ليس غريباً موقف مملكتنا الغالية, تجاه الأوضاع القائمة في اليمن, دافعاً عن الشرعية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، فإن التاريخ يحتفظ بكثير من المواقف المشرفة التي وقفتها المملكة إلى جانب اليمن، كما أن لهذين البلدين العربيين تاريخ مشترك، وأواصر تراثية متمازجة ليس من الممكن بحال من الأحوال فصلها أو التغاضي عنها، هذا علاوة على الامتدادات الجغرافية والحدودية التي لا ينكر أحد دورها وأهميتها بالنسبة للبلدين العربيين.
بلغت قيادة الوطن العزيز قدرها الأعلى من الحكمة والسياسة الأمر الذي جعلها قادرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في وقت الحسم.
لذا فقد جاء توقيت هذه الحملة العسكرية على معاقل المتمردين الحوثيين في اليمن حاسماً هو أيضاً، فهو من جهة جاء في وقت مناسب قبل أن يستشري هذا الخطر الداهم، وهو من جهة أخرى جاء في أحوال عربية شرق أوسطية مليئة بالاختلالات والصعوبات التي من شأنها أن تزيد الوضع سوءاً إذا لم يكن هذا التدخل.
إن بلدنا العزيز ممثلاً بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يقف هذا الموقف لمصلحة العروبة ككل، ولمصلحة الشرعية في اليمن خاصة، ولولا هذا الإحساس بالموقف الحاسم لهذه الحملة العسكرية لما وجدت هذا التأييد العربي، والمشاركة العربية بكافة أشكالها: عسكرية، وسياسية، ومعنوية، إذ لا يختلف اثنان في أهمية هذه الحملة التي جاءت من أجل صون الحرية والشرعية والأحقية السياسية في اليمن ودحر الفئة الضالة.
ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن التغاضي عن مثل هذه الجماعات المتطرفة يولّد مزيداً من التطرّف، وترك مثل هذه الجماعات تسري في جسم المجتمعات العربية يؤدي إلى اختلال في التوازن السياسي والفكري لدى الأمة العربية، فالموقف السعودي, موقف حاسم وحازم, كما سُمّيت هذه الحملة بعاصفة الحزم، إذ تحمل من اسمها معناها، فلولا هذا الموقف الحازم لكان الخطر داهماً، والنتائج أكثر صعوبة وتعقيداً.
وأخيراً فإننا نسأل الله عز وجل أن يحفظ الملك سلمان بن عبد العزيز، فلولا قيادته الحكيمة لما كان هذا الموقف للوطن المنيع الصارم في وجه المدّ الحوثي في اليمن، ولولا موقفه الحاسم لكانت النتائج أشد خطراً على المحيط العربي بأكمله، كما نسأل الله الحي القيوم أن يحفظ علينا أمننا، ويحمي جنودنا البواسل من الأخطار، وينصرهم على عدوهم وعدو العروبة والإسلام، ويردهم غالبين منتصرين بإذنه تعالى.
[COLOR=#ff0600]د. كاتب فهد بن براك [/COLOR]