إنَّ أهم ما ينبغي توجيهه من نصائح اقتصادية ، ما يلي :
أولاً : الحذر من حمّى الشراء والتسوق : إن أخطر ما يمرّ على الأسرة ما يُعرف بحُمّى الشراء والتسوق والاستجابة للاستهلاك المظهري والمبالغة في الأزياء والموضات والانسياق وراء الدعايات والإعلانات الخادعة ، دون تحكيم دقيق للعقل وتقدير للعواقب والنتائج . لــذا ، ينبغي تجنّب الشراء العاطفي ، من خلال وضع خطة للأشياء المطلوبة قبل القيام بعملية التسوق .
فكثيراً ما يكون لدى أحد الزوجين العديد من الأعمال التي تحتاج إلى إنجاز في وقت محدد ، أو يحتاج إلى القيام بعمل لم يسبق له القيام به فيما مضى.
في هذه الحالات وغيرها يكون التخطيط هو الحل إذ تحدّد الخطوات الواجب اتباعها للوصول إلى هدف معين ويحدّد الوقت المطلوب لانجاز هذه الخطوات ، وعن طريقه يمكن تصوّر العقبات التي قد تصادف الزوجين والهدف الذي يريدان الوصول إليه .
ثانياً : ميزانية رشيدة للأسرة : إن الزوجة الرشيدة هي التي تلعب دوراً فريداً في إسعاد زوجها وذلك بإدارتها الحكيمة لشؤون المنزل وتدبير مصروفاته وصحة أفراده . فالمنزل هو المكان الذي يسعد فيه جميع أفراد الأسرة .
ومن العوامل المساعدة على توفير السعادة في الأسرة الناحية المادية ، من حيث تقدير الأسرة وتنظيم ميزانيتها بحيث توّفر جميع حاجات ومتطلبات الأسرة للمحافظة على صحة الأفراد وتأمين الملبس والمسكن المريح . وياليت لو اهتم الزوجان بتخصيص مبالغ مالية للتوفير والادخار لوقت الحاجة والطوارئ المفاجئة. إذ أن الزوجة الواعية هي تلك التي توزع ميزانية الأسرة على الأبواب اللازمة للإنفاق . إن هذا يستدعي ضرورة وضع ميزانية محكمة رشيدة للأسرة ، تضبط النفقات وتحدّد الإيرادات وأوجه الصرف مع المراقبة الدقيقة لهذه الميزانية.
ثالثاً : الوعي بأهمية اقتصاديات الأسرة : إن دراية الزوجين باقتصاديات الأسرة ومواردها البشرية والمالية والتخطيط السليم للإنفاق يؤثر إيجابياً بدوره على الاقتصاد الوطني . ذلك لأن الاقتصاد المنزلي ضروري لمواجهة أعباء الحياة ، نتيجة زيادة أسعار السلع المختلفة والخدمات الأمر الذي يتطلب الانتفاع بالموارد المتاحة .
ومما لا شك فيه أن الأسرة التي تهتم بتخطيط أسلوب حياتها ، سوف تحقّق أهدافها . لذا ، ينبغي مراعاة إمكانات الأسرة وإتباع نظام الإنفاق السليم من حيث عدم زيادة مقدار المنفق على الدخل وتوزيع الدخل – قدر الإمكان – على أبواب الإنفاق . يقول تعالى : { وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} الآية .
[COLOR=#ff1900]أ . د / زيد بن محمد الرماني[/COLOR]
ــــ المستشار الاقتصادي وعضو
هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل : zrommany3@gmail.com