دومًا نشعر أن الحوار يأخذ منا مساحة كبيرة في حياتنا ، ودومًا نسمع عبارات مزعجة مثل : نيتي طيبة
لم أقصد .
لست بهذا السوء ..
هل توصلت لماذا نقول ذلك وأحيانًا ننزعج من الغير ، وأيضًا نزعج الغير بعباراتنا . كل هذا يأتي من سوء الاتصال ، بالرغم من محبتنا لبعضنا البعض ، ولكن سوء الاتصال أكثر ما يقع بين الأحباب عندها ننسى الحب ، ونتعلق بتفاصيل العراك .
بالرغم أن اللسان ما هو إلا عضلة متحركة إلا أنه قاسي عندما يجرح .. من المهم صياغة الجملة بكلمات تعبر عن فكرنا وعواطفنا ، حتى لا يأخذ الجرح حيزًا من حياتنا ، فلنجيد استخدام وسيلة التواصل ونكون أكثر قدرة على المحاورة والتعبير عما يجول في النفس بكل صدق وشفافية دون جرح .
علمًا أن السعادة لا تتحقق دون وجود علاقة جميلة بين الأسر، الأرحام، الأصحاب، كل هؤلاء بحاجة إلى علاقة طيبة ، ولهذه العلاقة شروط ، وهي الحوار الجيد بين المتصلين . ومهما كان كل شيء بفن ومتقن إلا أننا نحتاج إلى أدوات فنية في الاتصال كي يتحقق لنا ما تريد من الاتصال الفكري والوجداني .
وقبل هذا وذاك عليك مراعاة : أن الحب لا يشفع للضرب بالمطرقة ، كعبارة ادرس وبطل فشل .
الفكرة تحتاج إلى وسيلة مواصلات لنقلها إلى عقل مستمعي .
هناك مسافة بين عقلي وعلقه .
لا أملك عقل الإنسان الآخر .
وأخيرًا عليك أن تعي أن الحب يحتاج إلى لفافة جميلة من الخارج لتعبر عن جماله الداخلي ..
ردد دومًا أنا أحب أي شخص ، واحتاجه، لكني اختلف معه بوجهات النظر وهذا منطلق حقيقي أني أختلف معه لذلك أحتاج إلى تقنية اتصال . فالقلب يلين بحسن الخلق ، وبه تقوى جسر المحبة والمودة بين المتحاورين .
سِحْرٌ يؤثر :
فن الحوار واختيار الأنسب من الأساليب هو قيادة فكرية تحتاج إلى تقنية عالية وذوق ..
المحاور الجيد كالسائق الماهر يركب بمعلوماته سيارته الفارهة ويقودها بمهارة بين الطرق المختلفة والوعرة دون أن يقوم بإيذاء نفسه وغيره .
الخلاف في الموقف سببه الاختلاف في الأفكار . الخلاف الفكري يسبق الخلاف القلبي ..
العقول تختلف بمواقعها وعلينا أن نراعي مواقعها الجغرافية وما يواكبها من ظروف ذهنية ونفسية ومادية ..
د. سحر رجب
مستشار نفسي وأسري
مدرب ومستشار معتمد من المجلس العربي عضو هيئة الأمم المتحدة
مدرب ومستشار معتمد لإزالة المشاعر السلبية ..
أديبة وكاتبة وإعلامية