ان استراتيجية عاصفة الحزم التي أطلقها الملك سلمان حفظه الله ورعاه في الساعة الثانية عشر من مساء يوم الخميس الموافق 2015 / 3 / 26 السادس من الشهر السادس للعام ١٤٣٦للهجرة بتأييد عربي أممي خليجي إسلامي لهي استجابة لطلب الرئيس الشرعي لليمن السيد عبد ربه منصور هادي وذلك عقب استنفاذ جميع الحوارات والحلول السياسية والدبلوماسية ، والتي رفضها الحوثيون جملة وتفصيلا ، ولا أحد يجهل أن الهدف الأساسي كان يتمثل في إعادة الشرعية اليمنية وحفظ أمن اليمن والتخلص من العصابات الإرهابية الممثلة في الحوثيين وأتباع ( الشاويش )المخلوع علي عبدالله صالح ، واستندت أيضا إلى الشرعية الإنسانية الممثلة في إحقاق الحق ونصرة المظلوم والحفاظ على حماية اليمن وإعادة السعادة له بعدما أبدلها الحوثيون إلى فقر وجوع ودمار وانهيار لاقتصاد الدولة ومؤسساتها بدعم إيراني واضح وملموس وغير مبرر أبداً إلا لأجل خلط الأوراق في المنطقة وخلق الفتن الطائفية والإقليمية مع إفلاسها الشديد من المواجهة الحقيقية واستخدام أذرعها المسمومة في الوطن العربي ، وبخيانة عظمى من أتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح .
بدأ البواسل قصفهم لأهداف مرسومة وبدقة عالية وشجاعة فائقة ولكن قبل ذلك دب الخوف في نفوس أصحاب الشرعية وتغلغل اليأس والإحباط في أجواء أهل الجنوب ومن كان يريد السعادة لليمن وأصيب الكثيرون من المراقبين السياسين بالخوف والخذلان والاعتقاد أن الباطل سوف يسود وأن الحق لا مكان له ، وأن العدالة تم بيعها على أصحاب الباطل ومناصريه ، إلا أن الملك المظفر سلمان بن عبدالعزيز أثبت للجميع أنه لا مجال لضياع الحقوق ولا مناص من نصرة الضعفاء وأصحاب الحق والمظلومين في أي قطر عربي ، فكانت عاصفة الحزم البادرة التي أثلجت صدر كل باحث عن إرساء الحق وإحقاق العدالة في اليمن الذي كان يلقب بالسعيد ،فقلب الحوثيون وأتباع علي عبدالله صالح السعادة إلى كوابيس مزعجة وأعمال شيطانية تنفذها على الواقع عصابات إرهابية معبأة بالجهل ومذججة بالأسلحة .
إن توقيت الملك سلمان حفظه الله في تنفيذ الضربة كان توقيتاً مدروساً سياسياً وعسكرياً أضاف إلى حسن تصريف الأمور داخل وطنه إنجازاً ونجاحاً آخر تمثل في الدراية والوعي بما يجري من حوله ومتى يتخذ القرار وكيف يتخذه ، وتلك مهارات القائد المحنك النادر الذي يعي كيف يمسك بزمام السياسات في الداخل والخارج وينتج مخرجات على قدرٍ عالٍ من النجاح والتميز والريادة .
باتوا فرحين مستبشرين بالنصر الزائف الذي حققوه غدراً وخيانة ولكن سرعان ما وجدوا أنفسهم كأنهم في حلم أو كابوس ولم يستطيعوا استيعاب ماحدث ولم يتوقعوا أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله بل ولم يدركوا أهمية دورالمملكة العربية السعودية في إدارة الأزمات وأبجديات التعامل معها وتجاهلوا أن الحق باقٍ وأن الباطل زائل بإذن الله .
كانت السياسة التي يديرون بها حواراتهم ومعاركهم تتلون بصبغة عجمية همجية مستأجرة من إيران ذات السياسات المتردية ومن همجية الشاويش علي عبدالله صالح التي أسقطه الشعب من اجلها.
واكتشف الحوثيون ومن ساندهم مؤخراً أن عاصفة الحزم واقع وليس كابوس أو حلم وأن حساباتهم قد تمزقت أوراقها وتساقطت أعدادها بل وخسروا عتادهم وعددهم ولم يبقى لهم عدا العود للشرعية والمفاوضات أو العود للجبال وهم يجرون أذيال الندم والحسرة والخذلان والندامة ، بل إن عاصفة الحزم درس عظيم لكل محب وعنوان مؤلم لكل عدو وحاقد بل وإنه لدرس حاضر لكل من يتجاوز حدوده داخل هذا الكيان العظيم أو خارجه ولكل من يريد المساس بهذا الحصن الحصين المملكة العربية السعودية حفظها الله من كل سوء ومكروه وأعز ولاة أمرهم وسدد على الخير سيرهم وخطاهم .
[COLOR=#ff0003]عبدالعزيز الناصري[/COLOR]