من المعلوم إن التعليم الجامعي في جميع الدول يسعى للبحث في المعرفة والمعلومة أكثر من سعيه في تحقيق التربية والتنشئة فهو أقرب للحقل المعرفي منه للدور التربوي ...فبعد الدمج لم تعد كلمة "التربية" مرتبطة في المسمى الجديد لوزارة التعليم هذه الكلمة التي طالما حملت أسم وزارة كاملة في بعض الدول فهناك وزارات بأسم "وزارة التربية فقط" تلك الكلمة التي كثيرا ما تغنت بها وزارة التربية والتعليم سابقاً زاعمة إن التربية مقدمة على التعليم فلا هي قائمة بدورها تعليميا ولا تربوياً ، و هو ما تعلل به المعلم منذ تعديل مسمى وزارة المعارف آنذاك مدعياً انه يربي أبنائنا فأخذته تربيتهم كما يقول وأنشغل بها عن تعليمهم ....ولم يعد الآن لكلمة" العالي" أثر في في وزارة التعليم العالي سابقاً منذ إنشائها ، فقد أصبحت أثر بعد عين ولم يكن لوزارة تشرف على الجامعات ما يميزها عن وزارة التربية والتعليم ...
إن وزارة التعليم العالي السابقة كانت تنادي باستقلال الجامعات نظريا وتنافيه عمليا، فلم يعد يخفى أن قرار جامعة معينة لا يعد نافذا في تعيين رئيس قسم ما لم تصدر موافقته من وزارة التعليم العالي.
إن دمج هاتين الوزارتين يهدف إلى توحيد الاستراتيجيات وردم الحلقة المفقودة بين مخرجات التعليم العام ومتطلبات التعليم العالي وتوحيد المحرجات والرؤية المستقبلية فكان لانفصالهم فجوة أثرت كثيرا على التكامل بين الوزارتين فلم يعد تطوير التعليم العام ممكناً بمعزل عن التعليم العالي..فنتج عن هذه الحلقة المفقودة اختبار القدرات ، وكفايات المعلمين وغيرها من الاختبارات الأخرى؛ زاعماً كل طرف إن الإخفاق مصدره الآخر ، ويرى كل منهما أن له الحق في أن يطمأن على مستوى منسوبيه قبل قبولهم ......بل وجاءت فكرت السنة التحضيرية لإعادة تأهيل مخرجات التعليم العام وردم الفجوة. فلم تفلح هي الأخرى في ذلك، بسبب إسنادها إلى شركات وتشغيل ذاتي.
إن إلغاء مجلس التعليم العالي لهو بدون شك بداية قوية ومقدمة لاستقلال الجامعات والابتعاد بها عن البيروقراطية..إنه توجه ريادي نحو استقلال الجامعات إدارياً وأكاديميا ومالياً وخطوة تاريخية لوضع الجامعات أمام الأمر الواقع بالاعتماد على الذات. فإلغاء مجلس التعليم العالي يحتم تفويض صلاحياته لكل مجلس جامعة وإلا فأن صلاحياته ستئول لصاحب السلطة الأعلى وهو مجلس الوزراء بحكم الاختصاص الأصيل.
إن الحكم على نجاح هذا الدمج من عدمه يعتمد على هندسة الهياكل واللوائح المنظمة للعمل هنا وهناك ، كما يعتمد على الكيفية التي يتناول بها تقليص هذه الفجوة بين الوزارتين لتصبح علاقة تكاملية ترابطية وما يحسم كل هذا وذاك هو القيادة الإستراتيجية
[COLOR=#ff0900]د محمد حمد الخزيم[/COLOR]
أكاديمي - جامعة حائل
التعليقات 3
3 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
02/04/2015 في 8:55 ص[3] رابط التعليق
مقال جوهري جدا ويحمل رؤيا هامة جدا .
سلمت اناملك د محمد
(0)
(0)
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
02/04/2015 في 11:22 ص[3] رابط التعليق
ياهلا بها الطلة من زمان تسلم ابو حمد قيادي مهم ومثقف عن خبره سلمت يالغالي
(0)
(0)
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
02/04/2015 في 12:14 م[3] رابط التعليق
مقال في الصميم
(0)
(0)