قبل ذلك؟! لو كانت الوزارة تعاقب الأفراد، أو جعلت لها منهجية لعودة تصنيع الكتب للعام الجديد ولفئة جديدة لاهتم الطالب منذ بداية الدراسة بالاحتفاظ بالكتاب ورونقه، أو جعلت للكتب رسوما ولو رمزية حتى يشعر الطالب بقيمة وأهمية ما بين يديه؟! حتى المعلم الذي كنا نبجله ونحترمه ونقف له، أصبح مسخرة مع الأسف، وأصبح الطلاب يكيلون له العداء، إما بالضرب، الشتم، التخريب لمقتنياته، وهذا ما يجعلني أقول: عيب على أمة اقرأ لا تقرأ، ولا تعرف قيمة المعلم، لولا المعلم لكنا جهلة وأميين. سبحان رب العزة أن أعطانا الكثير وفقدنا بجنون البعض وتفاهتهم الكثير.. بعض الاستشارات تردني كيف أتصرف مع ابني السلبي، ابنك ليس سلبيا، ابنك لديه سلوكيات سلبية يجب علينا بفن أن نتعامل معهم وننقذهم مما هم به، لابد أن تكون الأسرة متماسكة مترابطة كالبنيان يشد بعضهم بعضا.. كما قال مدرسة الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم. لا تغض الطرف أيها المربي، أيتها الأم، أيها المجتمع عن سلبيات أمام ناظريك، ابحث عن حل ستجده، كثف الجهود لتصل بأسرتك، مجتمعك، للأفضل والأقوم. انتشرت ولله الحمد الدورات التدريبية لتطوير الذات وبإمكانية الفرد الدخول لها للعلم وزيادة الثقافة. هذه ثروة لا بد من المحافظة عليها. لا تلاوع وتكابر أنت وأنا وكلنا مازلنا في محراب العلم نحبو، لا بد من الاستزادة.. تعلموا، تثقفوا، أعيدوا للمعلم هيبته المسلوبة، دربوهم ليتواءموا مع أفكار وعقول الجيل الجديد. أثبتوا أيها الطلاب أنكم على قدر المسؤولية التي حملتم بها، التعليم منفذ، متلقى للعلم والمعرفة، وأخيرا تذكر قول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم)، كن المعول للبناء وليس للهدم. وفقك الله وأثابك وقدرك على الاستزادة لتعي كيف تعلم أبناءك من بعدك..
حديثي هنا عام للجنسين لنقف في وجه الجهل بكل ما أوتينا من قوة وبأس.
سِحْرٌ يؤثر
إني أحبك أيها الإنسان الطيب، فأنت مهم عندي بالدرجة الأولى.
تتحمس لأفكارك، ولكن لا تغضب غضبا مذمومًا يحرق الأخضر واليابس.
د سحر رجب
مستشار نفسي وأسري
مدرب ومستشار دولي معتمد من المجلس العربي عضو هيئة الأمم المتحدة.
مدرب ومستشار دولي معتمد لإزالة المشاعر السلبية.
أديبة وكاتبة وإعلامية