" إن محمداً كان الرجل الوحيد فى التاريخ الذى نجح بشكل أسمى وأبرز فى كلا المســــتويين الدينى والدنيوى ..إن هذا الاتحاد الفريد الذى لا نظير له للتأثير الدينى والدنيوى معاً يخوله أن يعتبر أعظم شـــخصية أثرت فى تاريخ البشــرية …" الدكتور/ مايكل هارت
نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم"..في إبداعٍ إنساني أدبني، كأروع ما ترى وأزهى ما تبصر علمني.. وحده الوحيد والمتفرد الفريد وجهني.. هو الماء الصافي العذب الذي يرويني.. فى سيرته زادي وبصيرتي ومنهجي.
هو الحديقة المعطاء جمالاً، " وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِالتُــرجُمـــانِ شَذِيَّةٌ غَنّـــاءُ "
بها تحولت قلوبنا أزهاراً مزهرة لا تسمع فيها إلا سلاماً سلاما.... كلما سمعت عنه أو قرأت له تتفتح لك الدنيا كأنها مراوح الملائكة ترحب بك.
تأملوا..العلم والعمل
علمني الذوق وحسن المعاملة ومشاركة الآخرين والإبتسامة والحكمة وحسن التصرف.. علمني عدم التعصب في الرأي والإبتعاد عن غلظة القلب... علمني الحرية وقد ولدنا أحراراً .. أمرنا أن نكشف عن شخصيتنا شكلاً وإسماً حتى لا نجعل الريبة في وجوه الآخرين.. علمني الثقة بالنفس وطرح الحجة بالاقناع وليس بالإكراه وفرض الأمر الواقع بأي شكل كان (تعصب ديني، تعصب فكري، تعصب مذهبي..). علمني الأدب والتأدب في الحديث والإنصات الى الآخرين.. علمني الوضوح في الطلب وتسمية الأمور بمسمياتها وعدم السخرية من الآخرين واحترام الرأي الآخر والرد على الحجة بالحجة وتجنب المجادلة التي لا تفضي إلى نتيجة.. علمني قيمة الوقت "الذهب الذي لا لون له " وتسخيره في أداء واجباتي وخدمة الآخرين.. علمني أن أكون مسؤولاً في بيتي وأعامل أهل بيتي باحترام ومحبة ورحمة.. علمني أن أؤدي عملي بإتقان وإخلاص وتفاني ومحبة (إن الله يحب اذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)..علمني الصبر على المكاره والإصرار على الوصول الى الهدف.
ومن ثم أوصلنا ...
إلى إدارة شؤون الخلافات والرقي بمستوى العلاقات فيما بيننا حتى ليحب أحدنا لأخيه ما يحب لنفسه.. إلى الإبداع من خلال تفجير الطاقات الابداعية والابتكارية على اختلاف مستوياتها.. إلى فن وضع الإستراتيجية وخطة العمل وحُسن توظيف المعلومة فى الوقت المناسب..إلى الابتكار في التوصل إلى وسيلة جديدة غير مألوفة لتحقيق الهدف وإيجاد مناخ ابداعي تتولد فيه الأفكار حيث يتحول فيه الفرد العادي الى مشارك ومبادر مبدع ومبتكر.
وماذا بعد ؟
أمرني باحترام الصغير قبل الكبير.. أمرني بصلة الرحم وعيادة المريض وعدم رد ذوي الحاجة والإحسان اليهم.. أمرني بكفالة اليتيم ووعد كافل اليتيم بأن يكون معه في الجنة جنباً الى جنب.. أمرني بإماطة الأذى عن الطريق والحفاظ على الممتلكات العامة.. أوصاني براً بوالدي واحترامهم أوصاني بالجار في كل ما يتصل به من بر وإحسان وتجنب أذيته بأي طريقة كانت........
علمني وعلمني....." فأرجع البصر فماذا ترى " ؟
القياس مع الفارق...!
كثيراً ما يسترعي انتباهي رؤية الشباب الغربي عندما يدخل في الإسلام، وكيف يتمثلون هذه العقيدة في حياتهم وتفكيرهم فتجدهم يدرسونها بنهم، وينعكس ذلك على تصرفاتهم ووجوههم وحياتهم، ناهيك عن الود في بناء علاقات أسرية طيبة مع أسرهم (التي قد تكون منقطعة بسبب عادات مجتمعهم، كخروجهم من بيت ذويهم في سن مبكرة) بالاضافة إلى ما يجدونه من مقاومة من أسرهم أو حتى مجتمعاتهم، وإن قلت أو زادت في الأونة الأخيرة، في حين ينمو أبناؤنا وبناتنا في بيئتهم المسلمة غير مقدرين لهذا المنهج.
أين نحن ..... أليس ما ذكرت من صفات هي صفات تطمح لها البشرية جمعاء وتعتبرها من صفات المدينة الفاضلة ؟
فلمَ لا نقتدي بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم ونتخلق بأخلاقه...أم أن التجهم فى الوجه وغلظة القلب والتعصب في الرأي ونكش الشعر ومط الشفاه هو السبيل؟ متى ستثمن أمتنا ماهية كنزها المكنوز، عماد نهضتها وأساس تقدمها وصلب حضارتها "محمد صلى الله عليه وسلم" ؟
" نبينا صلى الله عليه وسلم" شعلة مضيئة تنتقل من جيل إلى جيل على درب البشرية......... ليس علينا إلا أن نرد الجميل بمشاركتنا الإيجابية في تطبيق منهجه السمح، كما لا ينبغي أن يشغلنا نموذج جديد في الحياة العصرية عن هذا النهج الكريم. منهج نبينا هو الموجه الوحيد للمواقف فلنحدد نحن موقفنا على هذا الأساس... إن الصورة الخارجية لأمة ما، إذا كانت هذه الصورة تهمنا.. تتحدد بمدى النجاح الداخلي في تطبيق رسالته عليه السلام على المستويات كافة، فليكن الاهتمام ببناء الداخل سبيلنا إلى النجاح في الخارج.
حـــب الـرســول تـعـلــق بـصـفـاتـه *** وتــخــلــق بــخــلائـــق الأطـــهــــارِ
حــب الـرسـول حقيـقـة يحـيـا بـهـا *** قــلــب الـتـقــي عـمـيـقــة الآثــــــارِ
إحــيــاء سـنـتــه إقــامــة شــرعـه ***فــي الأرض دفــع الـشــك بـالإقــرارِ
إحــيــاء سـنـتـه حقـيـقـة حبـــــــه *** في القلب في الكلمات في الأفكــــــارِ
ياسـيـد الأبــرار حـبـك فــي دمـــي *** نـهـر عـلـى أرض الصـبـابـة جـاري
يـامـن تـركـت لـنـا المحـجـة نبعـهـا *** نــبــع الـيـقـيــن ولـيـلـهــا كـنــهــارِ
سُحـب مـن الإيمـان تنعـش أرضنـا *** بالـغـيـث حـيــن تـخـلــف الأمــطــارِ
لــــك يـانـبــي الله فــــي أعـمـاقـنـا *** قــمــم مــــن الإجـــــلال والإكــبـــارِ
عـهد علـيـنـا أن نـصون عـقولـنـا *** عــن وهــم مبـتـدع وظــنّ مـمــاري
علـمـتـنـا مـعـنــى الــولاء لـربــنــا *** والـصـبـر عــنــد تــزاحــم الأخــطــارِ
ورسـمـت للتوحـيـد أكـمل صورة *** نفـضـت عــن الأذهــان كـــل غـبــــارِ
فـرجاؤنـــا ودعـاؤنــا ويـقـيـنــنــا *** وولاؤنــــــــا لــلـــواحـــد الـــقـــهـــارِ
الكاتب سالم الزائدي