بعد عام ثقافي مليء بالإنجازات ختمت المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية عامها بمؤتمر وزراء الثقافة الإسلامية الذي انعقد في الفترة من 21-22 يناير 2013 ، وكان اختيارها من منظمة التعاون الإسلامي في اكتوبر 2009 في باكو عاصمة أذربيجان ، وكان الهدف هو إبراز اسهام المدينة المنورة في إثراء الثقافة والحضارة الإسلامية والتعريف بها وبتاريخها الثقافي بداية من البعثة النبوية ، وقد تم خلال هذا العام إعداد العديد من البرامج والأنشطة والفعاليات المحلية والعربية والإسلامية ، أستطاعت هذه المدينة الطاهرة خلالها إبراز دورها الحضاري والتاريخي عالميا .
وفي السياق نفسه واصل أصحاب السمو والمعالي الوزراء اعمال اليوم الثاني من مؤتمر وزراء الثقافة الإسلامية برئاسة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة ،في جامعة طيبة بالمدينة المنورة ، وتابع رؤساء الوفود إلقاء كلماتهم والتعليق على بعض المشاريع المقدمة والمقترحة المطروحة في الاجتماع مع معالي المدير العام للإيسيسكو، ووافق المؤتمر بالإجماع على الطلب الذي تقدمت به دولة سلطنة عمان عام 2009 ،لإستضافة أعمال المؤتمر التاسع ، كما تقدمت بترشيح مدينة نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2015 .
وتعتبر مدينة نزوى من المدن التاريخية بسلطنة عمان وتقع في محافظة الداخلية وتعتبر المركز الأقليمي للمنطقة وتبعد عن العاصمة مسقط بنحو 160 كيلو متر ، وقد كانت في عصور الإسلام الأولى عاصمة لعمان ، وعرفت بنشاطها الفكري والثقافي وتعاقب عليها العديد من المفكرين والمؤرخين والفقهاء وقد أطلق عليها لقب “بيضة الإسلام ” وتنتشر فيها مجموعة من القلاع والحصون والمساجد الأثرية
وناقش وزراء الثقافة بالدول الإسلامية المشاركين في المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة, اليوم, في جلسة العمل الثالثة انتخاب أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي ، وقد تم إنشاء هذه اللجنة وفقا لقرار المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة الإسلامية والذي عقد في العاصمة الليبية طرابلس في نوفمبر 2007 بعد التكامل والفاعلية في عمل المنظمة في مختلف المجالات ذات الصلة بالتراث الإسلامي .
وانطلاقا من توجهات الخطة متوسطة المدى 2010 -2018 واستنادا لخطة العمل الثلاثية 2013-2015 ، أكدت ضرورة تخصيص حيز من برامج الإيسيسكو وانشطتها لدعم قضايا حماية التراث الحضاري الإسلامي ، ومن ضمن الأنشطة التي نفذتها الإيسيسكو مابين الدورتين السابعة والثامنة : تسجيل المواقع الإسلامية التراثية والطبيعية في العالم الإسلامي في قائمة التراث الإسلامي ، إضافة إلى العمل على توفير التكوين المستمر للإطار البشري العامل في المجالات المعمارية والمتحفية ، ومواصلة إصدار الدراسات العلمية والوثائقية من المآثر الحضارية الإسلامية بالدول الإعضاء ، كما قامت الإيسيسكو بتنفيذ العديد من الأنشطة ، ومنها حماية التراث الثقافي المعرض للأخطار من الكوارث الطبيعية أو الإستيلاء عليها من في أوقات الأزمات والحروب كما حصل ي فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال ومالي وافغانستان ، كما ركزت الإيسيسكو جهودها نحو المحافظة على المعالم الحضارية والمعرضة للخطر في فلسطين وسوريا ومالي وأفغانستان ، وقد أقامت الإيسيسكو برامج تطوير عمل المتاحف ومراكز حفظ المخطوطات وحماية المعارف التقليدية ي الدول الأعضاء ، وأهتمت بجانب توثيق التراث الحضاري وإنشاء هذا المشروع لدول الأعضاء على شبكة الإنترنت وتقوم لجنة التراث ي العالم الإسلامي بتقديم الدعم المادي والتقني لحماية التراث الحضاري والإنساني في الدول الأعضاء والتصدي لمحاولة اسرائيل تهويد المواقع الأثرية الفلسطينية.