في كل يوم يمضي تسجل مئات الحوادث، وتزهق عشرات الأرواح. .نسمع ونصغي ونتألم..ﻷن في داخلنا إنسان يشعر بأخيه الإنسان. .يفرح لفرحه ويتألم ﻷلمه..
ولكن أحزاننا تزداد وتتسع حين يكون خلف هذه الآهات مسؤول قصر في أداء واجبه (طبيب أخطأ، مهندس خان ، مديرتوانى ، وزير تغافل)، ومواطن مسكين كان هو الضحية لمجموع أخطاء .
حين يندلع حريق في مبنى مدرسي فاره مجهز آمن نقول هو قضاء وقدر .لكن حين يكون الأمر في مبنى مستأجر متهالك فاقد كل شروط الأمن والسلامة ﻻيمكن أن يتناسب مع جو التعليم الذي ننادي به ومنظومة الإستراتيجيات التي ننظر بها -قيادات التعليم- هنا الأمر يحتاج ﻹعادة نظر في بيئة التعليم الجاذبة، وتطبيق كل ماهو جديد، ويحتاج ﻹعادة نظر أكبر في مفهومنا(للتوكل والتواكل) نحن مسلمون نتوكل على الله في كل أمور حياتنا عظيمها وصغيرها لكن ﻻنتواكل وﻻ نتوانى عن كل ماهو في مصلحة المواطن والطالب خاصة في بيئته التي يتلقى فيها العلم ، والتي على أقل تقدير تكون متناسبة مع شروط الأمن والسلامة والجو الصحي للطالب.
آلمني ماحدث اليوم في الثانوية والمتوسطة الثانية تحفيظ من اندلاع حريق في مبنى مستأجر بحي الورود وخروج الطالبات وتدافعهن مع تلك السلالم الضيقة ، وكأني بخفقات قلوبهن ، ومشاعر الهلع وسط هذا الظلام الأسود الذي ملأ المكان .
وكأني بأم سمعت الخبر قبل قدوم ابنتها ، وأب هرول مسرعاً وهو ﻻيعلم هل المصاب جلل أم هين ، ومعلمة ﻻتدري هل تنجو بنفسها أو طالباتها.وتزداد آلامي حين أتأمل في حال رجال الدفاع المدني هذه الفئة المتفانية من رجالات الوطن المخلصين ، الذين يتحملون أخطاء غيرهم ، ويزجون بأرواحهم غير مبالين إلا بخدمة الدين والوطن. أناس لم يجدوا إلا السيول للتنزه ، ومن المسؤول عن حمايتهم ؟ الدفاع المدني.
وآبار يهملها مسؤول وضع ضميره في قالب ثلجي ومن المسؤول عن انتشال الضحايا ؟؟
الدفاع المدني ..ومبان متهالكة تحترق ومن الذي يختنق فيها ؟رجال الدفاع المدني... كماحدث اليوم لأحدهم .لله درك يارجل الدفاع المدني لن ننسى وقفاتك في سبيل الوطن كلما مررنا بهذه السيارة الصفراء التي تقف على أهبة الاستعداد قدمنا لكم تحية إكبار وتقدير ،واستودعناكم الله.
[COLOR=#F900FF]خلود النازل[/COLOR]
كاتبة صحفية ومشرفة اللغة العربية بمنطقة تبوك