كان ذلك قبل أكثر من عشرة سنوات، عندما أعلنت عمادة شؤون الطلبة في جامعة فيلادلفيا تنظيم مسابقة "تخيل نفسك" تكتب فيها بضعة سطور تتخيل فيها نفسك بعد عشر أعوام، وقد تجرأنا يومها في تلك السطور على حاجز الزمن لكتابة حلمنا بالسير في طريقين متوازيين في مجالنا الهندسي المهني ومجالنا الثقافي المهني التطوعي.
واليوم وبعد مرور السنوات العشر وحصولنا قبل أيام على أفضل كاتب مقالات شاب خلال العام 2014م في المملكة الأردنية الهاشمية، تعود بنا الذاكرة إلى تلك المسابقة لنرى نفسنا وقد وضعنا قدمنا على تحقيق ولو جزء بسيط من حلمنا بفضل الله تعالى، وليبقى لدينا الكثير من العمل لتحقيق الحلم الذي يتجدد ويكبر كل يوم، وهو الذي مر بكثير من الصعوبات خلال السنوات الماضية كان أهمها فقدان أغلى شخصين على قلب كل إنسان، الوالد والوالدة رحمهما الله تعالى تباعاً.
وليأتي هذا التكريم نتيجة لمواصلة الطريق مع الكتابة بخط مواز لدراستنا ومن ثم عملنا في المجال الهندسي، بعد أن كانت بداية رحلتنا مع الحرف باجتهادات تزخر بالأخطاء والنواقص، فحرصنا على التعلم من أخطائنا وتقييمها عاماً بعد عام من خلال ما يصلنا من ملاحظات وتعليقات ممن كانوا يقرأون لنا في البداية من المعارف والمقربين، حتى مرور ستة أعوام من مشوارنا مع الكتابة عندما وجدنا طريقة للتواجد المستمر بين أهلنا في بلدنا ونحن في أرض الغربة، وذلك من خلال النشر في المواقع الإخبارية الإلكترونية، فبدأنا مع عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة سائرين وفق نظام وضعناه لأنفسنا سار بنا بفضل الله تعالى إلى تحقيق بعض ما نطمح إليه اليوم.
ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة والعكس صحيح، هذه الكلمات التي ختمنا بها مشاركتنا في مسابقة "تخيل نفسك" قبل عشر أعوام والتي فزنا بها بجائزة أفضل مقال يومها بالمناسبة، وهو ما نعيده اليوم مؤكدين على بعض العوامل التي ينبغي لكل باحث عن النجاح أن يحرص على تقييمها في نفسه بين حين وآخر، فترى كم هو مقدار الحرص لديك على إرضاء خالقك عزوجل حتى وإن كان على حساب راحتك وماترغب وتشتهي، ثم كم هي قدرتك على بر والديك أحياء وبعد مغادرتهم حياتك، وهل لديك الاستعداد لبرهم باشخاص كانوا يحبونهم حتى لو كنت انت على خلاف مع هؤلاء الأشخاص؟
ترى كم انت منظم في حياتك وتسير وفق خطوات مدروسة ومنظمة تقيمها بين حين وآخر؟ وهل لديك الاستعداد لقضاء الساعات لتنظيم خطواتك القادمة؟ ثم كم حبة تأخذ في يومك من "اللهم يسر لي أمري وإشرح لي صدري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي وإجعل لي وزيراً من أهلي"؟
هي أمور ربما لا يعيرها البعض إهتماماً كبيراً الا أنها أساسيات لمن أراد مصارعة طريق النجاح والتغلب عليه، وكلمة حق نشكر فيها كل جهة فكرت يوماً لدعم وتحفيز شباب الوطن المبدعين في كافة المجالات في بلادنا، ومنهم هؤلاء الشباب الرائعين في موقع "حوار نيوز" وعلى رأسهم الزميل الشاب سامر طوافشة، وكل من عمل على إنجاح مهرجان تكريم الإعلاميين الشباب الأردنيين الأول ليقول لشباب وطنه الإعلاميين "شكراً" على إبداعاتكم وجهودكم للارتقاء في المسيرة الاعلامية في بلادنا، والتي بارتقاءها ترتقي جميع مناحي الحياة، فما أجمل أن تخرج فكرة تكريم الإعلاميين الشباب من شباب أمثالهم.
ولنتذكر دائماً بأن بامكاننا أن نقدم لوطننا الكثير حتى وإن ابتعدت أجسادنا عنه مادامت عقولنا وأفكارنا مازالت قادرة على العمل والإنتاج، وقد كنا وسنبقى بحول الله جنوداً للكلمة لا ننتقي من الكلمات إلا ما فيه خدمة ديننا وأمتنا ووطننا وأهلنا دون إنتظار مقابل من أحد، مهما واجهنا من العقبات والصعوبات، تماماً كما أنه بإمكان كل واحد منكم ذكراً كان أو أنثى أن يكون جندياً من مكانه، فلنحرص جميعاً على تسطير سطورنا من ذهب في لوحتنا في هذه الحياة قبل مغادرتها لعل غيرنا يستفيد من مروره عليها يوما.
[COLOR=#FF0026]
بقلم م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران[/COLOR]