شاهدت بإستغراب إعلاناً عن وظائف شاغرة في إحدى الجامعات السعودية، ولكي أوضح لكم الإعلان الطويل العريض سأختصره لكم في أسطر:
"أيها المتقدم :
لازم تكون موظف وعندك خبرة في مجال تخصصك وتقوم بإنهاء خدمتك من وظيفتك وتتقدم إلينا واحتمال نوظفك واحتمال تنضم لرصيف العاطلين ! والسلام"
وكأن لسان حالهم يقول: "هذي جامعتنا وبكيفنا"
والحقيقة أن الشكاوي ازدادت ضد هذه الجامعة التي يتعامل بعض العاملون بها بفوقية وازدراء لبقية الناس وكأن الله لم يخلق غيرهم على هذه البسيطة..وأستثني منهم أصحاب الذوق الرفيع والخُلق العالي.
وأضم إلى مقالي هذا مجموعة من الشكاوي التي أنهالت لي عبر وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة حيث اشتكى عدد من طلاب وطالبات درجة الماجستير بجامعة الباحة من ارتفاع رسوم الدراسة في الجامعة ذاتها،وتنوعت تعليقات و ردود أفعال من التقيتهم وتناقشت معهم حول هذا الموضوع
حيث اعتبر أحد الدارسين أن المبالغة في السعر هي عبارة عن نوع من الفساد الإداري وسوء استغلال السلطة -على حد زعمه- فيما ذهب طالب آخر إلى الثناء على القائمين على البرنامج والعاملين بالجامعة بشكل عام لكنه لم يخفي انزعاجه من ارتفاع الرسوم التي تصل في مجموعها وبجميع الفصول الدراسية إلى أكثر من 70 ألف ريال الأمر الذي أثقل كاهل الطلاب والطالبات بالإضافة إلى تحمل أعباء الدراسة.
أما أحد أولياء أمور الطالبات فقد استغرب مما أسماهُ استغلال الجامعة لحاجة المواطنين والمواطنات، مبدياً امتعاضه الشديد من مسؤلي الجامعة الذين وصفهم ب"ضعاف النفوس" استناداً إلى قدرتهم على تحديد رسوم مقبولة وفي المتناول بدلاً من المبالغة والتعجيز -بحسب وصفه- .
أما احدى الطالبات فقد تملكتها الحيرة وأخفت دموعها وأظهرت حزنها وعبراتها وهي تشكو مما أسمته جوراً وظلماً، وهي تعني بذلك تشدد جامعة الباحة في في احتساب الرسوم وكثرة الطلبات والبحوث،حيث أنها تعمل معلمة في الصباح ويصعب عليها الوفاء بمبلغ الرسوم والقيام بأعباء البحوث المبالغ فيها.
وأضافت: نحن طالبات جامعة الباحة لمرحلة الماجستير وطلب منا دفع رسوم لكل فصل بنبلغ وقدره 18 ألف ريال أي بمجموع 72 ألف للسنتين وبدون استرداد المبلغ.
وأضافت؛الدراسة في السنوات الماضية كانت برسوم قليلة حيث كانت تبلغ 18 الف للسنتين ويتم ارجاع كامل المبلغ للدارسين بعد انهاء الدراسة.
واستطردت وفي كلماتها شئ من الحزن والألم : يشهد الله أننا في معاناة لا يعلم بها إلا الله ، لأن زيادة الرسوم جاءت فجأه وبدون مقدمات!
أما زوج احدى الطالبات قال لي :بدلاً من أن تكون جامعة الباحة ذات مشاركات نافعة للمجتمع صارت تستغل حاجة الناس للدراسة لتجمع أكبر مبلغ ممكن بكل جشع وطمع بحسب تعبيره.
أما زوج طالبةٍ أخرى فقد أفاد بأن جامعات أخرى قد أعفت طلابها من رسوم الدراسة مرجعاً ذلك لوجود رجال مخلصين محبين لبلادهم يعملون في تلك المناطق، مضيفاً: من المفترض أن تقدم الجامعة برنامجين الأول صباحي ويكون مجاني شأنه شأن البكالوريوس والثاني مسائي وبرسوم رمزية لاتتعدى سبعة آلاف، مثل الجامعات الأخرى.
وألتقيت كذلك بطالب دراسات عليا وأفاد أن أحد الأساتذة -أحتفظ بإسمه- حينما ناقشه أحد الطلاب عن مبالغة الجامعة في الرسوم كان رده: أنا لا أعمل أجيراً عندكم ، واذا أردتم النجاح فلا أريد منكم مناقشتي في الموضوع..!!!
أناشد مقام خادم الحرمين الشريفين ومعالي وزير التعليم العالي بالعمل على إيقاف هذه المهازل قبل أن تستفحل وتستعصي على الحل ، أما جامعة الباحة التي اشتهرت بتشددها وتزمتها ضد أبناء الباحة فبدلاً من أن تنشئ المعاهد ومراكز البحوث والخدمات الإجتماعية صارت تستغل طلابها لتأخذ منهم دخلاً إضافياً لأن المليارات التي رصدتها الميزانية لم تعد تكفيهم..!!
وأقترح على مدير جامعة الباحة أن يضع إعلاناً جديداً ويكتب فيه: "جامعتنا وبكيفنا،ونتحدى وزارة التعليم العالي..!! "
[COLOR=#FF0045]ماجد الهديه[/COLOR]
(*) كاتب تربوي وفنان تشكيلي
[email]Maged.hadia@gmail.com[/email]
image.jpg